اليورانيوم… السلعة الرئيسية لصادرات النيجر

Young children walk past ballot boxes before Niger's presidential and legislatives voting materials distribution in Niamey, Niger, on December 26, 2020. (Photo by Issouf SANOGO / AFP)

تعد النيجر بلداً غير مستقر وفقيراً جداً في منطقة الساحل ويعاني من هجمات جهادية وأزمات غذائية.
والنيجر التي لا تطل على أي بحر وتشكّل الصحراء ثلثي أراضيها، تقع في قلب منطقة الساحل وتحدها الجزائر وليبيا وتشاد ونيجيريا وبنين وبوركينا فاسو ومالي.

كان عدد سكانها 22,4 مليون نسمة في 2018 (البنك الدولي)، معظمهم مسلمون. في 2019 كان 41,4% من السكان يعيشون في فقر مدقع (البنك الدولي).

وهي تحتل المرتبة الأخيرة في العالم على مؤشر التنمية البشرية الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
قبل انتشار فيروس «كورونا» المستجد الذي أدى إلى إغلاق الحدود، كانت النيجر دولة عبور للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

تمر النيجر التي شهدت مجاعتين في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته بأزمات غذائية متكررة. وقد تسببت فيضانات بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول) بأزمة إنسانية جديدة، وبات 2,2 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.

وتبقى الزراعة التي تمثل أكثر من 40% من إجمالي الناتج الداخلي ويعمل فيها نحو 80% من السكان العاملين، معرّضة لآثار تغيرات المناخ، كما يقول بنك التنمية الأفريقي.

ويشكل اليورانيوم الذي تحتل النيجر المرتبة الرابعة بين الدول المنتجة له، السلعة الرئيسية في صادراتها. وتستثمر المجموعة النووية الفرنسية «أورانو» (أريفا السابقة) باستغلال اليورانيوم لمدة خمسين عاماً في شمال البلاد.
أصبحت النيجر من الدول الصغيرة المنتجة للذهب في 2004 والنفط في 2011.

وقبل وباء «كوفيد – 19» كانت الآفاق الاقتصادية على الأمد القصير والمتوسط جيدة، حسب بنك التنمية الأفريقي الذي يتوقع أن يتراوح إجمالي الناتج الداخلي في 2020 بين +1,1% وناقص 0,7%.

بعد استقلالها عن فرنسا عام 1960 لم تشهد تناوباً ديمقراطياً سلمياً على السلطة منذ الانتخابات الديمقراطية الأولى في 1993، وأفضت كل الأزمات السياسية الخطيرة إلى انقلابات.

وشهدت البلاد أيضاً حركتي تمرد للطوارق تم قمعهما في تسعينات القرن الماضي ثم بين 2007 و2009.
ولم يترشح الرئيس المنتهية ولايته محمدو إيسوفو الذي انتُخب في 2011 وأُعيد انتخابه في 2016 لولاية ثالثة.
ورفض ترشيح المعارض الرئيسي هاما أمادو الذي كان قد حُكم عليه 2017 بالسجن لمدة عام في قضية اتِّجار بأطفال رضّع وصفها بأنها مؤامرة سياسية.

تعاني البلاد منذ عام 2011 من هجمات جهادية تكثفت منذ 2015، لا سيما في الغرب (القريب من مالي)، حيث يوجد تنظيم «داعش»، وفي الجنوب الشرقي المتاخم لبحيرة تشاد ونيجيريا، المنطقة التي أصبحت معقلاً لجماعة «بوكو حرام» النيجيرية.

في نهاية 2019 وبداية 2020، أسفرت هجمات استهدفت معسكرات في إيناتس ثم في شينيغودار تبناها تنظيم «داعش»، عن مقتل 160 جندياً، محدثةً صدمةً في البلاد.

وتلقى النيجر دعماً من العديد من الدول الغربية بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة.

وتقول الأمم المتحدة إن الهجمات الجهادية التي تتداخل في أغلب الأحيان مع نزاعات بين المجتمعات المحلية، أسفرت عن مقتل أربعة آلاف شخص في مالي والنيجر وبوركينا فاسو في 2019.

كانت محمية كوري (جنوب) المعروفة بزرافاتها، من المعالم السياحية الرئيسية لكنها أُغلقت بعد مقتل ثمانية أشخاص بينهم ستة عمال إنسانيين فرنسيين من المنظمة غير الحكومية «أكتيد» في أغسطس (آب)، في هجوم تبناه تنظيم «داعش».

وتعود مدينة أغاديز التاريخية (شمال) إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وهي معروفة خصوصاً بمسجدها، وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي. وكانت مقصداً للسياح قبل تمرد الطوارق والهجمات الجهادية.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةآخر أيام الـ2020… كم بلغ دولار السوق السوداء؟
المقالة القادمةبالأرقام: جهوزية تامة للصليب الأحمر ليلة رأس السنة