هوى اليورو أمس إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ بدأ التداول به في 2002 ليصبح أقلّ من دولار، في ظلّ أزمة الطاقة التي تهدّد بركود في أوروبا. أما الدولار، فاستفاد من قرارات الاحتياطي الفدرالي الأميركي المتتالية لرفع سعر الفائدة، في حين خسر اليورو 0,84% من قيمته بعد ظهر أمس ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 2002 بواقع 0,9936 دولار.
وحول تداعيات هذا الأمر على التبادلات التجارية المحلية، أوضح الخبير الإقتصادي لويس حبيقة لـ”نداء الوطن” أن “تراجع سعر صرف اليورو كان متوقعاً في ظلّ المعوّقات التي تحول دون وصول الغاز الى الدول الأوروبية، كل ذلك مقابل تحسّن وضع العملة الأميركية. وعلى الصعيد المحلّي وبما أنّ اقتصادنا مدولر ونستورد بضائع متنوعة من الدول الأوروبية سيعود علينا ذلك بالفائدة لناحية تراجع كلفة الواردات. أما في ما يتعلق بالصادرات وتحديداً الى الدول الأوروبية التي تتعامل باليورو، فهي ستكون أقلّ في ظلّ زيادة قيمة العملة الخضراء طالما أن اقتصادنا مدولر، علماً أن صادراتنا ليست كبيرة مقارنة مع الواردات”.
وعلى صعيد البورصات الأوروبية والأميركية، فقد تكبّدت خسائر تخطّت نسبة 1%، في ظلّ المخاوف من ركود ناجم عن ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا وبانتظار الاجتماع السنوي لحكّام المصارف المركزية في نهاية الأسبوع. وتراجعت المؤشّرات بنسبة 2,26% في فرانكفورت و1,84% في باريس و1,81% في ميلانو و0,45% في لندن بعد ظهر أمس.
وفي البورصات الأميركية، انخفض مؤشّر “داو جونز” بنسبة 1,16%، في مقابل 1,72% لـ”ناسداك” و1,44% لمؤشّر “اس أند بي 500” الموسّع.
وكان الأداء الأسبوعي للأسواق المالية إيجابياً حتّى الأسبوع الماضي، على أمل أن يكون الاحتياطي الفدرالي الأميركي الذي رفع أسعار الفائدة أربع مرّات منذ آذار أقلّ صرامة. لكن بما أن التضخّم ما زال قائماً وهو يحدّ من القدرة الشرائية للأفراد ويضيّق على الشركات، تركّز المصارف المركزية حالياً على ضرورة لجم ارتفاع الأسعار، حتّى لو كان ذلك يثير خطر الركود.
وينتظر المستثمرون على أحرّ من الجمر الملتقى السنوي لحكّام المصارف المركزية في جاكسون هول في الولايات المتحدة الذي يعقد في نهاية الأسبوع تحت رعاية الاحتياطي الفدرالي الأميركي، ويترقّبون خصوصاً مداخلة رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باويل يوم الجمعة.
وكانت أسعار الغاز واصلت إرتفاعها في ظلّ الانقطاعات الجديدة الموقّتة في إمدادات الغاز الروسي عبر خطّ “نورد ستريم 1″، ما أجّج مخاوف من تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا.