في أعقاب تطورات حرب غزّة الدامية، أصبحت الساحة اللبنانية مفتوحة على مخاطر متعدّدة الأوجه تتأرجّح بين الخوف منها والتكهّن بها… فحتميّة وقوعها.
ومهما اختلفت القراءات، يبقى المؤكد أن خاصرة الاقتصاد الرخوة ستُصاب نزفاً قاتلاً في حال استمرّت التطورات الأمنية على هذا المنحى من التأزّم… خصوصاً بعد “صاعقة” المعلومات عن عدم وجود نفط وغاز في الـ”بلوك” رقم 9 أو ما يُسمّى بـ”حقل قانا” جنوب لبنان.
فحتى الساعة لا يزال الرأي العام اللبناني كما الوسط الرسمي، ينتظر التوضيح “الموعود” من شركة “توتال إنرجي” وإعلانها عن النتائج التي توصّلت إليها من عمليات الحفر في الـ”بلوك “9، والكشف عن أحد الخيارات الثلاثة: هناك كميات تجارية، أو كميات محدودة، أو لا يوجد على الإطلاق… ذلك على وقع التساؤلات والشكوك حول مصير الاستكشاف عن النفط والغاز في المياه اللبنانية الإقليمية في ظل الغموض الذي يكتنف النشاط البترولي في “حقل قانا”.
باخرة الحفر تُغلق البئر..
وفي السياق، علمت “المركزية” أنه بعد اكتمال أعمال الحفر والاستكشاف وأخذ العيّنات صباح الإثنين الفائت، تقوم باخرة الحفر TransOcean Barents بالأعمال اللازمة لإغلاق البئر والتوجّه إلى حفر بئر في قبرص كما كان مقرراً في برنامج نشاطها البترولي لهذا العام.
وفي غضون ذلك، تقوم شركة “توتال إنرجي” من جهتها كما هيئة إدارة قطاع النفط، بتحليل العيّنات والبيانات الناتجة عن عمليات الحفر، على أن تصدر النتائج الأوّلية خلال هذا الأسبوع، كما أفادت معلومات لـ”المركزية”.
أما الشكل الذي سيتم به إعلان النتائج الأوّليّة فلم يتوضّح بعد حتى الآن، إن كان عبر بيان رسمي، أو مؤتمر صحافي، أو لقاء تلفزيوني… إلخ.
وليس بعيداً، يشارك وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض وهيئة إدارة قطاع النفط، في الجلسة التي دعت إليها لجنة الطاقة والمياه النيابية والمقرَّر عقدها غداً في مجلس النواب، وعلى جدول أعمالها نتائج الحفر والاستكشاف في “حقل قانا” والمرحلة التي ستليها.