باسيل يتمّسك بحق «الفيتو» في التعيينات

 

 

تقول مصادر «التيار» عن الوزير جبران باسيل: «لا نريد أن نبالغ، لكن رئيس «التيار الوطني الحر» في حالة صعود تشبه صعود كميل شمعون وبشير الجميل، حلفاؤه يعملون له ألف حساب وكذلك خصومه، ولينتظروا المزيد».

كلام «التيار» يأتي على خلفية الحملة التي تعرّض لها باسيل، بعد حفلة البقاع، والكلام عن مطالبته بإقالة اللواء عماد عثمان، والحكم في قضية سوزان الحاج، وحادثة طرابلس التي اعقبتها موجة من الاتهامات طالت اللواء أشرف ريفي على يد نائب سابق وحالي في «التيار».

تقول المصادر: «هذه الحملة سببها انّ باسيل حقق اختراقاً في ساحات عدة، منها استضافته النائب فيصل كرامي الى مائدة افطار في البترون، ومنها ترسيخ التعاون مع الوزير حسن مراد، وتأكيد المؤكّد مع النائب طلال ارسلان، وكلها اوراق جعلت البعض يفتح النار عليه، من زاوية محاولة تحجيمه، وهؤلاء لا يعرفون أنّ الزمن لا يعود الى الوراء، فأيام الغنائم المسلوبة بفعل الوصاية انتهت، والقاعدة المطبّقة اليوم، التمسّك بالحقوق، وعدم الخضوع لأي ابتزاز».

لعلّ أهم ما لا يعود الى الوراء قضية التعيينات، تقول المصادر، انّ باسيل يصرّ على أن تكون المعاملة بالمثل وفق قاعدة انّ «ما للمسيحيين للمسيحيين، وما للآخرين للآخرين، اما إذا اراد احد ان يتدخّل في التعيينات المسيحية فسنتدخل في التعيينات التي تتعلق بالمسلمين وفق معادلة المعاملة بالمثل».

تورد المصادر أمثلة محددة: «لماذا يحق للرئيس سعد الحريري ان يعيّن حاكم مصرف لبنان ولا يحق للوزير جبران باسيل ان يعطي رأيه في تعيين رئيس ادارة شركة «الميدل ايست».. وهلمّ جرا». وتضيف: «اذا كان الرئيس الحريري يريد تعيينات المواقع السنّية، فالتيار يريد تعيينات المواقع المسيحية، وهذا حق تكفله الميثاقية والشراكة. فالرئيس الحريري يمتلك الغالبية في الوسط السنّي، وكذلك «التيار الوطني الحر» في الوسط المسيحي، والمفروض ان تُعطى المكوّنات السنّية خارج تيار «المستقبل» حقّها في التعيينات إسوة بما يطالب به «المستقبل» للقوى المسيحية الأُخرى، وغير ذلك لا يكون من المساواة في شيء».

وتشير المصادر، الى «انّه وخلافاً لهذه القاعدة لن تكون هناك تعيينات. وأنّ باسيل سيستعمل حق «الفيتو»، على اي سلّة تعيينات لا تراعي الشراكة».

أما عن التسوية واستمرارها فتقول المصادر، «إنّها قائمة، وانّ ما من سبب لأي طرف لينقضها، خصوصاً الرئيس الحريري الذي سيكون الخاسر الأكبر اذا ما غادر التسوية. فالرئيس ميشال عون باقٍ في بعبدا، وهو لن يتضرّر في أي حال من الحالات، خصوصاً انّ الحريري حدّد في مقدمة نشرة اخبار تلفزيون «المستقبل» من هم خصومه الحقيقيون الذين ينتظرونه على الكوع لإضعافه، وما اكثر غدرات الزمان».

وتؤكّد المصادر، «انّ عون ملتزم أن يكون الحريري رئيس حكومة الست سنوات كاملة، وله الحرية في التصرّف، لكن في نظرة الى ما يحصل على اطرافه تجد رئيسا حكومة سابقين حكما بدعم «حزب الله» يمرّكان عليه من زاوية الهجوم على باسيل، وهذه رسالة له وليس لرئيس «التيار الوطني الحر».

عن اتهام «التيار الوطني الحر» بالتحريض على الطائفة السنّية، تنفي المصادر «الإشاعات المفبركة» عن كلام باسيل عن المارونية والسنّية السياسية. كذلك تنفي أن يكون «التيار» قد نظّم حملة على اللواء أشرف ريفي، «فكل ما كُتب لم يكن بقرار حزبي، ولو أردنا مهاجمة ريفي، لكنا هاجمناه في بيان التكتل أو وسائل إعلامنا، وهذا لم يحصل، وعهد الرئيس عون هو اكثر من يدرك معنى التوازن والميثاقية والشراكة في لبنان، ومن غير الممكن ان يسمح بهزّ هذه الشراكة، لأنّه جاهد من اجلها لتحصيل حقوق المسيحيين، وهو اليوم يحافظ عليها من موقعه بكل ما يتعلق بالفئات اللبنانية كافة».

بواسطةاسعد بشارة
مصدرجريدة الجمهورية
المادة السابقةالجمهورية: تساؤلات حول خلفيات التوتير السياسي..
المقالة القادمةعلامات استفهام حول مسار النقاشات في جلسات “المال والموازنة”