باسيل يدعو «جنود الجنسيّة» لمساعدة لبنان للوصول الى الآلاف منهم

 

 

في رحلةِ حجٍّ لبنانية استطاع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل استقطابَ أكثر من ألفي مغترب ليناني من ١٠٧ دول، وللسنة السادسة على التوالي تألّق موتمرُ الطاقة الإغترابية في مشهدية راقية عكست وجه لبنان الحضاري التوّاق الى المعرفة والى التقدم التكنولوجي الإقتصادي والحضاري، وأهمها التوّاق الى البحث عن الجذور والى استعادة الجنسية والتوّاق الى… «اللبنانية».

جميعهم كانوا هناك، الأطباء والعلماء والفقهاء والخبراء والمستشارون الدبلوماسيون والسياسيون، حتى وزيرة التربية من أصول لبنانية وملكة الجمال حضرتا. واستطاع هذا الوطن الصغير أن يجمعهم على رغم من المسافات واختلاف قطاعاتهم لأنّ محبتهم له تفوّقت على الباقي.

بدوره، إستطاع باسيل بكلمته الشاملة أن يلمس وجدانَ المغتربين والضيوف الذين جمعهم فتفاعلوا معها الى أبعد حدّ، إلّا أنه لم يتمكن من جمع خصومه وحلفائه حتى، للإحتفال بالضيوف تحت سقف واحد، فحضر القليل القليل من السياسيين المستائين من مواقفه الأخيرة وغاب الأقربون . إلّا أنّ باسيل لم يكتفِ فقسّم خطابه الذي استمر قرابة النصف ساعة الى أجزاء متنوّعة مصرّاً على إرسال الرسائل السياسية وليس فقط الإغترابية، وكما شدّد على ضرورة سعي اللبنانيين الى العمل الجاد لاستعادة جنسيتهم. كذلك شدّد على دور العهد في حماية لبنان واستعادة حقوقه مذكّراً بأنّ نجاحات العهد هي التي تجذب المغتربين والمستثمرين للعودة الى الجذور، وأنّ لبنان وضعَه الحبرُ الأعظم هذه السنة على خريطة العالم الديني. وكانت لافتةً رسالةُ باسيل حين قال إنّ لبنان استقبل تلاميذ المسيح وأمه على أرض الجنوب وهو قدّسها قبل أن يقدّسها اللبنانيون بدمائهم لتحريرها، معتبراً أنّ الحج الى وطن زرع منذ فجر التاريخ الخير في العالم حرفاً ومركباً وأنتم أكملتم رسالة لبنان في أوطان انتشاركم.

ومن رسائل باسيل المزدوجة والمعبِّرة «هناك مَن نسي أنّ سليمان حين بنى هيكل الله استنجد بملك صور واللبنائيين وخشب الأرز ليأتي اليوم أحفاد سليمان ويقصفوا السورَ نفسَه ويدمّروه.

وهناك مَن نسي أيضاً أنّ قانا استضافت المعجزة الإلهية الأولى بطلب من مريم فأمطر أطفالها بوابل من الكراهية وحوّل عرسها الى مأتم

لبنان الكبير الذي نستعدّ لإعلان مئويّته، أبى الآباء المؤسسون وعلى رأسهم الحويك إلّا أن يكون متنوِّعاً فكان كبيراً… هو كبير بأهل عكار ومرجعيون وحاصبيا وبالمنتشرين وهناك مَن يزال يصرّ أن يكون صغيراً من دونكم. باسيل أعلن أنه سيرسل رسالة الى الداخل والخارج خلال مؤتمر مركزي سابع سيقام خصيصاً في ١٠ -١١-١٢ تموز من العام ٢٠٢٠ ليكون كبيراً وحاشداً للمنتشرين ورسالةً للقول إنّ لبنان مختبر الإنسانية ننجح فيه معاً مسلمين ومسيحيين، مقيمين ومنتشرين، متساوين ومتناصفين أمام القانون والدستور والميثاق…علّ الدولة في حينه تكون مدنيّة لنكون متمدّنين».

ودعا باسيل «جنود الجنسية» لمساعدة لبنان للوصول الى مئات الآلاف منهم، كاشفاً عن تطوير عمل وزارة الخارجية في استعادة الجنسية، كما أعلن باسيل عن أمله في تقديم قانون يحترم مقدّمة الدستور لناحية منع التوطين ومنح الجنسية لأبناء ‏المرأة اللبنانية المتزوّجة من أجنبي….

من أبرز الضيوف المتكلمين البروفسور جان مارك ايوبي القادم من فرنسا من اصول لبنانية ومن قرية برغون في الكورة، وهو اختصاصي في معالجة مشكلات العقم، الذي قال إنّ النجاح الكبير الذي عرفه إذا بقي شخصياً ولم يتشاركه مع الآخرين يكون هو «النجاح العقيم» الذي لا يؤدي الى نجاح سوى على الصعيد العملي، مؤكداً على ضرورة تواصل الطاقات المتواجدة في الخارج مع أرضها الأم، مؤكداً أنّ لبنان مشكلته في جينات ابنائه الذين يرفضون نسيان جذورهم.

ومن أبرز المتحدثين العالِم في البيئة حيدر العلي في السنغال، كما تحدث خسوس سعادة المفاوض الدولي القادم من المملكة المتحدة وهو دبلوماسي أكاديمي واقتصادي عالمي شغل مناصب عليا في حكومة المكسيك ضمن منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي والجامعات الرائدة في المملكة المتحدة فرنسا هونغ كونغ الصين والمكسيك.

وتحدث ايضاً عضو مجلس الشيوخ نيلسون ترايد رئيس العلاقات الخارجية في لجنة مجلس الشيوخ البرازيلي، ومن أهم المتحدثين ضيف الشرف ستيفان ماك نيل الذي نسب قيمه الأساسية والتزامه القوي بالخدمة العامة لعائلته الكبيرة والمتماسكة.

السفير اللبناني في المملكة العربية السعودية الدكتور فوزي طبارة قال لـ»الجمهورية» إنّ «مؤتمرات الطاقة الإغترابية فكرة ممتازة، لكنّ الخطوة المتقدّمة والمطلوبة اليوم بعد سادس مؤتمر في لبنان والخامس عشر عبر العالم، هي تفعيل هذه اللقاءات أو المؤتمرات وتحويل قرارات المؤتمر وتوصياته الى أفعال».

الرئيس كمال شهيب القادم من الولايات المتحدة يقول للجمهورية إنه «تمّت دعوته الى المؤتمر وهو مسرور بذلك» وكشف أنه بصدد إقامة مشاريع سكنيّة كبيرة في عاليه وفيلات ومسابح وهو سعيد لأنّ مشاريعه ستحيي منطقة الجبل. ويعتبر أنّ من حسنات هذا المؤتمر التقاء اللبنانيين وتعارفهم ويزيد من تعلقهم بلبنان.

في المقابل، يلفت شهيب الى أنّ الدولة والقضاء في لاس فيغاس تنصف المواطن، في وقت هو متخوّف من أن يواجه مشكلات أثناء إقامة مشاريعه إلّا أنه على رغم من ذلك فإنّ حبّه لعاليه دفعه الى المبادرة والمغامرة.

المحامي سمير كنعان من دبي وهو رئيس رابطة رجال الأعمال الإماراتية- اللبنانية ورئيس نادي روتاري دبي، اعتبر في دردشة مع «الجمهورية»: «أنّ هذا المؤتمر الجامع هو عمل عظيم لكن لا يمكن أن نكتفي بالأقوال والشعارات، فهذه خطوة أولى. اما العمل الميداني فهو الأساس وهو يكون من خلال إنشاء مؤسسات ليس ضرورياً أن تكون مكلفة مثل المناطق الاقتصادية الخاصة. فدورنا هو اقامة مناطق اقتصادية خاصة بترخيص وبإشراف من إيدال والبنى التحتية التي هي الأساس لبناء هذه الارضية عندئذ سبعون بالمئة من المغتربين سيلبّون نداء الطاقة الاغترابية.

 

بواسطةمارلين وهبة
مصدرجريدة الجمهورية
المادة السابقة“أم المعارك” في بيت الطبيب… مَن يُخرج النقابة من العناية الفائقة؟
المقالة القادمةلا أموال لتسديد الدولة ديون الضمان