تتعرض البلدات الحدودية في جنوب لبنان إلى قصف إسرائيلي عنيف يطال الأحياء السكنية، المناطق الحرجية والبنية التحتية للدولة، وتصعِّب عمليات القصف العشوائي الإسرائيلي مهمّة الفرق الفنية التي تحاول إصلاح الأعطال على شبكة الكهرباء، لكن مع ذلك، تستمر المحاولات في الاماكن البعيدة عن القصف من قبل فرق شركة “مراد” للخدمات بالتعاون مع مؤسسة كهرباء لبنان بالتنسيق مع الجيش واليونيفيل، لأن أي عملية تصليح بحاجة لإذن من هذه الجهات، مع العلم بأنه خلال الهدنة تم إصلاح الجزء الأكبر من الأعطال.
وبحسب إحصاءات الشركة المذكورة فإن الأضرار على شبكة الكهرباء في الجنوب نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية من 7 تشرين الأول 2023 وحتى تاريخ نشر هذا المقال:
1-تعطل 20 مخرجاً كهربائياً منهاً مخرج مياه الطيبة الذي يغذي 6 آبار مياه، ومخرج الناقورة الذي يغذي قرى حدودية في قضاء صور.
2-تسجيل نحو 230 عطلاً من الناقورة وحتى شبعا، تم تصليح 90 بالمئة منها (الباقي لا يوجد إذن أمني لدخول مناطق الأعطال بسبب الاعتداءت الإسرائيليّة المستمر ومنها في منطقة البطيشية بين علما والضهيرة).
3-تضرر 20 محولا كهربائيا تم تصليح 19 منها.
4-تضرر نحو 16 ألف متر من الكابلات على شبكة التوتر المتوسط تم تغيير او تصليح 88 بالمئة منها.
5-تضرر نحو 25 ألف متر من الكابلات على شبكة التوتّر المنخفض تم تغيير او تصليح 90 بالمئة منها.
قصف مشاريع الطاقة الشمسية وخزانات المياه
كما طال القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان مشاريع المياه، ما أدى إلى قطع الإمدادات عن عشرات البلدات، “وقد تم وضع خطة الطوارئ لمواكبة التطورات في القرى الحدودية وتأميناً لحاجاتها وضمان استمرارية التغذية بالمياه“، وذلك بحسب المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي الدكتور وسيم ضاهر، الّذي أكد بأنه “لا يمكن إصلاح الأضرار في المناطق الحدودية نظراً لإستمرار القصف والتعديات، ويتم معالجة الأضرار في المناطق البعيدة عن القصف”.
وذكر ضاهر في حديث إلى “النشرة” إلى أن “موظّفي مؤسسة مياه لبنان الجنوبي يعملون على إصلاح الأعطال دون تعريض فريق العمل للخطر، كما أن هناك أعطال مرتبطة بالكهرباء حيث يعمل المتعهد في الجنوب على إصلاحها”.
وبحسب إحصاءات مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، فقد أصابت الأضرار منشآت المياه في الجنوب على الشكل التالي:
1-أضرار في منشأة مشروع الطاقة الشمسية في حولا والتي تستفيد منها محطة الضخ للبلدة.
2-أضرار في “القصر المائي” في مجدل زون-سعته 300 متر مكعب (خرج عن الخدمة).
3-أضرار في “القصر المائي” في محبيب-سعته 300 متر مكعب (خرج عن الخدمة).
4-أضرار في الخزان الأرضي في علما الشعب-سعته 300 متر مكعب (خرج عن الخدمة وبحاجة إلى بديل).
5-أضرار جزئية في “القصر المائي” في يارين-سعته 300 متر مكعب (بحاجة إلى إصلاح ولا يزال في الخدمة).
6-أضرار في كل الشبكة في طير حرفا والتي خرجت عن الخدمة (النبع، محطة الضخ، محطة الطاقة الشمسية).
يذكر بأن مشروع الطاقة الشمسية في بلدة طيرحرفا هو عبارة عن 192 لوحاً، والذي يغذي بئر المياه العامة بالطاقة الكهربائية، تقدر كلفته بـ300 ألف دولار.
وفي السياق، أشار رئيس بلدية طيرحرفا قاسم حيدر في حديث إلى “النشرة” إلى أن “مشروع الطاقة الشمسية انشئ على نفقة أهالي البلدة، وهو حيوي، وقد تم قصفه مع غرفة التحكم ومعداتها”، ولفت إلى أن “شبكة الطاقة الشمسية في أعالي الجبل وعين المياه في الوادي، ويوجد 4 كابلات بطول 1800 متر، بالاضافة الى شبكة الحديد”.
ولفت حيدر إلى أنه “في مرحلة اخرى تم قصف مضخّة المياه في العين مع الشبكة، وهذا المشروع تم بناؤه بالتعاون مع القوّة الايطالية في اليونيفيل، وهذه مشكلة من الصعب حلّها في الفترة الراهنة نظراً للأوضاع الاقتصاديّة التي يمر بها البلد”.
وأردف رئيس بلدية طير حرفا بأنه “لا يوجد حتى الساعة أيّ جهة مانحة تواصلت معنا لإعادة اعمار هذا المشروع، وهناك فقط مكتب دراسات عبر الـ”USAID”، أعلن عن نيّته إعادة البناء بعد إنتهاء العمليات العسكرية في الجنوب”.
وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى الأضرار التي لحقت بمئات محطّات الطاقة الشمسيّة الخاصّة على أسطح المنازل في جنوب لبنان، والتي لا يمكن إحصاؤها في الفترة الراهنة نظرا لإستمرار العدوان والقصف، والتي لجأ اليها المواطنون بكلفة تجاوزت آلاف الدولارات.