على إثر توسع العدوان الصهيوني، انتقل عدد كبير من السكان من مناطق سكنهم الأساسية إلى مناطق أكثر أمناً، أو ما بات يعرف بـ«مناطق النزوح». وبسبب غياب الدولة، لم يجد التجار أي رادع لزيادة أرباحهم في شتى المجالات، ومنها مواقف السيارات. ففي العاصمة بيروت مثلاً، يعاني المقيمون فيها، في الأيام العادية، من مشكلة عدم توافر مواقف للسيارات، إنما مع الارتفاع المفاجئ والكبير في أعداد السكان بسبب النزوح، زاد الطلب على المواقف، فعمد أصحاب المواقف أو الذين يشغلونها، بوصفهم تجّار أزمات، إلى زيادة بدلات المواقف بنسبة تصل إلى 400%، من 100 ألف ليرة للموقف في منطقة مثل كورنيش المزرعة، ومار الياس، إلى 400 ألف ليرة، فيما بلغ 500 ألف في مناطق أخرى مثل شارع الحمرا.
وفي حال طلب الزبون «تبييت السيارة»، أي إبقاءها خلال مدة الليل، يضاف إلى بدل الموقف 400 ألف ليرة ثانية، ما يجعل بدل الموقف يصل إلى 800 ألف ليرة في اليوم الواحد، أي ما يعادل 9 دولارات. ولرغبتهم في زيادة الأرباح، أعلن عدد من أصحاب المواقف عدم توافر اشتراكات شهرية في مواقفهم. إذ كان المشترك يدفع 50 دولاراً بدل الاشتراك الشهري، ولكن وجد هؤلاء أنّ البدل اليومي يشكل مصدراً أكثر ربحية، إذ يمكن الوصول إلى البدل المدفوع شهرياً نفسه خلال 10 أيام فقط، ما يعني زيادة 3 أضعاف في الأرباح.