أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خلال زيارة إلى واشنطن، أنّ المملكة المتّحدة ستستضيف هذا العام أول قمّة عالمية للذكاء الاصطناعي، في محاولة للتوصّل إلى مقاربة مشتركة للدول؛ للحدّ من المخاطر المتّصلة بالتقنية الحديثة.
وقال سوناك، قبيل محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض (أول أمس الأربعاء)، «إن للذكاء الاصطناعي إمكانات مذهلة لتغيير حياتنا إلى الأفضل، لكن علينا أن نتأكّد من أنه يطوَّر ويُستخدَم بطريقة آمنة». وتابع أنه «على مرّ التاريخ اخترعنا تقنيات ثورية حديثة، وقمنا بتسخيرها لصالح خير البشرية. وهذا ما علينا القيام به مجدّداً».
ومن المتوقّع أن تنظّم القمّة في الخريف، وأن تجمع «دولاً ذات توجّهات فكرية متشابهة» من أجل وضع استجابة تنظيمية، وفق متحدّث باسم سوناك، بعد دعوة أطلقتها الشهر الماضي «مجموعة السبع» في اليابان. ونفى المتحدّث أن تكون القمّة ترمي إلى موازنة جهود استكشاف الذكاء الاصطناعي لغايات استبدادية، مثل تلك التي لدى الصين وروسيا، بحسب المتحدث.
لكن، في حين تتطلّع بريطانيا، في مرحلة ما بعد «بريكست»، إلى استضافة هيئة عالمية ناظمة للذكاء الاصطناعي من المزمع تشكيلها، تنخرط الولايات المتحدة مع الاتّحاد الأوروبي في حوار مباشر حول هذه التقنية التي تشهد تطوراً سريعاً.
وقال سوناك: «أعتقد بأنّ علينا أن نثق بريادة بلادنا عندما يتعلّق الأمر بالذكاء الاصطناعي؛ لأنّ الوقائع تثبت ذلك». وتابع: «إذا ما نظرنا إلى عدد الشركات والمبالغ المستثمرة ونوعية أبحاثنا، باستثناء الولايات المتّحدة، ما من بلد ديمقراطي آخر يتمتّع بهذا القدر من القوة في الذكاء الاصطناعي».
ونفى سوناك، البالغ 43 عاماً، أن يكون الرئيس الأميركي الثمانيني منفصلاً عن الواقع في ما يتعلّق بالتقنية الحديثة التي كان مستشار في الحكومة البريطانية قد حذّر من أنّها قد تفني البشرية في غضون سنتين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، في تصريح لمحطة «توك تي في» التلفزيونية البريطانية قبيل الاجتماع مع بايدن: «لقد بحثنا مع الرئيس في الذكاء الاصطناعي عندما كنّا في اليابان (في قمّة مجموعة السبع)، وأنا أعلم أنه مدرك للتحدّيات التي يفرضها، وللفرص التي يوفّرها». وتابع: «لكنّني أعلم أيضاً أنّ الرئيس يفكّر في المخاطر التي سيواجهها بَلدانا في المستقبل، ويحرص على العمل معاً من أجل حماية بلدينا منها».