بشرى من وزير الزراعة لمزارعي عكّار: مسعى لفتح أسواق الخليج للتصريف

يحتاج القطاع الزراعي من دون أدنى شك إلى إبر إنعاش تعطيه جرعات أمل. إحدى هذه الإبر كانت بزيارة وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن إلى عكّار ومناقشة وضع القطاع في المنطقة مع مزارعيها. فبعد طول انتظار المزارعين، زار الحاج حسن محافظة عكار أمس الاول، في زيارة تأخّرت لأشهر بعدما كانوا يطالبون بها من زمن الكوليرا، لا سيّما بعد السّمعة السيئة التي لاحقت مزروعاتهم بإصابتها بالوباء وتمنّع أهالي المنطقة والمناطق الأخرى من استهلاك المواسم الزراعية العكّارية. الزيارة كانت مقرّرة من الأسبوع الماضي وتأجّلت بسبب وفاة رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني.

ففي بدايات ظهور الكوليرا في عكّار ألحّ المزارعون على الوزير بالزيارة، لإعلان خلوّ المزروعات من وباء الكوليرا بسبب الخسائر التي مُنيوا بها. لكنّ الوزير كلّف وقتها مصلحة زراعة عكار بأخذ عيّنات من مزروعات المنطقة وإخضاعها للفحص في مختبرات غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، وهو ما حصل بالفعل، ليعلن بعدها الوزير من غرفة طرابلس والشمال بحضور رئيسها توفيق دبوسي ورئيس مصلحة زراعة عكار طه مصطفى نتائج الفحوصات التي تثبت خلوّ مزروعات عكّار من أي وباء.

صحيحٌ أنّ الزراعة العكارية تخطّت قطوع الكوليرا لكن ذلك لا يعني أبداً أنّ المشاكل المزمنة التي يعاني منها القطاع الزراعي العكاري قد انتهت لا سيّما وأنها لا تزال جاثمة على صدور المزارعين من سنوات، من هنا كانت ضرورة اجراء الزيارة الأخيرة للوزير الحاج حسن إلى محافظة قال عنها هو بأن أكثر من نصف سكّانها يعتمدون على الزراعة ومواسمها. أضاف: «كل مرة آتي فيها إلى عكّار أشعر أنني بين أهلي وفي منطقتي، التي لا تبعد إلا القليل، وكم تتشابه مناطقنا في الحرمان وفي الحاجات».

جولة الوزير العكارية التي عرّج فيها على قرية قرحة الحدودية وزار مفتي عكّار زيد زكريا مهنئاً بانتخابه، كانت محطتها الأساسية في مركز مصلحة الزراعة في العبدة، حيث عقد لقاءً مع مزارعي المنطقة بدعوة من رئيس المصلحة طه مصطفى شارك فيه نواب المنطقة: محمد سليمان، سجيع عطية، وليد البعريني وأحمد رستم، وتمثّل النائب محمد يحيى بنجله وممثل عن النائب جيمي جبور يوسف وهبي. إستمع الوزير لأكثر من ساعة لأوضاع المزارعين وبعضهم ركّز على الزراعات الأساسية كالبطاطا والقمح. إستفاض المزارعون بالشرح واستفاض الوزير بالتكرار على مسامعهم جملة «إننا نعمل في ظروف لا تخفى على أحد»، وحرص على التأكيد أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي قد طلبا منه «أن أخدم المناطق المحرومة وأساعدها قدر المستطاع». وأضاف: «عندما استلمت الوزارة طلب منّي الرئيس بري أن أعمل تحت القانون وأن أخدم المناطق المحرومة. وعندما قرّرت هذه الزيارة قال لي الرئيس ميقاتي: «أنت رايح عند أهلك فشو فيك تساعد ساعد».

وأكّد الحاج حسن للمزارعين علمه بالمعاناة في عكّار «من خلال لقاءاتي المتكررة مع المزارعين ومع نواب المنطقة ورئيس المصلحة، وهي تشبه إلى حدّ بعيد معاناة المزارعين في كلّ لبنان وفي منطقتي بعلبك، وعندما تكون هناك مساعدات للمزارعين نضع هذه المنطقة في رأس الأولوية، فهذا حقّ لها على الدولة ولا منّة لأحد بذلك».

في الشكل تبدو الزيارة كأي من الزيارات السابقة. أهمّ ما في مضمونها أنها أماطت اللثام عن المشكلة الأساسية التي تقضّ مضاجع المزارعين في عكّار وباقي المناطق، وهي مشكلة التصريف وفتح الأسواق وبالأخص سوق دول الخليج. فهذا السوق إذا ما فُتح للمواسم اللبنانية كما في السابق، سيريح المزارعين الى حدّ بعيد وسيعيد الثقة بالمزروعات اللبنانية ومواسمها، وسيعطي فسحة من الأمل لهم. ولفت الحاج حسن أيضًا إلى مسعى الوزارة لفتح أسواق الخليج وزيادة الصادرات إلى مصر ودول أخرى وأنّ هناك أخباراً سارّة في هذا المجال.

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةحليب الأطفال “غير المدعوم”… مفقود
المقالة القادمةمصر: تقنين الإستيراد بسبب شحّ الدولار