ما أن تصاعد الدّخان الأبيض، أمس الإثنين، من قصر بعبدا معلناً انتهاء مجلس الوزراء من درس مشروع موازنة 2019 وإحالته إلى مجلس النواب، حتّى سارع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش إلى الترحيب بالخطوة، آملاً في أن “يتمّ إقرار الموازنة في مجلس النواب في أسرع وقت بعد مراجعة شاملة ومعمقة”، معتبراً أنّ “إقرار موازنة العام 2019 يتيح الفرصة لاتخاذ تدابير أولية لخفض العجز. كما أنّها فرصة للبدء بإدخال الإصلاحات اللازمة بطريقة مستدامة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كجزء من الجهد الأوسع نحو تنشيط الحكم الرشيد والمحاسبة والاستثمار وخلق فرص عمل”.
وبحسب “المركزية”، فإنّ إقرار الموازنة سيفتح الباب عريضاً أمام تدفّق المساعدات التي تعهّدت الدول المانحة بتقديمها للبنان في مؤتمر “سيدر”، إلى بيروت. فوفق ما توضح أوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية”، فإنّ كلّ ما قيل عن أنّ “سيدر” انتهى وأنّه لن تكون هناك خطوات تنفيذية له، غير دقيق ولا أساس له من الصحة، والأيام المقبلة ستثبت ذلك.
فمع انتهاء مجلس النواب من درس الموازنة، والذي يُفترض ألا يستغرق أكثر من 40 يوماً، من المرجّح أن يحطّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لبنان، في زيارة ستطلق رسمياً، صافرة الدعم الدولي الذي طال انتظاره، وتضع القطار المحمّل بالمساعدات المرتقبة، على سكّته الصحيحة نحو بيروت.
ووفق الأوساط، فإنّ زيارة المستشار الدبلوماسي المعاون لماكرون، السفير أوريليان لوشوفالييه، إلى لبنان منذ أيام، تُعدّ تمهيدية في إطار إعداد العدّة لزيارة الرئيس الفرنسي.
وتشير الأوساط إلى أنّ لقاءات لوشوفالييه كانت “استكشافية” أراد منها الاطلاع على الخطوات التي يتجه لبنان إلى تنفيذها، في مجال الاصلاحات المطلوبة لمواكبة مؤتمر “سيدر”، وقد فُهم من كلامه أنّ ماكرون يعتزم زيارة بيروت بعد أن يصدّق البرلمان على الموازنة، إلا أنّه لم يحدّد موعداً نهائياً أو حاسماً لهذه المحطة التي لم تسقط بتاتاً من أجندة جولاته الخارجية.
وفي السياق، لا تستبعد الأوساط أن يُصار خلال الزيارة المرتقبة، إلى وضع خارطة الطريق والآلية المفترض اتباعهما، لتطبيق مقرّرات المؤتمر الباريسي، بالتعاون والتنسيق بين المعنيين بالملف فرنسياً ولبنانياً.
وفي موازاة ذلك، فإنّ باريس قد تستعجل تشكيل لجنة المتابعة والمراقبة، التي تضمّ ممثّلين عنها وعن الدول المانحة، لمواكبة الخطوات التنفيذية لـ”سيدر” ومراقبة حسن التنفيذ والسهر على حسن سير الاتفاقات التي وُقّعت لتمويل سلة المشاريع التي كان لبنان تقدّم بها.
وحتى موعد اقرار الموازنة في ساحة النجمة، من المحتمل أن يعود الموفد الفرنسي المكلف متابعة مؤتمر “سيدر” بيار دوكان إلى لبنان للوقوف عند تفاصيلها وأرقامها النهائية من جهة، والتحضير لورشة تدفّق المساعدات، من جهة ثانية.