سيشهد لبنان في المرحلة القادمة المرحلة الأولى للتنقيب عن احتياطات للنفط والغاز في البلاد، بعدما منحت السلطات موافقتها على خطة قدّمها تحالف يضم شركات “توتال” الفرنسية، “إيني” الإيطالية، و”نوفاتك” الروسية.
وفي موازاة ذلك، ظهرت إشكاليّة استراتيجيّة مرتبطة بجزء من البلوك 9 الذي يقع في منطقة متنازع عليها مع إسرائيل، إلا أن التحالف أكد أنه لا ينوي الحفر في المناطق محل نزاع.
يبقى الأهمّ الجانب العمليّ للخطّة التي ستتبعها وزارة الطاقة والمياه لتنفيذ عمليّة التنقيب، بعد أن منح مجلس الوزراء في كانون الأوّل 2017 الرخصة البتروليّة للشركات الثلاث ووُقّعَت العقود في 27 كانون الثاني 2018.
ويكشف عضو “هيئة إدارة قطاع البترول” الدكتور وسام شباط، في حديث لموقع mtv ، أنّ “تنفيذ العقد بدأ، وهو سيحصل على 3 مراحل، أوّلها الإستكشاف، فالتطوير، وصولاً إلى الإنتاج”، مُفيداً بأنّه “تمّ تقديم خطّة للإستكشاف على 3 سنوات ضمن المدّة المحدَّدة، أيّ 60 يوماً، لوزارة الطاقة وهيئة إدارة قطاع البترول لتأتي الموافقة عليها في أيار 2018”.
وخلال هذه المرحلة، قدّمت الشركات الثلاث كفالة ماليّة بقيمة 50 مليون دولار، ضماناً لإنجاز العمل المطلوب، وللوصول إلى حفر البئر الأوّل بعد إجراء دراسة بيئية للبحر والبنى التحتيّة البحريّة، تبدأ بعمليّة مسح، وإعادة معالجة للبيانات الجيو-فيزيائية بهدف تحديد موقع البئر، وذلك سيستغرق حوالي 6 أشهر.
ويُعلن شباط أنّ “بلوك 4 يقع مقابل ساحل كسروان وبعيد عن الشاطئ بمسافة 22 كلم”، لافتاً إلى أنّه “ستؤخَذ عيّنات من المياه وأخرى من التربة التي تقع على انخفاض 1600 متر نزولاً في أعماق البحر”.
وأشار إلى أنّ “باخرة فرنسيّة حطّت على الشاطئ اللبناني وقامت بعمليّة المسح على البلوكين 4 و9، وجمعت المعطيات التي تحتاج إليها”، مُردفاً: “الشركة الفرنسيّة بصدد القيام بدراسة أثر بيئي ولبنان يرتقب صدور تقرير رسميّ لضمان صحّة البيئة وعدم الحفر في مناطق بحريّة ومواقع الحسّاسة بيئياً”.
وعلم موقع mtv أنّ وزارة البيئة ستدرس الأثر البيئي لعمليّة الحفر وتمنح الموافقة عليها، قبل أن تقوم وزارة الطاقة بجمع المعطيات كافّةً حول رقم البئر واسمه وعنوانه وظروفه، في ملفّ مكوّن من 150 صفحة، فضلاً عن أنّ هيئة إدارة البترول تدرس طلب رخصة الحفر ليُرفع التقرير للوزارة.
وأفاد شباط بأنّ “شركة “توتال”، التي تتولّى تنظيم الحفر والإشراف عليها وتلزيم شركات خدمات بتروليّة، ستوقّع 10 عقود، وهي أطلقت مناقصات دوليّة منذ شهر حزيران”.
أمّا عن البلوك 9 المتنازَع عليه، فيوضح أنّ “الوزارة تنتظر نتيجة البلوك 4 لتقرّر مصير البلوك 9، إذ هناك ترابط جيولوجي بين الإثنين”، مُضيئاً على أنّ “الحفر الذي سيبدأ في شهر تشرين الثاني المقبل سيحصل على عمق 2800 متر في عمق البحر، وبنتيجته سنعلن ما إذا كان لبنان دولةً نفطيّة”.
وستتطلّب العمليّة من 5 إلى 7 سنوات على مستوى الغاز، و3 إلى 5 سنوات بالنسبة إلى البترول، ومعها سيكون بالإمكان الإستفادة مالياً من النفط والغاز في حال لم تطرأ أيّ حادثة سياسيّة أو أمنيّة على البلاد.