تلقى وزير الزراعة الدكتور نزار هاني كتابًا رسميًا من المدير العام للمنظمة الدولية للكرمة والنبيذ (OIV) الدكتور جون باركر، يُفيد باعتراف المنظمة بمدينة زحلة كـ”مدينة دولية للكرمة والنبيذ”، تقديرًا لدورها الريادي في قطاع النبيذ اللبناني ومساهمتها في تعزيز ثقافة الكرمة محليًا وعالميًا.
ويأتي هذا الاعتراف ثمرة تعاون بين بلدية زحلة، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة، ووزارة الزراعة اللبنانية، التي واكبت الملف وقدّمت الدعم التقني والمؤسساتي اللازم، في إطار رؤيتها لتعزيز الهوية الزراعية للمنطقة وتحفيز الاستثمار في قطاع النبيذ كركيزة أساسية للتنمية الزراعية والاقتصادية في لبنان، ولا سيما في زحلة.
غزالة: زحلة عاصمة النبيذ والطعام في لبنان والعالم
وقال رئيس بلدية زحلة سليم غزالة لـ«الديار»: زحلة معروفة بأنها عروسة البقاع، وهي اليوم مدينة النبيذ والكرمة، وتحمل منذ عام 2013 لقب مدينة الكاسترونومي (المدن المبتكرة في منظمة الأونيسكو). إنها مدينة الطعام، وقد فازت هذا العام بلقب المدينة العالمية للنبيذ من بين إحدى عشرة مدينة في العالم. زحلة اليوم عاصمة النبيذ والطعام في لبنان والعالم، ونعمل على تطوير هذا الواقع من خلال مؤتمرات ومعارض عالمية.
وأضاف: نستعد لعقد مؤتمر عالمي للنبيذ في شهر تشرين الثاني المقبل بالتعاون مع منظمة دولية، حيث سيزور زحلة خبراء من الخارج للاجتماع مع أصحاب الخمارات ومصنّعي النبيذ بهدف تحسين الإنتاج وتعزيز حضور النبيذ اللبناني في الأسواق العالمية. كما سنقيم العام المقبل معرضًا دوليًا للمأكولات، بمشاركة مدن أخرى تحمل اللقب نفسه، وطهاة عالميين سيعرضون أصنافًا متنوعة من المأكولات.
وشدّد غزالة على أنّ هذه الفعاليات “ستضع زحلة على الخريطة العالمية للطعام والنبيذ”، مؤكدًا أن نيل هذه الألقاب “يشكّل شهادة فخر ليس لزحلة فحسب، بل للبنان بأسره، خصوصًا أن المنافسة كانت على مستوى عالمي”.
العبيدي… هوية النبيذ الزحلاوي
وعن أسباب اختيار زحلة كمدينة عالمية للنبيذ، قال غزالة إن “عدد الخمّارات الكبير فيها – أكثر من 15 خمّارة – ونوعية العنب المستخدم في صناعة النبيذ، لا سيما عنب العبيدي الذي أظهرت الدراسات العالمية أن DNA الخاص به يعود إلى هذه المنطقة، أي أن أصل النبيذ المصنع من هذا العنب هو زحلة”.
وفي ما خصّ رؤيته المستقبلية، أوضح غزالة أن خطته “تتمحور حول إعادة وضع زحلة على الخارطة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، من خلال تنشيط مختلف أنواع السياحة: سياحة الطعام والنبيذ، المهرجانات، السياحة الدينية التي تضم 48 كنيسة، والسياحة البيئية”.
كما أكد اهتمام البلدية “بتنشيط الزراعة والصناعات الغذائية، خصوصًا أن في المدينة أكثر من 700 مصنع، قسم كبير منها في هذا المجال”، مشددًا على “ضرورة التركيز على الزراعة ذات القيمة المضافة العالية مثل زراعة العنب وتطوير الإرشاد الزراعي لتحقيق مردود مرتفع للمزارعين”.
وختم غزالة بالقول: زحلة ليست فقط مدينة التاريخ والثقافة، بل نموذج للتنمية المتكاملة التي تجمع بين الزراعة والصناعة والسياحة، لتبقى عروسة البقاع وعاصمة النبيذ اللبناني إلى العالم.



