للمرة الثانية في غضون أسبوع واحد، تصاب بلدية طرابلس بشلل شبه تام بسبب فقدان مادة المازوت. مصادر بلدية قالت لـ«الأخبار»، إن آليات البلدية باتت خارج الخدمة.
أزمة نقص المحروقات في البلدية ظهرت يوم الخميس الماضي، عندما أطفأت بلدية عاصمة الشمال أقسامها كافّة، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، ولعدم توافر المازوت في خزّانات البلدية من أجل تشغيل مولّدها الخاص، ما جعل أقسام وغرف ومرافق البلدية تغرق يومها في عتمة تامّة. العتمة استثارت حميّة إحدى الجمعيات الخاصّة، فعملت على تأمين ألفَي ليتر من المازوت بشكل طارئ إلى البلدية بكامل أقسامها.
هذه الأزمة التي تكرّرت أخيراً أكثر من مرة، أثارت حفيظة بعض أعضاء البلدية، الذين عبّروا لـ«الأخبار» عن ما أسموه «سوء إدارة يسود البلدية»، لافتين إلى أنه «توجد أموال في صندوق البلدية، وهي لا تعاني من عجز، لكنّ رئيس البلدية رياض يمق رفض كل الدعوات والنصائح التي وُجّهت إليه سابقاً من أجل شراء كميّات من المازوت والبنزين، وتخزينها في خزّانات خاصة تملكها البلدية، حتى لا تقع في أزمة».
وأكّد الأعضاء أن البلدية «كمؤسّسة وإدارة ضخمة، وكونها العاصمة الثانية في البلاد وعاصمة محافظة الشمال، يُفترض أن يكون لها مخزون استراتيجي لمواجهة أي أزمة يمكن أن تتعرّض لها، سواء كانت صحية أو بيئية أو اجتماعية، ومساعدة المواطنين ومؤسّسات استشفائية واجتماعية، وحتى مولّدات الكهرباء الخاصة عند الضرورة، لكن البُعد الاستراتيجي في التعاطي مع هكذا ملفّات وقضايا المدينة غير موجود للأسف لدى البلدية».
وإذ لفت الأعضاء إلى أن رئيس البلدية «ليس على وفاق مع رؤساء المصالح والدوائر فيها، وبأنه لا يوجد أي نوع من التشاور بينه وبينهم حول القضايا والمشاكل التي تعاني منها المدينة، كما أن عنصر المحاسبة غائب تماماً عن المقصّرين»، فإن مقرّبين من يمق أوضحوا لـ«الأخبار» أن «هذه الأزمة المتعلّقة بشحّ المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل جنوني في السوق السوداء، لا تتعلق ببلدية طرابلس وحدها، بل هي مشكلة عامّة تعاني منها جميع البلديات في لبنان، في ظلّ الظروف الصعبة التي يعيشها الجميع، وأن رئيس البلدية تعاطى مع الأزمة ضمن الإمكان».