بيانات التضخم تصعق الأسواق

تسبب ارتفاع مستويات التضخم في كل من الولايات المتحدة والصين أمس في إرباك واسع النطاق بالأسواق العالمية أمس، لتنقلب أغلب المؤشرات في أسواق الأسهم والسلع عقب نشر البيانات الأميركية. وارتفعت أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة بأكثر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع صعود تكاليف البنزين والغذاء، فيما أدى إلى أكبر زيادة بمعدل سنوي منذ 1990. وتوقع اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم ارتفاع الأسعار بمعدل سنوي 4.3 في المائة بالمقارنة مع المستوى المستهدف لـ«مجلس الاحتياطي الفيدرالي» البالغ اثنين في المائة. وأكد «الاحتياطي الفيدرالي» الأسبوع الماضي اعتقاده أن التضخم المرتفع حالياً مؤقت. لكن يخشى العديد من المستثمرين أن يؤدي التهوين من ارتفاع الأسعار إلى خطأ مكلف في السياسات.

واستمرت المخاوف المتعلقة بالتضخم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم أيضاً؛ إذ أظهرت بيانات أن أسعار منتجات المصانع الصينية سجلت أعلى مستوياتها في 26 عاماً الشهر الماضي، مما عزز المخاوف من الدخول في حالة تضخم مصحوبة بركود اقتصادي. وانتكست الأسهم الأوروبية بعدما ارتفعت في بداية التعاملات لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق الأربعاء. وهبط مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.06 في المائة بحلول الساعة 14:45 بتوقيت «غرينيتش».

وفي آسيا، اختتمت الأسهم اليابانية تعاملات الأربعاء على انخفاض مع تأثير ارتفاع تكاليف المواد الخام بالسلب على أرباح بعض الشركات وإضعافه الشهية للمخاطرة. وأغلق مؤشر «نيكي» منخفضاً 0.61 في المائة إلى 29106.78 نقطة، موسعاً خسائره للجلسة الرابعة على التوالي، في حين تراجع مؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» عند الإغلاق 0.54 في المائة إلى 2007.96 نقطة.

وهوى سهم «سوميتومو رابر» 13.1 في المائة، و«إليكوم للإلكترونيات» 10.6 في المائة، مع خفض كلتا الشركتين توقعاتها للأرباح بفعل زيادة التكاليف. وتراجع كذلك سهم «كيرين هولدينغز للمشروبات» 6.23 في المائة بعد نتائج فصلية مخيبة للآمال، والتي تأثرت بقيود فيروس «كورونا» على التنقل.

غير أن محللين قالوا إن صورة الأرباح الكاملة ليست قاتمة؛ فقد قفز سهم «نيسان موتورز» 7.51 في المائة بعدما رفعت شركة تصنيع السيارات توقعاتها لأرباح التشغيل للعام بأكمله 20 في المائة مع تلقي هوامش الأرباح دفعة من الطرز الجديدة وتراجع العروض التحفيزية بسبب شح إمدادات المركبات.

من جانبها؛ تراجعت صباحاً أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار وصعود عائدات السندات الأميركية قبل صدور بيانات التضخم الأميركية، لكنها عادت للارتفاع سريعاً بعد نشر البيانات. وزاد سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.79 في المائة ليسجل 1863.50 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 14:46 بتوقيت «غرينيتش». وتراوح سعر الذهب قرب أعلى مستوياته في شهرين في الأيام القليلة الماضية بعد تطمينات من بنوك مركزية رئيسية الأسبوع الماضي بأن أسعار الفائدة ستظل منخفضة في الوقت الراهن وتمسك «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» بوجهة نظره بأن التضخم «مؤقت».

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 في المائة إلى 24.31 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 2.71 في المائة إلى 1090.20 دولار، والبلاديوم 1.26 في المائة إلى 2047.50 دولار.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةدعوة سعودية لتوازن جهود مكافحة التغيّر المناخي وأمن الطاقة
المقالة القادمةالإمارات تطلق «حوار التوجهات الكبرى للمستقبل» بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي