بيان مشترك صادر عن الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام

عقد اليوم في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان اجتماع عمل بين الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير محمد شقير وهيئة مكتب الاتحاد العمالي العام برئاسة رئيس الاتحاد بالانابة حسن فقيه بحضور رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، خصص لمناقشة الأوضاع العامة في البلاد لا سيما الأزمة الاقتصادية والمالية وارتداداتها التي تصيب بالعمق مؤسسات القطاع الخاص وديمومة عمل الموظفين والعمال.
وبعد انتهاء الاجتماع تلا أمين عام الهيئات الاقتصادية نقولا شماس بياناً مشتركاً عن الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام، جاء فيه:
إن قوى الانتاج، أصحاب عمل وعمال، تجد نفسها مضطرة لتوحيد صفوفها مجدداً لمواجهة الأوضاع الصعبة التي تتعرض لها البلاد خصوصاً على المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والتي تهدد في آن المؤسسات والعمال.
إن مواجهة هذا الواقع تتطلب من الجميع الوقوف صفاً واحداً في حال من التضامن الوطني للدفاع عن اقتصادنا ومؤسساتنا وعمالنا، وكذلك لمواجهة الحملات والشائعات المبرجمة التي تستهدف ضرب ركائز قوتنا ومناعتنا الاقتصادية والمالية والنقدية وتخريب البلد وإسقاط الهيكل على رؤوس الجميع.


إن قوى الانتاج تؤكد انه على الرغم من الاوضاع الصعبة التي يمر فيها لبنان الا اننا لا نزال نمتلك الكثير من القدرات والمقومات التي بامكانها إعادة البلد الى طريق التعافي والنهوض.
وفي هذا الإطار، تهيب قوى الانتاج بكل مكونات الحكومة تحمل مسؤوليتها التاريخية والعمل بأعلى درجات التكافل والتعاون لاتخاذ القرارات والاجراءات المناسبة وبسرعة قصوى لإخراج البلد من عنق الزجاجة.
وبعد نقاش مطول حول الأوضاع العامة في البلاد لا سيما الأزمة الاقتصادية والمالية وارتداداتها التي تصيب بالعمق مؤسسات القطاع الخاص وديمومة عمل الموظفين والعمال، أكدت قوى الانتاج الآتي:
أولاً- ان اليد العاملة اللبنانية والمؤسسات الخاصة هما عمود الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وان أي تفريط بهما هو تفريط بالأمنين الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
ثانياً- ان سلة الاقتراحات لعلاج الأزمة يجب ان تتضمن اجراءات تعنى بشكل أساسي بتحسين ظروف المؤسسات التي تبقى صمام الأمان للاقتصاد الوطني ومالية الدولة وديمومة عمل العمال.
ثالثاً- ان زيادة الاعباء الضريبية بهدف زيادة مداخيل الخزينة ليست الحل، إنما باتت في الوقت الراهن إحدى أبرز مسببات تفاقم الاوضاع الاقتصادية والمالية.
رابعاً- على السلطة أن تحزم أمرها وأن تباشر فوراً باتخاذ اجراءات اصلاحية جذرية، يأتي في طليعتها خفض حجم القطاع العام وإعادة هيكلة نفقاته وإصلاح قطاع الكهرباء، وأيضاً الضرب بيد من حديد لوقف التهريب والتهرب الضريبي والاقتصاد غير الشرعي والفساد.
خامساً- المباشرة فوراً باتخاذ الاجراءات المطلوبة والكفيلة بالبدء بتنفيذ مشايع مؤتمر سيدر.
سادساً- ان الحفاظ على ديمومة العمل للعمال اللبنانيين، يجب أن تكون من أولى الأولويات التي يجب العمل عليها في الفترة الراهنة، لذلك المطلوب في هذا الاطار:
1- اعتبار هذا البيان بمثابة إعلان مشترك لرفض استبدال اليد العاملية اللبنانية بعمالة من جنسيات أخرى تحت أي حجة كانت.
2- تحديد القطاعات التي لا تلبي اليد العاملة اللبنانية الطلب فيها، والسماح لاستخدام جزئي عمالة من جنسيات أخرى للعمل فيها.
3- القطاعات المعروف تخصصية اللبنانيين تاريخياً فيها، يمنع العمل فيها بشكل مطلق من قبل أي جنسية أخرى، إلا ضمن احتياجات لا تلبيها العمالة اللبنانية.
4- السماح للقطاع الصناعي ولصعوبة بعض الاعمال فيه تحديد كوتا للعمالة الاجنية، وهي الكوتا المتعارف عليها.
5- إصدار مرسوم تنظيمي بصفة معجل، لتحديد كوتا للعمال الاجانب لا تتجاوز الـ10 في المئة من عدد عمال المؤسسة، وضمن أعمال محددة لا يمكن أن يعمل فيها اللبنانيين.
6- دعوة الجهات المعنية خصوصاً وزراة العمل للتحرك لمعاقبة المخلين بالقوانين المرعية الاجراء، والتركيز على تدريب اليد العاملة اللبنانية على تقنيات العمل الحديث.
ووجه المجتمعون نداء الى كل المؤسسات للتعاطي بمسؤولية وطنية في هذا المرحلة الدقيقة في تاريخ الوطن للحفاظ على موظفينا وعمالنا صمام الأمان لمجتمعنا وبلدنا.
وتم الاتفاق على عقد الاجتماع المقبل لشركاء الانتاج في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لمتابعة البحث في الامور المطروحة والتوصل الى اقتراحات محددة في هذا الاطار.

المادة السابقةرئيس الجمهورية: لن اترك صناعة لبنانية تعاني الا وسأقدم لها الدعم اللازم
المقالة القادمةهل ذهب لبنان محمي فعلاً؟