“بيت التمويل العربي” يفتتح العام 2022 بالصرف الجماعي

الحدث يوم أمس كان من أمام «بيت التمويل العربي» (مصرف إسلامي). 29 موظفاً صرفوا تعسفياً مقابل لا شيء تقريباً. «تعويضات معظمنا لا تساوي نصف ما كنا نتقاضاه شهرياً قبل اندلاع الأزمة»، يقول أسامة الآغا، أحد الموظفين المستغنى عن خدماتهم. «المعروض علينا عبارة عن ثلثي أساس الراتب مضروباً بعدد السنوات. فمن عمل لمدة 7 سنوات براتب 1.8 مليون ليرة، سيتقاضى تعويضاً بقيمة 13 مليون ليرة أو ما يعني 600 دولار، في حين أنّ راتبه كان 1200 دولار». وعلى عكس حالات الصرف المماثلة نزع المصرف عن المصروفين كل عناصر الحماية الاجتماعية. فأوقف الضمان والتأمين الصحي، ولم يعط المصروفين ما يقيهم العوز لأشهر قليلة ريثما يجدون وظيفة أخرى».

لن يأخذونا بـ»المفرق»الصرخة التي رفعها رئيس «نقابة موظفي المصارف» أسد خوري في وجه مدير عام «بيت التمويل العربي» أسامة حلمي طالت كل البنوك؛ «إذا أرادوا الاحتكام للمادة 50 الجائرة من قانون العمل، والتي تجاوزناها بأشواط في كافة الاتفاقيات، فليحتكموا إذاً للقانون، وليعيدوا أموال المودعين المحتجزة منذ نهاية 2019». خوري وفي حديث خاص قال: «لن ندعهم بعد اليوم ينالون منا بالمفرق». داعياً كل موظفي المصارف الذين يخضعون للتهديد أو الترغيب لترك عملهم بالتواصل مع النقابة. فالبنوك تعتمد سياسة الصرف الفردي وليس الجماعي، وهو ما يصعّب علينا الوقوف إلى جانب المصروفين والمطالبة بحقوقهم، خصوصاً إذا كانت شروط الصرف جائرة وغير عادلة كما يحصل مع موظفي «بيت التمويل العربي».

كما أساءت إدارة «بيت التمويل العربي» لموظفيها، ظلمت مودعيها ممن وثقوا بها. «فمع إقفال فرع طرابلس أصبح لزاماً على زبائن المصرف سواء كانوا أفراداً أو جمعيات خيرية وإنسانية، التوجه خصيصاً إلى بيروت لإتمام أبسط المعاملات طيلة الأعوام 2019، 2020 و2021»، يقول المودع المحامي الشيخ أحمد الشعراني. «ولم يعاود المصرف فتح مكتب له لتسهيل أمور مودعيه إلا مؤخراً، فيما كان يمكنه اتخاذ مثل هذه الخطوة فور إحراق المصرف.

احتجاز أموال الجمعيات دفع بحسب المودعين المتضامنين مع موظفي المصرف إلى خسائر كبيرة على كافة المستويات. فالجمعيات التي احتُجزت أموالها اضطرت إما للإقفال أو تخفيض نفقاتها وتقليل خدماتها وصرف موظفيها. وهذا ما كان يجب ألا يحصل، ولا سيما أن «بيت التمويل العربي» حاز على هذه الودائع بوصفه مصرفاً إسلامياً ومستمداً قوته والثقة به من بنك مصرف قطر الإسلامي المالك له منذ العام 2013.

ليس «بيت التمويل العربي» أول مصرف يطرد موظفيه ولن يكون الأخير. إنما الفرق أن «هذا المصرف لا يدفع فوائد ويستخدم الودائع لجني الأرباح. ومع هذا يتجنّى على موظفيه ولا يدفع حقوقهم المكتسبة على مستوى التعويضات والتسويات، ويرفض كل الوساطات من قبل النقابة والجهات الرسمية كوزارة العمل»، برأي نائب الأمين العام لإتحاد نقابات موظفي المصارف أكرم العرب. و»لم يأخذ في الاعتبار العوامل الأخلاقية والإنسانية التي تحتّم معاملة الموظفين في هذه الظروف على قدر من العدالة والإنصاف».

«إعادة هيكلة القطاع المصرفي المنتظرة وما ستفرضه من تخفيض بنسبة 50 في المئة من مستخدميها، يجب أن تبدأ بتوقيع جمعية المصارف على العقد الجديد مع اتحاد نقابات الموظفين. وكل تأخير في توقيع العقد الذي يتضمن بروتوكول الصرف العادل هو تجنٍ بحق آلاف المستخدمين ودليل على تعامل الجمعية وأصحاب المصارف من خلفها بنيّة سيئة، تستوجب ساعتذاك مواجهة مختلفة»، بحسب مصادر الاتحاد. أما في ما يتعلق بموظفي «بيت التمويل العربي»، فيتوجه الموظفون أولاً إلى «بنك قطر الاسلامي» بوصفه المالك الأساسي لمحاسبة الإدارة التي تسيء إلى سمعتهم بتصرفاتها ومعاملتها موظفيها بطريقة شائنة. وثانياً إلى مصرف لبنان ووزارة العمل لإحقاق الحق والانتهاء من القضية بما فيه صالح المصروفين.

تم تأسيس «بيت التمويل العربي» في العام 2003. وهو يعد أول بنك إسلامي كامل أنشئ في لبنان، حيث يعرض خدمات مصرفية واسعة لتحقيق متطلبات البورصة المحلية المتزايدة تحت أحكام شرعية صارمة. في عام 2013 تم الحصول على «بيت التمويل العربي» بالكامل من قبل «بنك قطر الإسلامي»، أول بنك إسلامي وثاني أكبر بنك في قطر.

 

مصدرنداء الوطن - خالد أبو شقرا
المادة السابقةموازنة “فلس الأرملة”: “معاً” لتمويل السلطة!
المقالة القادمةميقاتي: الإصلاحات ضرورية وستكون موجعة