بي.واي.دي في طريق مفتوح للهيمنة على سوق السيارات العالمية

تخطط بي.واي.دي، أكبر شركة لصناعة السيارات في الصين، لبيع نصف إنتاجها في الخارج بحلول عام 2030، وهي زيادة هائلة ستجعلها منافسًا قويًا لأكبر المصنعين، وستصبح في طريق مفتوح للهيمنة على السوق العالمية.

وكشفت مصادر مطلعة تحدثت لرويترز الخميس أن هذا النمو سيتعزز بالتوسع في أوروبا وأميركا اللاتينية، حتى مع استمرار استبعاد بي.واي.دي وجميع العلامات التجارية الصينية الأخرى من السوق الأميركية بسبب الحواجز التجارية.

وشرح المسؤولون التنفيذيون في الشركة الصينية هدفهم للمستثمرين في مجموعات صغيرة منذ أواخر العام الماضي، مؤكدين على أن توسعها في أوروبا أمر محوري لتحقيق هذا الهدف، وفقًا لأحد الأشخاص المطلعين على المناقشات.

ويُعدّ هذا الهدف تحديًا كبيرًا حتى لشركة تتمتع بمعدل نمو مذهل مثل بي.واي.دي بعدما استحوذت في الصين على ما يقرب من تسعة من كل عشرة مركبات من أصل 4.27 مليون مركبة باعتها العام الماضي.

ولم يتضح بعد ما إذا كان هدف المبيعات الذي أُبلغ به المستثمرون يتضمن رقمًا لإجمالي المبيعات العالمية في عام 2030.

وقال مصدر حضر فعالية خاصة مع مسؤولي بي.واي.دي التنفيذيين في شنغهاي خلال معرض السيارات الشهر الماضي، إن “ثقة الشركة تنبع من نموها الهائل في الصين على مدى السنوات الخمس الماضية، بفضل السيارات الكهربائية والهجينة بأسعار معقولة.”

وذكر مصدر آخر مطلع على مناقشات الشركة مع المستثمرين أن بي.واي.دي تعتقد الآن “أن لديها المنتجات المناسبة لتكرار نجاحها الصيني في الأسواق الخارجية.”

ومن شأن تحقيق الهدف الطموح أن يدفع بي.واي.دي التي كانت شركة متوسطة الحجم قبل خمس سنوات إلى قمة شركات القطاع من حيث المبيعات، لتنضم إلى عملاقي صناعة السيارات متعددي الجنسيات تويوتا وفولكسفاغن.

وأزاحت بي.واي.دي شركة فولكسفاغن العام الماضي عن عرش المنتجين في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم. وارتفعت مبيعاتها العالمية إلى مستوى يلي فورد وجنرال موتورز مباشرةً، من أقل من 430 ألف سيارة في عام 2020.

ومن المرجح أن تُثير طموحات بي.واي.دي قلق المسؤولين التنفيذيين في تلك الشركات، بالإضافة إلى منافستها في مجال السيارات الكهربائية، تسلا، التي باعت 1.79 مليون سيارة كهربائية بالكامل في عام 2024.

وعززت بي.واي.دي وشركات محلية أخرى حصتها في السوق الصينية بسرعة على حساب العلامات التجارية الأجنبية التي كانت مهيمنة في السابق، وذلك من خلال استغلال سلاسل التوريد الأرخص لإطلاق موجة من السيارات الكهربائية والهجينة عالية التقنية.

والآن يتعين على العديد من المنافسين الذين يخسرون أمام العلامات التجارية الصينية في الصين صد غزوها لأوروبا وأميركا اللاتينية وأماكن أخرى.

ووصف جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، بي.واي.دي في مؤتمر للمستثمرين عُقد في فبراير بأنها التهديد الرئيسي في “سباق عالمي” لتطوير سيارات كهربائية مربحة. وقال “علينا أن ننافس بي.واي.دي وننتصر عليها.”

كما اتخذت الحكومات الأجنبية خطوات لحماية شركات صناعة السيارات المحلية من الواردات الصينية.

وتواجه بي.واي.دي وشركات صينية أخرى رسومًا على السيارات الكهربائية المشحونة إلى الاتحاد الأوروبي، رغم أنها تواصل طرح طرازات جديدة هناك. ويجري التكتل محادثات مع بكين قد تؤدي إلى خفض أو إلغاء هذه الرسوم.

وفي الولايات المتحدة أدت الرسوم المرتفعة للغاية والحظر الوشيك على البرمجيات والأجهزة المتطورة إلى إعاقة شركات صناعة السيارات الصينية.

ولتحقيق هدفها في التوسع العالمي يتعين على بي.واي.دي تحقيق اختراقات جادة في الأسواق الرئيسية، بما في ذلك ألمانيا واليابان والهند، وفقًا لما ذكره تو لي، مؤسس شركة الاستشارات سينو أوتو أنسايتس.

وقال في تصريح لرويترز “سيكون من الصعب للغاية تحقيق هذا الهدف دون الوصول إلى السوق الأميركية.” ويقدر لي أن نمو مبيعات بي.واي.دي العالمية سيتباطأ ليصل إلى 5 ملايين وحدة هذا العام، مع حوالي 80 في المئة منها في الصين.

ومن المرجح أن يُترجم تقسيم المبيعات بنسبة متساوية في نهاية المطاف إلى مبيعات سنوية إجمالية تبلغ 10 ملايين سيارة، لتنافس تويوتا، أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم العام الماضي، والتي حققت مبيعات بلغت 10.7 مليون سيارة في عام 2024.

بي.واي.دي أزاحت شركة فولكسفاغن العام الماضي عن عرش المنتجين في الصين وارتفعت مبيعاتها العالمية إلى مستوى يلي فورد وجنرال موتورز مباشرةً

وعلى عكس تسلا، التي تعتمد على السيارات الكهربائية فقط، تمتلك بي.واي.دي مجموعة واسعة من السيارات الكهربائية بالكامل والهجينة القابلة للشحن. ومن المتوقع أيضًا أن تتفوق على تسلا هذا العام كأكبر بائع للسيارات الكهربائية بالكامل في العالم.

ومع ذلك، واجه التوسع الخارجي المبكر لشركة بي.واي.دي صعوبات متزايدة. وأفادت رويترز الشهر الماضي بأن الشركة الصينية تُجري إصلاحات شاملة لعملياتها الأوروبية بعد عثرات إستراتيجية.

وتضاعفت مبيعات بي.واي.دي في أوروبا بأكثر من أربعة أضعاف في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024 لتصل إلى أكثر من 37.2 ألف سيارة، ما يمنحها حصة 4.1 في المئة من سوق السيارات الكهربائية في القارة، وفقًا لشركة الأبحاث رو موشين.

ويدعم النمو العالمي لشركة بي.واي.دي موجة من البناء، حيث تهدف إلى افتتاح مصنع في المجر هذا العام، يليه مصنع في تركيا العام المقبل، وتتوقع اختيار موقع لمصنع أوروبي ثالث قريبًا.

وافتتحت الشركة مصنعًا لتجميع السيارات في تايلاند العام الماضي. ويجري إنشاء مصنع آخر في البرازيل، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن ظروف عمل سيئة للعمال الصينيين.

وقارن بيل روسو الرئيس التنفيذي لشركة أوتوموبيليتي الاستشارية ومقرها شنغهاي، التقدم الذي أحرزته بي.واي.دي في مجال السيارات الكهربائية بدور فورد المحوري في إنتاج المركبات بكميات كبيرة قبل قرن من الزمان.

ووصف روسو رئيس مجلس إدارة بي.واي.دي، وانغ تشوانفو، بأنه “هنري فورد القرن الحادي والعشرين.”

وقال إن بي واي دي ستحقق على الأرجح هدفها المتمثل في بيع نصف سياراتها في الخارج، حيث تواجه منافسة أقل.” وأضاف “أكبر مشكلة تواجهها هي تزايد المنافسة محليًا.”

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةنائبة أمريكية تحذر من انهيار مالي وشيك وتدعو لضمان عدم تفاقم العجز
المقالة القادمةحرب الرسوم تعيد تشكيل تجارة الألواح الشمسية عالميا