كم كان جميلاً امس حديث رئيس الجمهورية عن الشعب المقاوم الذي يشتري من انتاجه، ويأكل من ارضه، ولا يعمل على تهريب الخضار من الخارج الى الاسواق اللبنانية بحجة أن اسعارها أدنى.
فعلاً، وضع فخامته الإصبع على الجرح. فمنذ زمن طويل يحارب اقتصاديو لبنان من اجل تشجيع المواطنين اللبنانيين على استهلاك انتاج وطنهم، الذي يشهد انتشاره في مختلف الاسواق العالمية على مستويات جودته العالية.
كلام الرئيس عون امس اخرج من قلوب مزارعيين وصناعيين كثر، غصة عميقة، فهم لم يكونوا يجدوا سبباً لعدم استهلاك انتاجهم في الاسواق الداخلية الى مقولة “كل شي افرنجي برنجي”، في وقت تلكأت لهم السلطات في المدافعة عن حقوقهم ومطالبة الدول الخارجية بمبدأ المعاملة بالمثل. فمن اقفل ابواب اسواقه امام المنتجات اللبنانية، لا بد ان تقفل ابواب اسواق لبنان امامه ايضاً.
آن الاوان اليوم، ليلاقي جميع اللبنانيين رئيس الجمهورية بتوجهه الجديد الذي لم يلتفت له أحداً من المسؤولين قبل.
آن الاوان لملاقاة جمعية الصناعيين اللبنانيين في دعوتها جميع أفراد الوطن الى اختيار البضائع المنتجة محلياً طمعاً بنمو اقتصادي مثمر في عام 2019. لا سيما انها تفنّد دعوتها في اطار دعم الاقتصاد اللبناني ومواجهة كل التحديّات، مذكرةً ان أول قارب وأول مجداف صُنعا على الشاطئ اللبناني وحينها بدأت مسيرة لبنان في صناعة الابتكار والتطوير في كلّ المجالات.
نعم، آن الأوان لنعيد للبناننا رونقه ولنعيد تأكيد ثقتنا بجودة بلدٍ لازال منبت الأوطان.
قالها امس رئيس الجمهورية: الشعب المقاوم يشتري من انتاجه، ويأكل من ارضه، من زراعته، ولا يذهب للشراء من الخارج. انا اخيط ثيابي هنا ولدينا احسن خياطين، هذه الحرفة قتلناها، انا صنعت فرش منزلي في بعلبك، عندما تزوجت، اذهبوا وانظروا اليه، هو احسن فرش. هذه المقاومة الحقيقية”.
نعم، قالها فخامته: استهلاك الانتاج الوطني .. مقاومة حقيقية.