صدر عن تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني البيان التالي:
عدنان القصار قامة وطنية، عربية ودولية فريدة واستثنائية، لم يشهد لبنان والعالم العربي مثيلا لها في تاريخه الحديث. ومن المفاجئ والمُدان، أن يتعرّض القصار لحادثة الإساءة التي شكلت إدانة لمن قام بها وتجرأ على إطلاق الأحكام، بوجه صاحب اليد البيضاء والمواقف الوطنية والإنجازات التي لا تعدّ ولا تحصى.
عندما كان عدنان القصار منذ 70 عاما يشيّد جسور العلاقات الدولية من أجل لبنان، كان وطننا قد نال استقلاله للتو ولا يزال في بداية مراحل تحرّره وبناء اقتصاده وتكوين مؤسساته. وفي خمسينيات القرن الماضي كان القصار في مقدمة بُناة العلاقات اللبنانية – الصينية، لا بل كان ربما الأوحد الذي رأى الأهمية الكُبرى لتعزيز العلاقات مع الصين. لقد آمن بأهمية تشييد جسور التعاون مع رجال الأعمال الصينيين والمؤسسات الحكومية الصينية، وهو الذي وقّع أولى اتفاقيات التعاون اللبنانية الصينية في ذلك الوقت.
ولم يكن إنجازه هذا لبنانيا فحسب، بل فتح طريق الحرير العربي إلى الصين، قبل عشرات السنين من إعادة إحياء هذه الفكرة. لقد كان سبّاقا في كل ملف حمله، وفي كل مسعى بذله. ويشهد القاصي والداني أن هذا الرجل، لم يتردد لحظة واحدة بخدمة كل العالم العربي وكل أصدقاء لبنان في مشارق الأرض ومغاربها.
عندما أسّس القصار الشركات وأطلق ودعم مؤسسات العمل الخيري، كنّا في لبنان بأشدّ الحاجة إلى هذا المعدن من الرجال الذين يؤمنون بفعل الخير من أجل الخير فحسب. علّم الأجيال على نفقته الخاصة، في أهم جامعات العالم وأرقاها، وأكثرها تقدما.
لم يرد طلبا لأحد، وطنيّ تعبر أعماله الخيّرة الطوائف، وترتفع فوق الانقسامات اللبنانية. مجموعة مؤسساته الخيرية أكثر من تُحصى، تبدأ عند مراكز الخدمات الاجتماعية وتشمل المؤسسات الدينية والتربوية والإنسانية والطبية، ولا تنتهي عند دعم الشباب أصحاب الأفكار المُبدعة والمتميّزة. لقد شكّل القصار بالفعل سندا لكل الشعب اللبناني بكافة ألوانه وتوجّهاته وأفكاره.
لبنان هذا البلد الصغير جغرافيا، كان أصغر من أحلام القصار الذي فتح حدود الدنيا بذكاء وقّاد وجرأة وإقدام، فكوّن الشركات حول العالم، ووظّف أبناء لبنان في كل مكان. كرّمته الدول أينما حلّ، وتوّجته الصين صديقا دائما لها، وهو الذي عرفها واستثمر فيها ومتّن علاقات وطنه بها عن سابق تصوّر وتصميم.
وعندما سار لبنان في طريق جُلجلة الآلام منذ عام، وأصاب القطاع المصرفي ما أصابه، كان القصار من المتضررين مثله مثل كل المودعين. هل يُعقل أن يكون القصار راض عما أصاب القطاع المصرفي في لبنان؟ هل يتخيّل عاقل أن يكون القصار مرحبا بما حصل؟ كل القطاع المصرفي تضرّر، وليس من الحكمة تحميل قادة القطاع الخاص الأكفّاء ممن لا علاقة لهم بما حصل على المستوى المالي والاقتصادي، هذا الوزر الثقيل.
إن تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني يستنكر بشدة الحادثة التي تعرّض لها الوزير الأسبق ورئيس مجلس إدارة “فرنسبنك” عدنان القصار، وتعتبر أن الذين قاموا بهذا العمل المُدان هم أشخاص أضاعوا البوصلة.
ويشدّد التجمّع على أن مثل هذه الأفعال لا تدين سوى أصحابها. ويجدّد التجمّع وقوفه إلى جانب القامة الوطنية والعالمية التي يمثّلها عدنان القصار، وتدعو إلى أوسع شجب واستنكار بوجه هذا العمل المرفوض.
ويؤكد التجمّع أن لبنان شعبا ومؤسسات، يكبر بأمثال القصار، وكلنا نشعر بالفخر لأننا أصدقاء هذا الرجل الاستثنائي. القصار رجل دولة ووطني ومعطاء وأصدقائه حول العالم قبل أصدقائه في لبنان، يشهدون له بمواقفه ورؤيته وريادته.