تحذيرات أوروبية من إخفاق مفاوضات “بريكست”.. وهذا رد جونسون

يزداد القلق داخل الأوساط الاقتصادية الألمانية بشأن التوصل إلى اتفاقية للفترة اللاحقة للمرحلة الانتقالية لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، وفقا لـ”الألمانية”.

وقبل جولة المفاوضات المقبلة التي تبدأ غدا في لندن، حذرت غرفة الصناعة والتجارة الألمانية من خطورة تطبيق رسوم جمركية وتعطل سلاسل التوريد وزيادة صعوبة تبادل البيانات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حال عدم وجود اتفاقية تجارية، لافتة إلى أنه لم يتبق سوى وقت محدود لإبرام اتفاقية.

وقال مارتن فانسلبن الرئيس التنفيذي للغرفة لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية في تصريحات تم نشرها أمس: “يساور الأوساط الاقتصادية الألمانية قلق كبير ألا تتحقق أوجه تقدم في مفاوضات البريكست بشأن العلاقات الاقتصادية المستقبلية”.

وأكد فانسلبن أن نهاية المرحلة الانتقالية في 31 ديسمبر المقبل تعني تحديات اقتصادية إضافية بالنسبة إلى الشركات، مضيفا: “يجب أن تستعد الشركات لفترات تخليص جمركي أطول على الحدود، وكذلك لبيروقراطية جمركية وإجراءات سماح مزدوجة للمنتجات، وحالة عدم اليقين بين الشركات الألمانية باتت ملموسة في ظل موقف غير مستقر بالفعل بسبب أزمة كورونا”.

وأضاف رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية أن الصادرات إلى الجزر البريطانية انخفضت 23% في النصف الأول من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لافتا إلى أن هذا الانخفاض يزيد على الانخفاض المرتبط بأزمة كورونا 14%، مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

مهلة 38 يوماً
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “تليغراف” أمس الأحد، أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يعتزم منح الاتحاد الأوروبي مهلة 38 يوما فقط لتوقيع اتفاق “بريكست” للانسحاب من الاتحاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن جونسون حذر من أنه في حال لم يتم إحراز تقدم بحلول 15 أكتوبر، فإن بريطانيا ستقبل بالخروج “بدون اتفاق” و”تمضي قدما”.

وقالت الصحيفة إن جونسون سيوضح أن المملكة المتحدة “لا يمكنها أن تتساهل ولن تتساهل في الأمور الأساسية والتي تعني أن تكون بلدا مستقلا” من أجل الحصول على اتفاق تجاري.

وكانت صحيفة “فاينانشال تايمز” أشارت إلى أن الحكومة البريطانية تعتزم إصدار تشريع يتجاوز أجزاء رئيسية من اتفاق “بريكست” للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ما ينذر بخطر انهيار المفاوضات مع بروكسل.

استعداد أوروبي
بدوره، قال ديفيد فروست كبير مفاوضي بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي أمس، إن بلاده مستعدة لقبول “بريكست” من دون اتفاق، حال فشل المفاوضات مع التكتل الأوروبي، وذلك قبل يومين من البدء المقرر لجولة محادثات جديدة.

وذكر فروست في مقابلة مع صحيفة “ميل” البريطانية، أنه يتفق تماما مع رئيس الوزراء بوريس جونسون في أن بريطانيا ليس لديها ما تخشاه من “بريكست” من دون اتفاق، “لا أعتقد أننا خائفون من ذلك على الإطلاق”.

وأضاف فروست: “لن نكون دولة تابعة، ولن نساوم على الأسس الجوهرية للتحكم في قوانيننا، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ على محمل الجد أن بريطانيا ستستعيد استقلالها كدولة ذات سيادة”.

وأوضح أننا “نريد استعادة سلطات السيطرة على حدودنا، وهذا أكثر الأمور أهمية”.

ومن المتوقع أن يصل ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي إلى لندن غدا للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات.

وكانت بريطانيا قد انسحبت من الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني (يناير) الماضي، على الرغم من حصولها على فترة انتقالية حتى نهاية العام، حيث لا تزال بريطانيا خلالها ضمن السوق الموحدة والاتحاد الجمركي للتكتل.

وإذا لم يتفق الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن معاهدة تحكم العلاقات بين الطرفين في المستقبل، فقد يتسبب ذلك في انفصال اقتصادي صعب بفرض حواجز تجارية كالتعريفات الجمركية.

بدوره، قال جان إيف لو دريان وزير الخارجية الفرنسي أمس، إن ثمة حاجة ملحة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن محادثات التجارة الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وألقى باللوم في الجمود على موقف لندن.

وأوضح لو دريان لراديو فرانس إنتر “البريطانيون لا يستوعبون فيما يبدو أنه إذا أراد المرء التفاوض على اتفاق جيد، فيجب عليه أن يتحدث عن جميع القضايا”.

وأضاف “الأمور لا تسير على ما يرام، ولم يتبق سوى شهرين، إنه أمر ملح، بدأ العد التنازلي، نفضل التوصل إلى اتفاق لكننا بحاجة إلى مناقشة الحزمة بأكملها لتجنب عدم التوصل إلى اتفاق”.

نظام تجاري جديد
وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميا في 31 يناير، لكنها في مرحلة انتقالية لا تزال تطبق فيها قواعد الاتحاد الأوروبي حتى 31 كانون الأول (ديسمبر)، وبعد ذلك يدخل نظام التجارة الجديد حيز التنفيذ أو تطبق قواعد منظمة التجارة العالمية.

وأكد دومينيك راب وزير خارجية بريطانيا، أن اتفاقا تجاريا مع الاتحاد الأوروبي من السهل التوصل إليه، لكنه حذر من أن الحكومة البريطانية لن تقبل بمواقف التكتل حول مصائد الأسماك والمعونات الحكومية، طبقا لما ذكرته وكالة “بلومبيرج” للأنباء.

وقال راب لقناة “سكاي نيوز” البريطانية قبل الجولة المقبلة من المفاوضات في لندن “لن تقبل أي دولة أخرى أن تكون ملزمة أو تخضع لسيطرة قواعد الاتحاد الأوروبي.

وأضاف: “هذا الأسبوع يمثل لحظة مهمة للاتحاد الأوروبي للاعتراف بشكل فاعل حقا بأن هاتين النقطتين من المبادئ، ليستا بالشيء الذي يمكننا أن نساوم عليه – إذ إنهما السبب في مغادرتنا الاتحاد الأوروبي

وعينت الحكومة البريطانية توني أبوت رئيس وزراء أستراليا السابق مستشارا تجاريا لفترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، على الرغم من اعتراضات نواب المعارضة ومنتقدين آخرين.

ووفقا لـ”الألمانية”، قالت الحكومة أمس الأول، “إن أبوت هو واحد من تسعة مستشارين من الخارج ينضمون إلى الوزراء في مجموعة تجارية جديدة مكلفة باستخدام نفوذهم لمساعدة بريطانيا، على تحقيق إجماع عالمي أقوى لتجارة حرة”.

وأوضحت أن المستشارين لن يتولوا أي دور مباشر في مفاوضات التجارة، لكن سيقدمون المشورة للوزراء، بعد أن دخلت المفاوضات مع الولايات المتحدة، اليابان، أستراليا، ونيوزيلندا مراحل حاسمة”.

ورحب أبوت، الذي شغل منصب رئيس وزراء أستراليا بين عامي 2013 و2015، بالإعلان عن تعيينه، قائلا “إنه يتطلع إلى القيام بدور بناء في تسهيل التوصل إلى اتفاقيات تجارة بين بريطانيا ودول أخرى، من بينها أستراليا”.

مصدرالعربية
المادة السابقةألمانيا.. ارتفاع الإنتاج الصناعي بنسبة 1.2 % في تموز
المقالة القادمةوزير النقل الفرنسي يستبعد انتعاش حركة النقل الجوي خلال 2020