تجمع أوساط اقتصادية على أن التحفيزات الهائلة التي تقدمها حكومة دبي لتجسيد خطوات الحياد الكربوني أعطت دفعة قوية لانتشار المركبات الكهربائية على طرقات الإمارة.
وبدأ التوسع في تحفيز المجتمع على تبنّي وسائل النقل المُستدام كمسار مهم من المسارات، التي تبعتها الإمارة في هذا الشأن، تؤتي ثمارها وهو ما يتضح من خلال العديد من المظاهر، من أهمها الارتفاع المطرد في أعداد المركبات الكهربائية.
ونما استخدام المركبات النظيفة باطراد خلال السنوات الثماني الماضية، إذ تشير البيانات الرسمية إلى أن عدد المسجلين في مبادرة الشاحن الأخضر ارتفع إلى أكثر من 11 ألف متعامل بنهاية مايو الماضي مقارنة بنحو 14 متعاملا في 2015.
ومن المتوقع تضاعف هذه الأعداد في السنوات القليلة القادمة لمواكبة جهود دبي في الحد من الانبعاثات الكربونية، والعمل لصنع مستقبل أكثر استدامة، تنعم فيه الأجيال الحالية والقادمة ببيئة مستدامة وصحية وآمنة.
ويعزّز هذا النمو، في الاعتماد على المركبات الكهربائية، جهود دبي في مجال الاستدامة والتحوّل نحو اقتصاد أخضر ومستدام، كما يدعم هذا النمو إستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، وإستراتيجية الحياد الكربوني لإمارة دبي 2050.
وأكد سعيد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن الهيئة حريصة على إطلاق المشاريع والمبادرات التي من شأنها ترجمة رؤية القيادة لجعل دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة على مستوى العالم، وتعزيز التنقّل الأخضر.
وكانت الهيئة قد أطلقت مبادرة “الشاحن الأخضر” لإنشاء بنية تحتية عالمية المستوى لمحطات شحن المركبات الكهربائية لتشجيع الناس على شراء هذا النوع من المركبات الصديقة للبيئة، بما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، ويدعم وسائل النقل المستدامة في إمارة دبي.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن الطاير قوله إن “الهيئة تعمل على زيادة عدد محطات الشحن ليصل إلى ألف محطة بحلول 2025، في إطار خططها لمواكبتها للزيادة المطردة في استخدام السيارات الكهربائية”.
وأوضح أنه تم إطلاق العديد من الميزات لتسهيل شحن المركبات الكهربائية على شبكة الشحن العامة الخاصة بها، حيث يمكن للمتعامل بعد تسجيل مركبته لدى هيئة الطرق والمواصلات في دبي، الاستفادة من محطات الشحن في غضون ساعة.
وتعمل الهيئة على إنشاء حساب لصحاب السيارة في خدمة الشاحن الأخضر، كما تتيح لجميع المتعاملين سواء كانوا مسجلين في مبادرة “الشاحن الأخضر” أم غير مسجلين، الاستفادة من الخدمة من خلال ميزة “خاصية الزائر”.
و”الشاحن الأخضر” إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي لدعم تحول الإمارة إلى الطاقة النظيفة والتقليل من الانبعاثات الكربونية التي تخلفها السيارات.
وأسهمت الزيادة في استخدام السيارات الكهربائية في تقليل نحو 236.7 ألف طن من الانبعاثات الكربونية، حتى أبريل الماضي، وهو ما يدعم بشكل ملموس خطط الإمارة للتحول إلى وسائل النقل المستدامة الصديقة للبيئة.
وفي إطار زيادة الإقبال على اقتناء السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، انتهت الهيئة من تركيب أكثر من 370 محطة شحن في مختلف أنحاء دبي.
وتشمل أنواع المحطات التي قامت هيئة كهرباء ومياه دبي بتركيبها عدة أنواع، هي محطات الشاحن فائق السرعة بقوة 150 كيلوواط مع قابس من النوع الثاني، ومحطات الشاحن السريع تيار متردد بقوة 43 كيلوواط، مع قابس من النوع الثاني.
وكذلك تم توفير تيار مباشر بقوة 50 كيلوواط من نوع شيد أم.أو ومقابس ثنائية من نوع سي.سي.أس، إضافة إلى شاحن الأماكن العامة والشاحن الجداري.
وتعتمد تكلفة شحن المركبة على الطاقة الكهربائية المطلوبة، واعتبارا من يونيو الماضي، تم اعتماد تعرفة في دبي بقيمة 38 فلسا لكل كيلوواط / ساعة مع الرسم الإضافي للوقود لكل كيلوواط / ساعة.