دعماً لاستقرار أسواق النفط عالمياً، وتعزيز التوازن بين العرض والطلب، قررت أكبر البلدان المصدرة للنفط في منظمة «أوبك» والدول المنتجة من خارجها «أوبك بلس» تنفيذ تخفيض طوعي في إنتاج النفط الخام، حيث وصف خبراء توجهات السعودية ومنتجين دوليين نحو خفض طوعي لإنتاج النفط، أمس، بأنها دعامة جديدة لمراعاة ظروف الاقتصاد العالمي، وسط ما تمر به أبرز قطاعاتها من أزمات ظاهرة، لا سيما في القطاع المالي والمصرفي الذي بات يعاني توتراً جراء الخوف من بوادر أزمة عالمية جديدة، قد تعصف بالقطاع، وتدفع معها لتداعيات اقتصادية كبرى، قد تطول استقرار أسواق النفط.
وقال الدكتور محمد الصبان، كبير مستشاري وزير البترول السعودي سابقاً لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار بعض أعضاء تحالف «أوبك بلس» ليس بجديد، حيث سبق أن خفضت السعودية طوعياً مليون برميل يومياً خلال العام المنصرم، في خطوة استباقية واحترازية من قبل التحالف للدول التي تتحمل تخفيض الإنتاج إلى نهاية العام، تحسباً للضبابية، وعدم اليقين بأسواق النفط في ظل ارتفاع الفرص، وزيادة التوقعات بالركود الاقتصادي في الدول الصناعية.
وواصل الصبان، أن أكبر البلدان المنتجة للنفط اتخذت هذا القرار، ومن الممكن أن تنضم إليها بعض الدول الأخرى لاتخاذ الخطوة نفسها لاحقاً، مبيناً أن الإجراء مهم في ظل توقعات الغرب بأن أسعار النفط ستستمر في الانخفاض على عكس ما يشاهد في الفترة الراهنة بوصول الأسعار إلى مستوى 80 دولاراً لبرميل النفط الخام.
وزاد الدكتور محمد الصبان، أن تحالف «أوبك بلس» ناجح تاريخياً، ويحقق استقراراً لأسواق النفط اقصادياً، بعيداً عن السياسة وما يصوره الغرب والبلدان الصناعية، ويهتم أيضاً بإحداث التوازن بين العرض والطلب.
ومن جانبه، أفاد محمد القباني، خبير الطاقة لـ«الشرق الأوسط»، بأن استقرار الأسواق، واستمرار تدفق الإمدادات النفطية وتوازنها مع الطلب هي بوصلة قرارات منظمة «أوبك» بقيادة السعودية التي تسعى دوماً بدورها القيادي في المنظمة وقدراتها المؤثرة في الأسواق إلى تحقيق التوازن الأمثل بين العرض والطلب، وهو ما يسهم بدوره في استقرار الأسواق، وتجنيبها الأزمات بتحقيق السعر العادل للمنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وذكر القباني أن قرارات المنظمة تختلف من فترة إلى أخرى، أخذاً بالاعتبار جميع الظروف المحيطة بالصناعة، وهي تارةً ترفع الإنتاج لتوفير كميات كافية، وتارةً أخرى تخفض للتقليص.
وأضاف خبير الطاقة: «بفضل هذه القرارات الفنية والإدارية البحتة والصارمة، المتجردة من العواطف أو الأجندات الخارجية، وبتركيزها فقط على أساسيات السوق، نجد أن المنظمة في الأعوام القليلة الماضية نجحت بشكل لافت ومختلف في إدارة الأسواق، وحمايتها من أزمات عدة، استفاد منها بشكل خاص المستهلكون والمنتجون، والاقتصاد العالمي بشكل عام».