يعتبر قطاع تربية الأسماك مصدرا أساسيا للدخل لأبناء حوض العاصي، النهر الأفضل لتربيتها، نظرا لنقاء مياهه ودرجة حرارتها وسرعة انسيابها. فالبرك المنتشرة على الأراضي المحيطة بالعاصي وعلى طول مجراه تؤمن فرص عمل لشريحة واسعة من سكان المنطقة، في مختلف مراحل تربيتها وحتى تسويقها.
نمت في مياه العاصي أسماك مميزة بلونها وطعمها كان قد استقدمها الفرنسيون، ولكن الصيد الجائر قضى عليها فندر تواجدها. وفي السبعينبات انتشرت تربية الأسماك في الحوض حيث عملت مجموعة من آل العميري على استحداث مزرعة لتربية سمك الترويت في بلدة حوش السيد علي الحدودية، إلى جانب مطحنة تاريخية أسسها الأجداد، واقترن اسمها بالعائلة وتوقف العمل بها. وتوسعت تربية الأسماك في مناطق حوض العاصي والمقاهي المنتشرة على ضفافه بشكل بدائي.
بعدها، استحدث السكان مزارع وبركا خاصة لتربية الفراخ الصغيرة التي يتم استقدامها من مزارع خاصة، ثم توضع في برك خاصة تجري إليها مياه النهر بعد ان يتم حصر الأنواع كل حسب حجمه لينمو، فيقدم اليه الغذاء وكذلك العلاج اللازم، بعد التعرف إلى الدواء المناسب وتوفر الخبرات الضرورية، بالاستعانة بأطباء بيطريين واخصائيين في مجال تربية الأسماك. وقد نشطت جهات رسمية وجمعيات أهلية ومنظمات دولية لتقديم الدعم والإرشاد الضروري لتأمين العناية الكفيلة بتطوير هذا القطاع، ليصبح مصدر عيش لشرائح واسعة من أبناء المنطقة.
أصيبت أحواض تربية الاسماك في العاصي بكوارث طبيعية لاكثر من مرة بفعل السيول الجارفة التي تعرض لها النهر، لكن اصرار الاهالي وبعض التعويضات الحكومية كان كفيلا بعودة الإنتاج، كما ان التجارب طورت المربين فأقاموا منشآت حديثة لتربية الاسماك، ووصلت الهرمل الى العالمية من خلال صناعات محلية وتأمين الأسواق في سائر المناطق.
جعفر
وأكد مدير مؤسسة “الجواد” خضر جعفر سعي المؤسسة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، للنهوض بهذا القطاع الحيوي، مشيرا الى “تنظيم دورات بمشاركة اخصائيين من الجامعة اللبنانية ركزت على أفضل أساليب تربية الاسماك والعناية الصحية بها وتغذيتها. كما تم إيفاد مربين إلى سوريا وإيران للاطلاع على التجارب الميدانية سعيا لتطوير عملية تربية الأسماك في حوض العاصي”.
بليبل
من جهته، أعلن نائب رئيس بلدية الهرمل عصام بليبل ان البلدية تسعى لتشغيل معمل الأعلاف الذي تم استحداثه لتأمين الأعلاف الخاصة بالاسماك بأسعار معقولة”، وقال: “تطورت تربية الأسماك للاستهلاك المحلي إلى التصنيع والتوضيب بأحدث الطرق والاساليب العصرية. وأقيمت لذلك مصانع عدة، وطور المربون مزارعهم وفق أحدث الشروط لجهة النقل والتسويق، لتصل إلى الأسواق اللبنانية بأسعار تنافسية وهذا ما سعى اليه الناشط محمد العميري”.
قانصو
ولفت المهندس الزراعي حسين قانصو إلى تطور نوعي في تصنيع السمك لتلبية حاجة السوق، داعيا إلى “عمل تعاوني فاعل وإدارة علمية بما يكفل النهوض بهذا القطاع”.
محفوظ
وأعلن المهندس جلال محفوظ عن استحداث مصنع لإنتاج منتوجات حديثة ومتطورة من الأسماك سعيا لتوزيعها إلى الأسواق اللبنانية، ليصبح معها سمك الترويت منتجا يلبي احتياجات المواطن، آملا ان تأخذ تربية أسماك الترويت مركزا لائقا في الأسواق اللبنانية لما تتمتع به من مواصفات صحية وجودة عالية لتأمين فرص عمل لعشرات العائلات في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها”.
