عاد التعويل التركي على الصادرات والسياحة لتقودا رفع نسبة النمو، بعد تراجع قيمة الصادرات وعائدات السياحة خلال النصف الأول من العام الجاري بسبب وباء كورونا.
وأكد وزير الخزانة والمالية التركية، براءت ألبيرق، أن الاقتصاد التركي سيحقق نمواً كبيراً ما لم تواجه البلاد موجة ثانية كبيرة من الوباء، لأننا “سننجح من خلال رفع عائداتنا من الصادرات والسياحة، وزيادة إنتاج السلع والخدمات المصنعة محليًا”.
وأشار ألبيرق، خلال مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ”، أن معدل نمو الاقتصاد سيحقق زيادة أكثر من 5 في المائة في عام 2021 عنه في العام الحالي، مبيناً أن النجاح سيرتكز على الإنتاج أكثر من الاستهلاك، وذلك بتطبيق سياسة سعر الصرف التنافسي.
وتوقع الوزير التركي انتعاش الاقتصاد مجدداً وسيره في خط بياني صاعد بعد الهبوط “على شكل حرف V” خلال النصف الثاني من العام الجاري، موضحاً أن الانتعاش الاقتصادي تعزز في الربع الثالث من العام.
وألمح البيرق إلى أن احتياطيات الغاز الطبيعي المكتشفة في البحر الأسود تلبي 30% من احتياجات تركيا، معرباً عن أمله باكتشاف المزيد من احتياطات الغاز الطبيعي في الأبحاث المتقدمة.
وفيما يراه مراقبون طريقة لسحب بعض السيولة التركية من السوق، بعد تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار إلى 7.492 اليوم الأربعاء، أعلن ألبيرق استئناف إصدارات سندات الليرة التركية ذات السعر الثابت بفترات استحقاق 5 و10 سنوات، والتي تم إيقافها لبعض الوقت في الآونة الأخيرة.
وتعتبر الصادرات والسياحة، بنظر اقتصاديين، رافعتا الاقتصاد التركي، فبعد تعديها 180 مليار دولار العام الماضي، تشير المؤشرات إلى تراجع الصادرات التركية لهذا العام، متأثرة بالإغلاق وتراجع الإنتاج اللذين فرضهما فيروس كورونا.
وجاءت صادرات أغسطس/آب المنصرم، لتزيد المخاوف من زيادة العجز التجاري الذي تعافي العام الماضي، بعد التراجع بنسبة 44.9%، إلى نحو ثلاثين مليار دولار مقابل 54.3 مليارا في عام 2018.
وأعلن رئيس مجلس المصدّرين الأتراك، إسماعيل غُلة، في تصريحات سابقة، أن قيمة صادرات بلاده خلال أغسطس/ آب الماضي بلغت 12 مليارا و463 مليون دولار، مبيناً أن ثمانية قطاعات سجلت أرقاماً قياسية في الصادرات، فيما سجل 17 قطاعا زيادة.
ولفت غلة إلى أن معطيات الربع الثاني الذي زاد فيه تأثير جائحة كورنا تظهر الأداء الإيجابي للاقتصاد التركي مقارنة بالكثير من الدول، لكنها، بحسب مراقبين، أقل من أرقام العام الماضي بعد أن تراجعت صادرات الشهر الماضي بنحو 5.7% عن صادرات أغسطس/آب العام الماضي.
ولم تتأثر الصادرات التركية خلال الربع الأول، بحسب بيانات وزارة الاقتصاد، بل ارتفعت قيمة وكمية بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضي بنسبة 3.62% مسجلاً 98.446 مليار دولار.
وتعتمد تركيا بتحقيق حلمها الاقتصادي، على ثنائية الصادرات والسياحة، بعد انحسار فيروس كورونا وعودة الأسواق لطبيعتها المتوقعة خلال الأشهر المقبلة من العام الجاري.
وجذبت تركيا نحو 52 مليون سائح العام الماضي، وكانت تتطلع لجذب 57 مليوناً العام الجاري، كما زادت الصادرات التركية العام الماضي بنسبة 2.04% على أساس سنوي مقارنة مع عام 2018 مسجلة 180.5 مليار دولار، لكن جائحة كورونا بدلت من ثنائية السياحة والصادرات هذا العام.