تريليونا دولار قيمة الاستثمارت في أنظمة الحوسبة بـ2023

قال تشارلز يانغ، رئيس شركة “هواوي” في الشرق الأوسط “إنه لطالما كان الناتج المحلي الإجمالي أحد المؤشرات الأساسية لنجاح الأنشطة الاقتصادية للدول وفاعلية أدائها ومكانتها على الخارطة العالمية. إلا أن الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية الحديثة كالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وأنظمة الحوسبة على وجه الخصوص أبرز أهميتها بشكل متسارع لدرجة أنها أصبحت تتقارب مع الناتج المحلي الإجمالي – إن لم تكن أكثر أهمية. ويعزى ذلك لما لها من دور كبير على صعيد خلق محفزات تطوير لكافة القطاعات والصناعات، وبالتالي تنمية الاقتصاد”.

وكشف تقرير أجرته شركة غارتنر مؤخراً، من المتوقع أن تصل قيمة الاستثمارات في أنظمة الحوسبة إلى أكثر من 2 تريليون دولار أميركي على مستوى العالم بحلول عام 2023. وتتوقع هواوي أن تمثل التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أكثر من 80% من أنظمة الحوسبة التي سيتم استخدامها حول العالم في السنوات الخمس القادمة. وتشمل هذه الأنظمة إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز وتقنية “بلوك تشين” لتطوير المدن الذكية من أجل تسهيل حياة الناس ورفع مستوى سعادتهم وتعزيز كفاءة الأعمال الحكومية والتجارية والصناعية. ومما لا شك فيه أن الاستثمار بأنظمة الحوسبة سيفتح آفاقاً جديدة أمام دول منطقة الشرق الأوسط نحو تحقيق أهدافها التنموية التي باتت تعتمد الرقمنة كإحدى لبناتها الأساسية، خصوصاً في ظل توفر بنية تحتية صلبة تدعم الوصول لهذه الأهداف في العديد من دول المنطقة.

ويعتبر تطور البنية التحتية للاتصالات بالتحديد ضرورة حتمية لمواكبة متطلبات الاتصال المتزايد بين الناس والأشياء، خصوصاً خلال الأزمات ومرحلة التعافي الاقتصادي التي تليها، مما يستوجب الانتقال من الاعتماد على الشبكات فحسب إلى الحوسبة السحابية كمنصات وأنظمة أعم وأشمل لتلبية المتطلبات المستقبلية في أي زمان ومكان مهما بلغ حجم البيانات وارتفع سقف المتطلبات. لذا فإن الحل الأفضل لاستيعاب المتطلبات المتنامية هو نشر أجهزة الحوسبة الطرفية التي تتميز بقدرات شاملة للحوسبة، وتتمتع بميزات الربط لدعم عمل مختلف التقنيات الأخرى ضمن مختلف الهيئات والمؤسسات والقطاعات والصناعات.

وأضاف يانغ “الاستثمار في البنية التحتية للحوسبة يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية كبيرة لدول المنطقة، خصوصاً تلك التي تستهدف تنوع الاقتصاد واستدامته. ويوضح تقرير دراسة عالمية أجريناها مؤخراً أن أنظمة الحوسبة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية الاقتصادية، فلو استثمرنا دولاراً واحداً – على سبيل المثال – في أنظمة الحوسبة في مجال الصناعات التقليدية سنحصل بالمقابل على أرباح تصل إلى 10 دولارات.

بالإضافة لرفع كفاءة الأعمال وجودة الخدمات، يمكن لتقنية المعلومات والاتصالات ممثلة بقدرات الحوسبة أن تساعد في إيجاد قنوات جديدة للموارد وتحقيق المزيد من الأرباح من خلال بيع وتأجير مراكز البيانات والخوادم وشبكات توصيل المحتوى والمحطات الرئيسية والأجهزة الذكية. وتسهم الخدمات التي تعتمد على الحوسبة السحابية، بما فيها البنية التحتية والبرمجيات التي توفر خدمات مختلفة، في تعزيز عوائد الهيئات الحكومية والشركات والأفراد على حد سواء، لتوفيرها نماذج عمل مرنة قابلة للتكيف مع احتياجات المستخدمين مهما كانت متغيرة. وبالتالي يسهم الاستثمار في أنظمة الحوسبة التي تتيحها البنية التحتية لأجهزة الحوسبة الطرفية بما فيها الرقائق الإلكترونية والخوادم والأجهزة الذكية ومراكز البيانات – أي الاستثمار في بناء أنظمة الحوسبة – في تعزيز الناتج المحلي للدول.”

وتابع “ولعل أهم أمر بالنسبة للاستثمار في أنظمة الحوسبة هو تمكين التحول الرقمي في القطاعات التي تسهم في تعزيز الاقتصاد، حيث تؤدي قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والسياحة والضيافة والمصارف والصناعة دوراً أساسياً في تحقيق أهداف الرؤى الاقتصادية الرامية إلى تنويع مصادر الاقتصاد في دول الشرق الأوسط من خلال ضمان مرونة محركات النمو المحفزة واستمرارية قابليتها للتطوير بفضل قدرتها على استيعاب ونشر التقنيات الرقمية الحديثة في مختلف القطاعات، مما يسهم في تعزيز كفاءتها وإنتاجيتها وإتاحة الفرصة للمزيد من الابتكارات في القطاعات الموجهة للعملاء وتوفير تجربة فائقة الجودة للمستخدمين”.

وفيما يتعلق بدور أنظمة الحوسبة في تعزيز الاقتصاد المحلي، توقعت دراسة نشرت مؤخراً بأن تسهم التقنيات التي تعتمد على الحوسبة الذكية في دعم القطاع الصناعي في الولايات المتحدة بما يصل إلى 170 مليار دولار أميركي، مما يعود بفوائد متعددة على المستويين العام والخاص. فالاستثمار في القيادة الذكية مثلاً يساعد في نشر وسائل النقل الحديثة وتوفير الخدمات اللوجستية السلسة على نطاق واسع. وأضاف يانغ “يبدو أن العديد من المدن باتت تدرك أهمية الاستثمار في أنظمة الحوسبة وتتبنى نهجها بشكل فاعل. وقد خاضت إمارة دبي حتى اليوم تجارب حيوية وحققت نتائج هامة في هذا المجال. وليست طائرات الدرون والسيارات ذاتية القيادة سوى أمثلة بسيطة عن طموحات هذه المدن العصرية التي تستهدف الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة لتوفير خدمات أكثر ذكاءً وكفاءة باستخدام المنصات والأجهزة الرقمية، بما في ذلك خدمات المرافق العامة والمعاملات الحكومية”.

المصدر: العربية

المادة السابقة“نيوم” توقع اتفاقاً مع “STC” لتجهيز البنية التحتية للمدن “الإدراكية”
المقالة القادمةصالح في لقاء في غرفة تجارة صيدا لدعم الزراعة: تصريف منتجاتنا على المحك