حسابات تسعيرة الـ2000 ليرة لم توافق “بيدر” الدولار على ما يبدو من تفلّت سعر سوق الصرف لدى الصيارفة. فالعملة الخضراء تابعت منحاها التصاعدي طوال الأسبوع المنصرم تأكيداً على كون هذه التسعيرة “مش ماشية”، خصوصاً وأنها تخطت بالأمس لدى بعض الصرافين عتبة الـ2250 ليرة، فما السبب؟
إستناداً إلى الصيارفة فإن المناخ السياسي والشحّ في الدولار هما السبب. وقالت مصادرهم لـ”نداء الوطن” إنّ فرض المزيد من القيود على “السحوبات الدولارية” التي تراجعت بنسبة 50% أدى الى خفض العرض، ما استدعى من اللبنانيين التشبّث أكثر بكل دولار يحصلون عليه، الأمر الذي جعله أكثر ندرة في السوق، في وقت يتزايد الطلب عليه من قبل التجار وكبار رجال الأعمال الذين يعانون صعوبات متزايدة تحول دون الحصول على الدولار من المصارف. وبذلك، فإن قلّة العرض رفعت الطلب على الدولارات بينما يعتمد الصيارفة بشكل أساس على المخزون الذي يبيعه الناس لتلبية حاجة السوق.
أما السبب الثاني وراء عدم القدرة على ضبط تسعيرة الدولار، فهو يتمحور حول “المناخ السياسي الضبابي”، حسبما يؤكد المعنيون في ظل عدم استشعار بوادر إنفراج للأزمة الخانقة، ولا يتلمّس المواطنون أية بارقة ضوء في المشهد السوداوي الذي يعايشونه.
ومن هنا فإن عملية ضبط سعر الدولار، كما يوضح مصدر مصرفي لـ”نداء الوطن”، ليست سهلة وتستوجب حلاً واحداً لا ثاني ولا ثالث له وهو “ضخّ الدولار في الأسواق”، مشدداً على أنّ “كل حل خارج هذه المعادلة هو مضيعة للوقت ولن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد في أمور البلاد الاقتصادية والنقدية”.