عقد وزيرا الإعلام والاتصالات في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة منال عبد الصمد نجد والمهندس طلال حواط، اجتماعا في وزارة الاعلام، في حضور: رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان توفيق طرابلسي، مدير “اذاعة لبنان” محمد غريب،المدير التقني في تلفزيون لبنان سعيد ابو ضاهر ورئيس المصلحة الفنية في “اذاعة لبنان” لويس رياشي. وتم البحث في تدارك انقطاع بث محطات الارسال الاذاعية والتلفزيونية بفعل شح المازوت.
بداية، تحدثت الوزيرة عبد الصمد عن ” مشكلة انقطاع الإرسال في عدد كبير من محطات الإرسال في لبنان”، عازية السبب الى ” النقص في مادة المازوت وعدم القدرة على تأمينها، والى غلاء سعرها بشكل لا تستطيع تلك المحطات تغطية تكاليف البث فترة 24 ساعة”. وقالت:” لدينا أيضا مشكلة أساسية مرتبطة باداء المؤسسات الاعلامية الا وهي خدمة الانترنت التي احيانا لا تكون متوافرة على مدى 24 ساعة متواصلة أو سريعة بما يتلاءم مع متطلبات العمل. كما هناك مشاكل مرتبطة بالنقص في الترددات ووجود بعض الإذاعات غير المرخص لها التي تضيف ضغطا على الترددات الموجودة”.
اضافت:”ان أبرز اللاعبين في هذا المجال هم: وزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام، وهما من يقترحان على مجلس الوزراء اعطاء التراخيص بالنسبة للاذاعات والتلفزيونات، وهناك تلفزيون لبنان الذي لديه 18 محطة إرسال موزعة على كل الأراضي اللبنانية وبالتالي بامكانه مساعدة المؤسسات الاعلامية وتأمين الخدمات لها، وهناك ايضا وزارة الاتصالات التي تؤمن خدمات الانترنت والبث الرقمي والفضائي من ناحية “فايبر أوبتيك” والترددات. وطبعا هناك وزارة الطاقة للبحث في كيفية تأمين المازوت للمؤسسات والبنزين للموظفين في تلك المؤسسات كي يستطيعوا القيام بعملهم”. وتابعت:” هناك حلول عدة وبدائل يمكن طرحها، اولا: دور تلفزيون لبنان وما يمكن ان يقدمه لاعادة تشغيل بعض محطات الإرسال وكيف يمكن لوسائل الاعلام الاستفادة من محطات الإرسال التابعة للتلفزيون والموجودة على كل الاراضي اللبنانية. طبعا ان اعادة تشغيل كل محطات الإرسال التابعة لتلفزيون لبنان يتطلب كلفة إضافية من ناحية مادة المازوت والكهرباء، ونحن نامل من وزارة الطاقة مساعدتنا في هذا الاطار من خلال شركتي “الفا” و”تاتش”.
أضافت:” احد البدائل أيضا، تأمين المازوت المدعوم للمؤسسات الاعلامية الخاصة والعامة وأيضا البنزين للموظفين في تلك المؤسسات، كما في إمكاننا توحيد اعادة الإرسال وهو مشروع طويل الامد انما يمكننا ان نبدأ به من الان، ويستدعي الامر اعادة تفعيل دور اللجنة المشتركة بين وزارة الاتصالات والهيئة الناظمة للاتصالات ووزارة الاعلام كي نستطيع خلق نوع من الشركة الخاصة او الشبكة الموحدة للبث والإرسال”. وختمت الوزيرة عبد الصمد:” على المدى الطويل، سنبحث أيضا في موضوع الانتقال الى الإذاعات الرقمية وهذا يتطلب سرعة الانترنت وجودة في الخدمة، وايضا التحول الى الإذاعات الخضراء green radio التي تتطلب الاستعانة بانظمة الطاقة الشمسية وغيرها. انما على المدى القصير، مشكلتنا تكمن في ضعف الإرسال وكيفية معالجته والاستعانة بمحطات تلفزيون لبنان وبوزارة الاتصالات كي نستطيع تأمين الخدمات للاذاعات والتلفزيونات المرخصة والعاملة على الأراضي اللبنانية”.
بدوره قال وزير الاتصالات:”اتينا اليوم مع فريق عمل من وزارة الاتصالات والهيئة المنظمة للاتصالات لنرى ما هي المتطلبات اللازمة للتعاون مع وزارة الاعلام وكيف يمكننا تقديم المساعدة لمحطات التلفزيون والاذاعات كي نحسن البث ونؤمن استمرارية عملهم”. اضاف:”ان مشكلة الإذاعات اليوم، تكمن في عدم حصولها على مادة المازوت، وهذا لسان حال كل القطاعات في لبنان لا سيما وزارة الاتصالات التي تشهد انقطاع بعض المحطات عن العمل لعدم القدرة على تأمين مادة المازوت في الوقت المناسب. ونحن نعمل مع وزير الطاقة ريمون غجر وبالتنسيق مع كل الاطراف المعنية لتأمين ما يمكن تقديمه، لاستمرار عمل المحطات”.
واشار حواط الى” ان الانترنت لن يتوقف كليا، انما بعض المناطق تشهد توقفا قسريا بسبب انقطاع الكهرباء، اذ ان بعض هذه المحطات تكون مشتركة بمولد كهرباء الحي الذي يلجأ الى التقنين، وفي هذا الاطار أعطيت توجيهاتي لشركتي الخلوي و”اوجيرو” تأمين المازوت لمولدات الكهرباء التي تزود محطاتنا بالطاقة . كما تواجهنا مشكلة في بعض المناطق التي لا يمكننا إيصال المازوت الى محطاتها بسبب قطع الطرق ولجوء البعض الى أخذ “السيترنات”. وبعد التباحث وعرض الاراء والمشاكل، تم في نهاية الإجتماع الإتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي الإعلام والإتصالات لمتابعة الموضوع ووضع اقتراحات وحلول لتدارك مشاكل انقطاع بث محطات الإرسال الإذاعية والتلفزيونية.