طور فريق من الباحثين بالجامعة الوطنية في سنغافورة تقنية جديدة لجعل الروبوتات أكثر ذكاء ومرونة، عن طريق تزويدها بوحدة استشعار مدمجة، تعمل على غرار الشبكات العصبية الطبيعية في الكائنات الحية، والمستوحاة من خصائص التمدد المتوفرة لدى الحيوانات الرخوية مثل الأخطبوط والحلزون والفأرة.
ونجح الباحثون في تمكين الروبوت من أداء مهام معقدة، واستخلاص نتائج دقيقة بشأن الأشياء المحيطة به عن طريق وحدات استشعار خاصة باللمس والرؤية.
واستخدم فريق الدراسة نوعية من الجلد الصناعي يتميز بقدرته على استشعار اللمس أسرع من الجلد البشري بواقع ألف مرة، كما يمكنها التعرف على أحجام وملمس وصلابة الأشياء بمعدل أسرع عشر مرات من غمضة العين.
وقام الباحثون بتزويد ذراع روبوتية بالجلد الصناعي المتطور لقراءة النصوص المكتوبة بطريقة الحروف البارزة برايل، وتم تحويل هذه البيانات إلى نصوص مكتوبة بدقة كبيرة مع استخدام كمية من الطاقة أقل بنسبة 20 في المئة مقارنة بالمعالجات الإلكترونية التقليدية.
ويستخدم الباحثون في تصميم الجيل الجديد من الروبوتات الناعمة موادا كيميائية مثل البوليمر والبلاستيك، بدلا من المعادن والمواد الصلبة بهدف إكسابها خاصية الانسياب بسهولة من الأماكن الضيقة جدا.
وقالت الباحثة بيلغة بايتَكين إنّ الفريق يعتمد في دراساته العلمية على المواد الناعمة أكثر من المعادن والمواد الصلبة.
وأوضحت بايتكين أنّ الروبوتات عادة ما تُصنع من المعادن والمواد الصلبة، ويُعتمد في التحكم بها على برامج كمبيوتر ودوائر إلكترونية. وأضافت أنّ الأجيال الجديدة من الروبوتات باتت تُصنّع بالاعتماد على مواد كيميائية ناعمة.
وأشارت إلى أنّ استخدام المواد الناعمة يكسب الروبوتات خصائص وميزات متنوعة، ويجعلها أقل وزنا من الروبوتات المصنوعة من المعادن والصلب، ويمنحها المرونة والقدرة الزائدة على تجاوز العقبات إضافة إلى توفير الطاقة وسهولة استخدامها من قِبل البشر.
وتابعت قائلة “صناعة الروبوتات الناعمة تعتبر من المجالات الحديثة في العالم، ونحن بدأنا بالعمل على تطوير مثل هذه الأنواع من الروبوتات، ويمكنني أن أقول إننا حاليّا في مرحلة التجريب، ونحاول صنع مثل هذه الروبوتات”. ولم تعد الروبوتات ذكية فحسب، فهي تسعى إلى مصادقة الإنسان من خلال محاكاة مشاعره ومؤانسته بأحاديث ودية، غير أنه لا يزال ينبغي لهذه الكائنات المكلفة أن تبرهن عن فعاليتها كي تتبناها الأسر.
المصدر: العرب اللندنية