تعرفة مواقف السيارات: مدخل إضافي لنهب الأموال

مواقف السيارات واحدة من القطاعات التي تتداخل فيها مسؤوليات جهات رسمية ووزارات عدّة. فلمحافظ بيروت سلطة على تحديد التعرفة في المواقف المكشوفة، ولوزارات الداخلية والاقتصاد والسياحة سلطة على ضبط الالتزام بالتعرفة وتنظيم ركن السيارات والتأكّد من وجود موقف مخصص للمطاعم والمراكز السياحية. بالإضافة إلى منع التعدي على الأملاك العامة، ومنها جوانب الطرقات، التي تُستَعمَل مِن قِبَل الكثير من المؤسسات، حيث سيارات الزبائن وتقاضي تعرفة الموقف لقاء خدمة تُنَفَّذ على الملك العام.

الوزارات لم يَعنِها الدور الذي تلعبه مواقف السيارات في زيادة المصاريف اليومية على المواطنين، فتدخَّلَ محافظ بيروت في محاولة لضبط الوضع. فأصدر يوم الجمعة 4 شباط، قراراً يحدد التعرفة القصوى لمواقف السيارات في المواقف المكشوفة “بما فيه خدمة استلام وتسليم السيارة Valet على مدخل الموقف، والضريبة على القيمة المضافة”.

ينقسم جدول تحديد الأسعار إلى فترتين، الأولى من السادسة صباحاً حتى الثامنة مساءً، والثانية من بعد الثامنة مساءً حتى السادسة من صباح اليوم التالي. في القسم الأول، يدفع صاحب السيارة 5 آلاف ليرة كتعرفة لمدة الركن من صفر إلى ساعة. ومن ساعة إلى 3 ساعات، يدفع 6 آلاف ليرة. ومن 3 إلى 5 ساعات، تصبح التعرفة 8 آلاف ليرة. وحتى ثماني ساعات، تصبح التعرفة 10 آلاف ليرة. أما ركن السيارة حتّى 11 ساعة، فعلى صاحب السيارة دفع 12 ألف ليرة. ومع زيادة المدّة حتى 14 ساعة، تصبح التعرفة 14 ألف ليرة.

في الفترة الثانية، من صفر إلى ساعتين، تحدد التعرفة بـ6 آلاف ليرة، وتزيد 2000 ليرة لكل ساعة إضافية. أما الاشتراك الشهري للفترتين النهارية والمسائية، فهو 225 ألف ليرة. وخلال الفترتين، فإن كل كسر يزيد عن 10 دقائق، يستوجب الدفع وفقاً للمدة والتعرفة التي تليها.

ومع إصدار الجدول، يصبح على وزارة الاقتصاد مسؤولية التأكد من التزام أصحاب المواقف. فيما دور وزارة السياحة لا يجب أن يتوقّف لناحية التأكد من وجود مواقف للمطاعم والمؤسسات السياحية، تلتزم أيضاً بالتسعيرة. ومن ناحيتها، على وزارة الداخلية تسجيل مخالفات للسيارات التي يركنها بعض أصحاب المواقف على جانبيّ الطريق، بهدف الاستفادة من أرباحٍ إضافية.

غالبية أصحاب المواقف التي جالت عليها “المدن”، لم يصلها قرار المحافظ. لكن الطامة الكبرى، ليست بوصول القرار إليهم، بل في التزامهم بالأسعار، وهو ما رفضه هؤلاء معتبرين أن “التعرفة الجديدة مجحفة ولا تتناسب مع مستوى المعيشة الذي فُرِضَ على الشعب منذ نحو عامين”.

بالتوازي، يمكن لأصحاب المواقف التحايل على القرار والرقابة عن طريق عدم إعطاء الزبائن فاتورة تثبت التعرفة المدفوعة. فأغلب المواقف لا تقدّم فاتورة لزبائنها. عدا عن أن الموظّفين يخبرون الزبائن قبل ركن السيارة، بالتعرفة المخالفة، ويتركون لهم حرية الاختيار بين الدفع وعدم الركن. ولأن المساحات في بيروت ضيّقة، والبحث عن مكان مناسب لركن السيارة شبه مستحيل، خصوصاً خلال فترة الدوام الرسمي للقطاعين العام والخاص، لا يبقى أمام صاحب السيارة سوى الانصياع للتعرفة المفروضة.

كما يلجأ البعض لتقاضي تعرفة كسر الساعة الإضافية مسبقاً، معتبراً أن “أغلب الزبائن يقولون بأنهم سيغيبون لساعة فقط، ويعودون بعد ساعتين ولا يمكن التأكد من هوية كل شخص. فنأخذ التعرفة مسبقاً”. وهو إجراء مجحف بحق الزبائن الذين يلتزمون بالوقت المحدد، وبعضهم يعود قبل انقضاء المهلة المحددة، ومع ذلك، لا يستعيدون المبلغ الإضافي. أما السؤال عن سبب عدم اعتماد فواتير أو جداول تحدد المواعيد، فإجابته تُلقى على عاتق “الوقت”. فالنسبة لأصحاب المواقف “لا وقت للدخول في متاهات الجداول والتسجيل وانتظار الأشخاص. فتقاضي التعرفة مسبقاً، أضمن وأسرع”.

 

مصدرالمدن - خضر حسان
المادة السابقةصندوق النقد ممتعض: حكومة ميقاتي تلعب.. لتبرئة المصارف
المقالة القادمةوزير الزراعة السوري أبلغ الحاج حسن الموافقة على خفض السعر الاسترشادي من 850 لـ500 دولار واستيراد 500 طن موز عوضا عن 250