في أعقاب الانفجار المدوّي الذي هزّ العاصمة بيروت، لا يزال مبكراً تقدير حجم الأضرار وتكلفتها، علماً أنه واضح أنّ معظم مناطق بيروت قد تأثّرت.
في حين تَردّد أنّ خبيراً فرنسياً كشفَ عن مواد كيميائية خطرة باقية في مرفأ بيروت، لافتاً إلى أنّ الخبراء الكيميائيين عملوا على تأمين ما لا يقلّ عن 20 حاوية كيميائية محتملة الخطورة في ميناء بيروت، بعد العثور على واحدة كانت تسرّب بعض المواد، ورد تقرير لـ رئيس الاتحاد اللبناني للمهندسين والمعماريين جاد تابت يشير فيه الى انه تمّ تدمير أجزاء كبيرة من مرفأ بيروت ومن بنيته التحتية، بما في ذلك الصوامع التي كانت تحتوي على معظم احتياطات الحبوب المخزّنة في بيروت، كما تمّت تسوية جميع المستودعات في الحوضين الثاني والثالث مع مستوى الأرض.
كذلك تسبب الانفجار بأضرار جسيمة لعدد من الأحياء السكنية الواقعة في المنطقة المجاورة، بما في ذلك 4 مستشفيات رئيسية (الكرنتينا والوردية وسان جورج والجعيتاوي) بالإضافة إلى 7 مبانٍ مدرسية. إلى ذلك، تضرّر عدد من المباني الحكومية (السرايا الكبير، ووزارة المالية، ووزارات الاتصالات، ووزارة الخارجية، وكهرباء لبنان)، علماً أنه يعيش أكثر من 25 ألف نسمة في المنطقة الواقعة في دائرة يبلغ قطرها 1 كلم من موقع الإنفجار.
يظهر تقدير سريع للأضرار أنّ الانفجار أثّر بشكل كبير على مناطق تقع على بعد 500 متر من موقع حدوثه، مع كثافة ثقيلة في المدوّر ومار مخايل والجعيتاوي والروم والحكمة ومار نقولا والجميزة والرميل، أي الأحياء السكنية المأهولة. كما تأثرت أحياء الأشرفية ومار متر وفرن الحايك والباشورة وزقاق البلاط وكذلك منطقة وسط بيروت. وتضمّ هذه الأحياء حوالى 100 مبنى تراثي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين، بعضها مصنّف وتَضرّر بشدة.