للاطلاع على النص الكامل لتقرير التدقيق الجنائي انقر هنا
المصرف المركزي خاسر
شركاء بالصمت
سجّلت الشركة أثناء عملها عدم تجاوب سلامة وموظفين في مصرف لبنان مع طلبات الحصول على المستندات المطلوبة. كما لاحظت الشركة أن المجلس المركزي لمصرف لبنان ومفوّض الحكومة في المصرف، لم يقوموا بأدوارهم المطلوبة، خصوصاً لناحية الرقابة على قرارات وسياسات سلامة. وبحسب التقرير فإن “قرارات المجلس المركزي حول الهندسات المالية لم تكن عقلانية أو مبنية على الواقع الاقتصادي وحساب الفوائد والأكلاف والمخاطر والبدائل”. بل اكتفى المجلس بـ”تفسير سريع من الحاكم يتجنّب فيه الحديث عن المخاطر”.
ولإضفاء المزيد من الضبابية حول ما يحصل داخل مصرف لبنان، تلفت الشركة النظر إلى أنه “لم يتم تزويدنا بأي وثائق من شأنها أن تدعم الواجبات التي يؤديها المفوض الحكومي. لقد تم تزويدنا بتقريرين فقط يصفان حالة علاقاته اليومية مع مصرف لبنان”.
وغياب التقارير والوثائق مثَّلَ “تحديات في إجراء التدقيق الجنائي”. ومن تلك التحديات أيضاً “عدم إجراء مقابلات مع موظفي مصرف لبنان”. ومع أن الشركة أرسلت “طلبات وأسئلة مكتوبة إلى موظفي مصرف لبنان”، إلا أنه “لم يتم تقديم أي معلومات إلينا”. وبغياب المعلومات تفترض الشركة أن “هذه المعلومات غير موجودة. ما لم يتم تحديد خلاف ذلك من قِبَل مصرف لبنان”. ورغم ذلك، أشارت الشركة إلى أنه “كان هناك تجاوباً في تقديم المعلومات والمستندات التي تبيِّن أن مصرف لبنان يلتزم بالقوانين”.
صعوبة الإصلاح
التحويلات المالية المشكوك بها، والمبالغ المضخَّمة والتلاعب بالأرقام لتبيان حالة الربح بدل الخسارة، وإخفاء المستندات المطلوبة لتسهيل عملية التدقيق الجنائي، ليست إلا مقدّمة لعدم “اتخاذ أي خطوة لتعزيز ترتيبات الحوكمة في مصرف لبنان”.
ولذلك، أوصت الشركة بـ”الحفاظ على الرقابة على مصرف لبنان من قِبَل الهيئات الخارجية، وإجراء إشراف وتدقيق برلماني أكبر وإجراء مراجعة منهجية مستقلة بتكليف من وزارة المالية. وإيجاد آلية مساءَلة قوية تطلب من البنك المركزي تقديم حساب للقرارات المتّخذة أثناء تنفيذ مسؤولياته”.
تنفيذ هذه التوصيات وغيرها، يتطلَّب وجود سلطة رقابية حقيقية ونية صريحة بالإصلاح، وهذا غير متوفِّر في الوقت الحالي. إذ أن الجهات المفترض بها مراقبة سياسات الحاكم، كانت وما زالت متواطئة معه.
ولأن الاحتمالات ما زالت مفتوحة، أشار التقرير إلى أنه “تقرير أوّلي. ونتيجة لذلك، قد تكون الأرقام الواردة هنا عرضة للتغيير بناءً على استلام وتحليل البيانات أو النتائج الإضافية. وتظل بعض خطوط الاستفسار مفتوحة”.