تنامي ظاهرة “تضمين المواسم”… وسوريون على الخطّ

بسبب الخسائر التي تعرّض لها مزارعو سهل عكار في موسميّ البطاطا والقمح، وهما من المواسم الأساسية التي يعتمدون عليها، شرعوا بزراعة مواسم الشتول، أي الخضر مثل البندورة والخيار والباذنجان، والورقيات مثل الملوخية والنعناع، في البيوت البلاستيكية، بالإضافة إلى موسم التنباك الذي كانت أوضاعه العام الماضي أفضل من الأعوام السابقة.

ويعدّ موسم الشتول من المواسم الزراعية الأساسية في سهل عكار، وكذلك موسم التنباك، الذي كان يغطّي مردود العائلة بأكملها من سنة إلى أخرى. ففي أراضي: تلحياة، القليعات، السماقية، تلبيرة، قعبرين… وفي الأراضي الزراعية في المنية، ينشغل الجميع بزراعة هذه المواسم مستفيدين من الطقس الحارّ الذي يسرّع في نضوج المواسم، خصوصاً: الخيار، البندورة، اللوبياء، البطيخ وغيرها، علماً أنّ بعض هذه المواسم قد نضج بالفعل وبدأ تسويقه، إذ استفاد المزارعون من الزراعة باكراً، فقطفوا قبل وصول الخضر المهربة من سوريا.

المزارع إبراهيم خشفة يملك 10 بيوت بلاستيكية، زرع خياراً في 5 منها، قبل نحو شهر، وبدأ القطاف، ويستعدّ حالياً لزرع خيار وبندورة في ما تبقّى من بيوت بلاستيكية لديه، ويقول لـ»نداء الوطن»: «كنت من أسرع المزارعين الذين استبقوا الأمور، زرعت وبعت إلى السوق بسعر 30 ألف ليرة للكيلو الواحد. أستعدّ الآن لزرع المزيد، ولكن لا أتوقّع أن يكون السعر 30 ألفاً، إنما أسمع من باقي المزارعين أنّه انخفض إلى حدود 20 ألف ليرة لبنانية، مع دخول الخيار والبندورة واللوبياء من الخارج، خصوصاً من سوريا».

المزارع نواف العلي من سهل عكار يشير إلى أنّ «أسعار الأسمدة والبذور وتكاليف الريّ هي أكثر ما يؤرق المزارعين هذه الأيام، فالعمالة يمكن تأمينها من خلال أفراد العائلة، لكنّ الأسمدة في حاجة إلى دولار والري في حاجة إلى مازوت أو طاقة شمسية، وكلها تكاليفها باهظة على المزارع قياساً بما يحققه من أرباح جرّاء الزراعة».

ويشير عدد من المزارعين شمالاً إلى تنامي ظاهرة «ضمان المواسم» هذه السنة، وبدأت من موسم البطاطا واستمرّت الى باقي المواسم، حيث يشتري المزارع أو التاجر بموجبها المحصول في البيوت البلاستيكية من أرضه وقبل موعد قطافه. ويسجّل دخول بعض التجار السوريين على الخط، والأسعار التي تُدفع للمزارع معقولة جداً، بحيث أنّه إذا انتظر نضوج الموسم وباعه في السوق، فإنّه لن يحقّق المردود نفسه الذي يحصل عليه من الضامن. ودائماً بحسب بعض المزارعين الذين يشيرون إلى أنّ وجهة هذه المواسم ستكون دول الخليج العربي على حسب ما أخبرهم الضامنون، ما يعني أّن دول الخليج قد فتحت أسواقها أمام الصادرات الزراعية اللبنانية.

ففي السياق، وعلى حدّ قول بعض المزارعين من عكار والمنية، فإنّهم باعوا كيلو البطاطا بـ 20 ألف ليرة في أرضه وكيلو الخيار بـ 23 ألف ليرة، من دون أن يتكلّفوا أجور اليد العاملة والنقل وغيرها.

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةالعراقيون يحتلون المرتبة الأولى في عدد الوافدين السيّاح الى لبنان
المقالة القادمة9 من كلّ 10 أسر في لبنان لا تملك المال لشراء الضروريات