توزيعات الأرباح العالمية تحطم أرقاماً قياسية وتصل إلى 1.6 تريليون دولار في 2023

دفعت الشركات الكبرى في العالم أكثر من 1.6 تريليون دولار من الأرباح لمساهميها، في عام 2023، وهو رقم قياسي جديد، وفقاً لدراسة أجرتها مجموعة «جانوس هندرسون» لإدارة الأصول، أظهرت أن منتجي النفط والغاز والمصارف شكَّلوا نصف نمو الأرباح.

وتكشف الأرقام أن المبالغ التي دُفعت للمساهمين ارتفعت بنسبة 5.6 في المائة عن تلك التي سُجلت في 2022، و15 في المائة بالمقارنة مع عام 2019، وهو العام الذي سبق أن أدت فيه جائحة «كوفيد» إلى دفع الاقتصاد العالمي إلى حالة من الفوضى.

وتشمل الدراسة أكبر 1200 شركة في القيمة السوقية، وتمثل 85 في المائة من أرباح الأسهم المدفوعة في جميع أنحاء العالم. ومن الولايات المتحدة إلى فرنسا وألمانيا وإندونيسيا، سجلت 22 دولة أرقاماً قياسية هذا العام مع زيادة واضحة؛ خصوصاً في أوروبا؛ بلغت نسبتها 17.6 في المائة.

وللمرة الأولى منذ بدء الدراسة، تحتل مجموعتان من قطاع التكنولوجيا قمة اللائحة في الأرباح المعاد توزيعها على المساهمين، وهما «مايكروسوفت» التي ارتفعت أرباحها أكثر من 10 في المائة، و«آبل». وحتى 2014 لم تحتل أي شركة للتكنولوجيا مركزاً من العشرة الأولى.

ووفق التقرير، فإنه كما كان متوقعاً، أدى ارتفاع أسعار الطاقة إلى قيام منتجي النفط والغاز بزيادة توزيعاتهم بمقدار الثلثين في مزيج من التوزيعات المنتظمة والأرباح الخاصة لمرة واحدة. وكانت التوزيعات المرتفعة واسعة النطاق؛ حيث ساهم القطاع بما يقرب من ربع الزيادة في الأرباح العالمية لعام 2022.

لكن شركات عدة قامت بـ«تخفيضات كبيرة» تعكس أرباحها، مثل «بتروباس» البرازيلية التي احتلت المرتبة الثانية في حجم الأرباح التي وزعتها على المساهمين في 2022؛ لكنها غير حاضرة بين أفضل 20 شركة في 2023. وتراجعت شركة التعدين «بي إتش بي» (BHP) التي احتلت المرتبة الأولى في 2021 و2022 إلى المرتبة السادسة. وجاءت «إكسون موبيل» و«بتروتشاينا» في المراتب الخمس الأولى، بينما حلت «شيفرون» في المركز الحادي عشر.

لكن التقرير قال مع ذلك إن «نحو نصف الزيادة في أرباح الأسهم في جميع أنحاء العالم جاء في 2023 من المصارف»؛ مشيراً إلى أن ذلك مرتبط بأرباح القطاع الناجمة عن الزيادة في أسعار الفائدة.

في العام الماضي، أعلنت المصارف الكبرى -بما في ذلك «جيه بي مورغان تشيس»، و«ويلز فارغو»، و«مورغان ستانلي»- عن خطط لزيادة أرباحها الفصلية بعد اجتياز اختبار الإجهاد السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي يحدد مقدار رأس المال الذي يمكن للبنوك أن تعيده إلى المساهمين.

ومن بين المساهمين الرئيسيين الآخرين في نمو الأرباح شركات النقل التي استفادت من ارتفاع تكاليف الشحن، في حين كان الطلب المتزايد وارتفاع أسعار السيارات والسلع الفاخرة من المحركات المهمة في أوروبا.

وعلى النقيض من ذلك، أدى انخفاض أسعار السلع الأساسية إلى انخفاض مدفوعات التعدين من أعلى مستوياتها القياسية في عام 2021؛ حيث انخفضت بنحو العُشر.

وكتب بن لوفتهاوس الذي أشرف على كتابة التقرير أنه «تبين أن التشاؤم بشأن الاقتصاد العالمي لا أساس له من الصحة في 2023 (…) والتدفق النقدي للشركات في معظم القطاعات بقي متيناً»، مما ساعد على تغذية الأرباح. وتتوقع المجموعة الاستشارية استمرار النمو في 2024 مع زيادة في الأرباح قد تصل إلى 3.9 في المائة.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةبعد الهواتف الذكية… «شاومي» الصينية تكشف النقاب عن أول سيارة كهربائية
المقالة القادمة5 دولارات يومياً للصائم في رمضان: اسعار الخضار تحلّق