جائحة انهيار الاقتصاد تنعش نشاط تدوير المخلفات في لبنان

غيّرت الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يمر بها لبنان نظرة الكثير من المواطنين والشركات تجاه النفايات، فبعدما كانت مجرد قمامة ترمى في المستوعبات أصبحت مصدر رزق للكثيرين رغم أن الأرضية لإنجاح الخطوة لا تزال تثير الجدل. ويعكس هذا الواقع تزايد أعداد المواطنين الذين يقومون بجمع المواد البلاستيكية والكرتون والمعادن من الشوارع بهدف بيعها لشركات تُعنى بإعادة تدوير تلك المواد والتي يعد الاستثمار فيها مربحا مهما كانت القيمة.

وأضحى العديد من المواطنين يجمعون تلك المواد الناتجة عن استهلاكهم المنزلي وبدلا من رميها مع باقي النفايات يُقدمونها إلى مراكز مخصصة بجمع تلك المواد مقابل بدل مادي. وتشير التقديرات إلى أن سعر طن البلاستيك يبلغ 350 دولارا، أما طن المعادن الأخرى مثل الألمنيوم والحديد فيصل إلى نحو 450 دولارا، بينما طن الكرتون نحو 100 دولار. وتلك المواد يتم بيعها في نهاية المطاف إلى تجار كبار يقومون بدورهم إما بتصديرها إلى الخارج، أو يبيعونها إلى معامل تقوم بإعادة تدويرها وإدخالها في الصناعات المحلية.

وتراجعت بشكل كبير القدرة الشرائية للبنانيين على إثر انهيار قيمة العملة المحلية على نحو قياسي مقابل الدولار بعد أن وصل سعره إلى 30 ألف ليرة بينما لا يزال في السوق الرسمية عند 1515 ليرة، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين.

وفي الآونة الأخيرة برزت مشاريع في مناطق مختلفة تشجع المواطنين على الاستفادة المادية من المواد القابلة للتدوير بدلا من رميها بين النفايات المنزلية. وتدير لين سراج مشروع “يلا ريتورن” الذي يضم عدة مراكز في بيروت وضواحيها لاستقبال تلك المواد الناتجة عن الاستهلاك المنزلي للمواطنين في مقابل منحهم قسائم شرائية من المتاجر الغذائية. وتؤكد سراج أن المركز يستقبل كل أنواع البلاستيك والمعادن كعبوات المياه وعلب الأطعمة المحفوظة وعبوات المشروبات الغازية المصنوعة من الألمنيوم وغيرها.

وتزايد أعمال فرز النفايات وفصل المواد القابلة للتدوير منها قد يشكل حلاً لأزمة النفايات التي تعاني منها البلاد منذ العام 2015، حيث يساعد ذلك في تقليل كميات النفايات التي تُرمى في المطامر والمكبات العشوائية.

ووفق تقارير رسمية يوجد في البلاد نحو ألف مكب عشوائي موزعة على مناطق مختلفة حيث يتم رمي النفايات فيها دون معالجة وتنتج عن ذلك أضرار بيئية وصحية جسيمة. وكشف وزير البيئة ناصر ياسين أن كمية النفايات تراجعت في ظل الأزمة الاقتصادية خلال العامين الماضيين بنسبة تتراوح ما بين 20 و25 في المئة. وأوضح أن قيمة المفروزات من المواد التي تجمع من النفايات أصبح لها قيمة أكبر مثل البلاستيك والكرتون والمعادن. وتبرز هذه القيمة بسبب الهبوط التاريخي لقيمة الليرة مقابل الدولار، حيث أن تلك المواد تسعر وتباع بالعملة الأميركية، وبالتالي تشكل موردا ماليا هاما يسعى له كثيرون.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةصفقة استحواذ ضخمة تمهد لهيمنة مايكروسوفت على سوق ألعاب الفيديو
المقالة القادمةمعركة توزيع الـ69 مليار دولار… “المسؤول” غالب والمواطن مغلوب!