جبق: لست الطبيب الشخصي للسيد نصرالله!

 

 

بكثير من الثقة والاطمئنان، جزم وزير الصحة اللبناني جميل جبق بأن المنظمات الدولية والجهات المانحة أدركت، من خلال عمله والتواصل معه منذ توليه منصبه الجديد قبل نحو شهرين، أنه لا ينتمي إلى “حزب الله” وإن كان الحزب سمّاه للمشاركة في الحكومة، مؤكداً أن وزارته تندرج في الإطار الخدماتي ولا علاقة لها بالسياسة والأحزاب.

الوزير جبق، الذي يعد من الأطباء البارزين المعروفين في لبنان، كشف في حوار مع “الراي” هو الأول له مع وسيلة إعلامية منذ توليه الوزارة في بداية فبراير الماضي، حقيقة ما تم تداوله عن أنه الطبيب الشخصي للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، نافياً ذلك الأمر “الذي كان يتمنّاه”، ومؤكداً في الوقت نفسه أن مقربين جداً من “سماحة السيد” يحضرون للتطبب عنده، انطلاقاً من شهرته وإقامته في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وعن الكويت التي زارها في الأيام القليلة الماضية للمشاركة في الملتقى الحادي والعشرين لاتحاد المستشفيات العربية، الذي عقد أول من أمس، قال الوزير إنها الدولة العربية الوحيدة التي دعمت القطاع الصحي في لبنان كما يجب، مشيداً بدعمها المطلق وغير المحدود الذي ساعد الشعب اللبناني على تجاوز المِحَن.

وفي إطار رؤيته “الواعدة” للقطاع الصحي في لبنان، كشف جبق عن أنه ألغى كل “الخصائص” التي كانت موجودة في السابق للمستشفيات الخاصة، وأن التعامل معها سيكون وفقاً للقوانين، كما أنهى “الصفقات” التي كانت تجري بين بعض المديرين في الوزارة ومتنفذين، بالتوازي مع انطلاق ورشة تطوير المستشفيات الحكومية وتجهيزها بأحدث المعدات والأجهزة.

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

  • كيف تصف التعاون اللبناني – الكويتي في قطاع الصحة؟

– الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي دعمت القطاع الصحي في لبنان كما يجب، ودعمها للبنان كان مطلقاً عن طريق بناء المستشفيات وتجهيزها ودعم القطاع الصحي اللبناني بشكل غير محدود، فما قدمته الكويت للبنان صنيع جيد ساعد الشعب اللبناني على تجاوز مِحَن عدة خلال السنوات الماضية.

  • كيف كانت نتائج اجتماعكم مع وزير الصحة الكويتي، وما أهم ما تطرقتم له من قضايا؟

– اجتماعنا مع وزير الصحة الكويتي الشيخ الدكتور باسل الصباح كان مثمراً للغاية، وتباحثنا في العديد من النقاط أهمها معادلة شهادات الأطباء اللبنانيين الراغبين في العمل بالكويت، وذكر لي معاليه الهواجس الموجودة في الكويت تجاه هذه القضية، وتمنيت عليه إعادة النظر في هذه الهواجس ووعدني خيراً وأخبرني أنهم شكلوا في الكويت لجاناً جديدة لدراسة شهادات الأطباء اللبنانيين، ووجهت للوزير الكويتي دعوة لزيارة لبنان واتفقت مع معاليه أن تكون الزيارة أكاديمية بحتة يجولون بها على جميع الجامعات اللبنانية التي تدرس مجالات الطب، حيث سيكون برفقته عدد من المستشارين المسؤولين عن إعادة تأهيل وتقييم الشهادات اللبنانية.

  • ما هي خططكم لتطوير القطاع الطبي في لبنان؟

– نحن بدأنا حالياً في تطوير المستشفيات العامة في لبنان، ولدينا مشروع لتجهيز المستشفيات الحكومية بأحدث المعدات والأجهزة التي تتوافق مع المتطلبات العصرية، ولدينا بعض المستشفيات التي تحتاج لإعادة بناء وضعناها على الخريطة الانمائية. أما على صعيد تطوير العمل الطبي في لبنان فنحن نقدم برامج حديثة حالياً بالاتفاق مع منظمة الصحة العالمية، تعنى بعلاج الأمراض المستعصية ولقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة في علاج هذه الأمراض.

  • ما هي مشكلة الدواء في لبنان؟

– محور الأدوية يشكل لنا عائقاً كبيراً كون تكلفة الدواء غالية جدا في لبنان، خصوصاً أدوية الأمراض المستعصية، ونحن بصدد إجراء علاقات مع شركات “جينيريك” (دواء بديل بنفس مواصفات الدواء الأساسي) أوروبية عالمية لنتمكن من عمل مناقصات لاستيراد الأدوية لمصلحة الدولة اللبنانية لتخفيف الفاتورة الاستشفائية.

  • ما هي خططكم لتفعيل المراكز الصحية الأولية في لبنان؟

– قمنا بتحديث مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تبلغ 250 مركزاً في لبنان، ونحن الآن بصدد تجهيزها بمعدات للكشف الأولي أو المبكر عن الأمراض، بالإضافة لجميع أنواع اللقاحات للأمراض وعدد من الأدوية، بحيث يتمكن اللبناني أو الوافد المقيم بلبنان من الاستفادة من هذه المراكز، مما سيخفف الكثير عن كاهل المستشفيات الحكومية والدولة اللبنانية.

  • كيف هي علاقة المواطنين بالوزارة؟

– خلال الشهرين اللذين تسلمت بهما الوزارة، ارتفعت ثقة المواطنين بالوزارة بشكل كبير بعد تفعيل الخط الساخن بوزارة الصحة، الذي مكّن أي مواطن من أن يتصل بالوزارة في أي وقت وتقدم له الخدمة المناسبة وتنفذ طلباته بحسب احتياجه.

  • وما هو دور فريق العمل المرتبط بكم في معالجة شؤون المواطنين والوزارة؟

– أيضاً فريق العمل المرتبط بي مباشرة يعمل 24 ساعة في اليوم لحل مشاكل المواطنين، ومن الممكن أن البعض لا يعلم حتى الآن كيفية التواصل مع الوزارة على الخط الساخن، ولكننا عند رؤية أي حالة طارئة أو إنسانية عبر وسائل الاعلام أو عبر الاتصال الهاتفي من أي جهة بلبنان، نتحرك سريعاً لحلها عن طريق فريق العمل المرتبط بي بالوزارة.

  • ما هي خطتكم لمواجهة أصحاب المستشفيات الخاصة، الذين كانوا يستفيدون منذ عقود من واسطاتهم في الوزارة من دون رقابة أو حساب؟

– تم إلغاء جميع هذه الخصائص التي كانت موجودة في السابق، وقد فعّلتُ النظام اللبناني وسيخضع كل مستشفى خاص في لبنان لقوانين وزارة الصحة وفي ضوء هذه القوانين نتعامل معهم.

  • ماذا عن الصفقات التي كانت تجري بين بعض المديرين في الوزارة ومتنفذين؟

– أنهيتها وألغيتها جميعاً وربطت العلاقة مباشرة بمكتب وزير الصحة.

  • ماهي أهمية حملات التوعية ودورها في لبنان؟

– نحن نعوّل كثيراً على حملات الوقاية التي نقوم بها في لبنان، فنحن نطلق كل أسبوع تقريباً حملة للوقاية مع برنامج تلفزيوني وفيلم قصير، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى لإيصال التوعية إلى منازل مواطنينا، مما خفف من تكلفة الأمراض كون كشف المرض وعلاجه في وقت مبكر لا يكلف كما في حال اكتشافه متأخراً.

  • هل لديكم تصوّر لتطوير السياحة الاستشفائية في لبنان؟

– بدأت في هذا الموضوع بتطوير برنامج السياحة الاستشفائية، خصوصاً مع الدول المحيطة بنا، ونحن بصدد إبرام العديد من الاتفاقيات مع دول الخليج والعراق الذي يعاني من مشكلة طبابة جسيمة، بعد ما مرّ عليه من أحداث، كما أن هناك عدداً كبيراً من المرضى العراقيين يتوجهون للعلاج في تركيا والهند وإيران والأردن، ونحن نعمل حالياً على توقيع اتفاقية مع العراق لإرسال مرضاه إلى لبنان بالتنسيق مع وزارة الصحة.

  • في ظل الضعف الذي يعاني منه الواقع الصحي العربي، إلى أي مدى يمكن تفعيل التعاون بين الدول العربية في هذا المجال؟

– لقد قلتها إن المرض في عالمنا العربي لا يعرف حواجز سياسية ولا تأشيرات، وينتقل من منطقة لأخرى بسهولة لوجود التواصل الوثيق بين أبناء الوطن العربي، وبالتالي فإن أي مرض يصيب منطقة عربية يصيب لبنان، وأكبر مثال على ذلك فترتا الحج والعمرة، حيث يعود زائرون ببعض الفيروسات إلى بلدانهم، وكلما كان التعاون وثيقاً بين دولنا العربية في مجال الوقاية كان ذلك في صالحنا جميعاً.

  • هل لمستم منذ توليكم الوزارة أي تغيّر في تعاطي المنظمات الدولية والجهات المانحة مع وزارة الصحة سلباً أو إيجاباً، كونكم محسوبين على “حزب الله”؟

– جميع الدول الغربية والمنظمات الدولية أدركت أن وزير الصحة اللبناني الذي سماه «حزب الله» لا ينتمي إلى الحزب، ولذلك فإن جميع الجهات الدولية على أتم الاستعداد، والتعاون وثيق في ما بيننا… ويومياً تزور المنظمات الدولية وسفراء الدول الغربية الوزارة بمواعيد مسبقة ومن دون مواعيد، فنحن أثبتنا من خلال عملنا في الوزارة أنه لا علاقة لنا في السياسة وأن وزارة الصحة هي وزارة خدماتية ووزيرها لا ينتمي لأي حزب سياسي، وهذا ما شجع تطوير علاقاتنا مع المجموعة الأوروبية والعالمية، وأيضاً البنك الدولي قدم قرضاً ميسّراً للبنان بقيمة 150 مليون دولار، واجتمع معي شخصيا نحو ثلاث مرات ووضعنا الخطة الاستراتيجية لتنفيذ بنود العقد وستكون لي زيارة للبنك الدولي في واشنطن قريباً.

  • كيف هي صحة أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، وما صحة ما أشيع عن أنك كنت طبيبه الشخصي؟

– يمكنني أن أسألك أنا عن هذا الموضوع، فأنا ليس لديّ علم بكل صراحة… كنت أتمنى أن تكون مقولة إنني الطبيب الشخصي صحيحة لكنها معلومات صحافية فقط لا غير… أنا لا أنفي أنني أداوي أشخاصاً كثيرين لهم علاقة بسماحة السيد كوني شيعيا أعيش في الضاحية الجنوبية لبيروت وطبيبا معروفا، والكثير من اللبنانيين يتجهون لتلقي العلاج عندي. وكما تعلم بأن “حزب الله” يشكل النسبة المئوية الأكبر في شيعة لبنان ويستجذب نصف الشعب اللبناني من مسيحيين ودروز وسنة وشيعة في التأييد له، ولأنني طبيب معروف في لبنان فإن أشخاصاً مقربين جداً من سماحة السيد يحضرون للتطبب عندي، ومن هنا ظهرت مقولة إنني الطبيب الشخصي لسماحة السيد.

مصدرالراي الكويتية ـ ليبانون فايلز
المادة السابقةماذا قال باسيل لشقير عن طلب إلغاء الـ60 دقيقة المجانية؟
المقالة القادمةتسوّل عائلي وسط بيروت