أطلق وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق، الحملة الوطنية للتوعية على قصور عضلة القلب، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأطباء القلب ونقابة الممرضات والممرضين وشركة Novartis، تحت شعار “قو قلبك رغم قصورو”، بالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية على هذا المرض الذي يسجل ملايين الإصابات سنويا، وذلك في حضور منسق الحملة مدير وحدة العناية القلبية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية الدكتور هادي سكوري ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء القلب الدكتور أنطوان سركيس ونقيبة الممرضات والممرضين الدكتورة ميرنا ضومط ومدير مكتب وزير الصحة العامة الدكتورة حسن عمار والمستشار الإعلامي محمد عياد ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف حلو وحشد من المعنيين.
وشدد جبق على أن “الحملة التوعوية تأتي في وقت تشير الاحصاءات الى ان 2 % من سكان العالم يعانون من هذا العارض الصحي وتزيد نسبة الاصابة به مع تقدم السن إلى ما بعد الستين عاما، كما يعاني منه في لبنان اكثر من 70 ألف مصاب، ويسجل سنويا دخول ما يزيد على 11000 حال الى المستشفيات، تغطي وزارة الصحة منهم ما يزيد على 40 %”. وقال: “على الرغم من هذا الواقع الصعب، لا يمكن الانكار بأن تثقيف المرضى ومقدمي الرعاية يحسن من نوعية الحياة ويقلل من الاستشفاء، على ان يقوم كل المعنيين بدورهم بالشكل الصحيح وأولهم المريض لجهة الوقاية بالغذاء والرياضة والدواء والاستشفاء من دون تأخير، ويلعب اختصاصيو التغذية والصيادلة والاطباء والممرضون دورا اساسيا في العلاج”.
أضاف: “الأهم من كل ذلك، يبقى دور المريض من خلال التناول السليم والدقيق للادوية واعتماد نظام غذائي يناسب حاله واتباع نمط حياة صحي تحتل الرياضة فيه حيزا مهما”.
ولفت إلى أن “وزارة الصحة ستواصل جهودها لدعم الجمعيات المعنية والحملات المهتمة بالتوعية والارشاد سواء على مستوى الاعلام والاعلان او عبر الدعم اللوجستي او التشريعي المتمثل بسن القوانين والتشريعات لتفادي الوقوع في المرض او التخفيف من حدته او المساعدة في علاجه، ناهيك عن دور رئيسي للوزارة في علاج غير المضمونين وتفعيل دور عيادات قصور عضلة القلب في المستشفيات الحكومية”. وأشار إلى أن “المطلوب من هذه الحملة بذل كل جهد ونشاط لتثقيف وإرشاد المواطنين ميدانيا عبر اللقاءات والندوات وزيارة الجامعات والنوادي الثقافية والصحية وكذلك إعلاميا بهدف الوقاية من الإصابة بقصور عضلة القلب وآثاره والتخفيف من حدة العوارض والمخاطر.
الحملة
وكان إطلاق الحملة استهل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيب وتعريف بالحملة للاعلامية جاكلين شهوان، ثم أوضح سكوري أن “الهدف من الحملة الحد من الدخول المتكرر إلى المستشفيات والتأكيد أن المريض جزء كبير ومهم من العلاج، وتحسين الإجراءات العلاجية والتثقيف الطبي لفهم المرض والتعايش معه بطريقة صحية وسليمة وتكثيف البرامج التوعوية العامة التي تشرح ضعف عضلة القلب بطريقة مبسطة”. وقال: “الأهم هو تأسيس أرضية مشتركة لفهم هذا المرض الذي إن لم يعالج بالطريقة الصحيحة قد يهدد الحياة، وأوضحت الدراسات أن تقيد المريض بإرشادات الطبيب والإلتزام بأخذ العلاجات قد يخفف من دخوله المتكرر إلى المستشفى والحد من المضاعفات والوفيات”.
وأشار إلى أن “اعتماد أسلوب صحي للمساهمة في إدارة أفضل للمرض في لبنان أمر ضروري”، مشددا على “وجوب اعتبار معالجة قصور القلب من الأولويات الصحية العالمية والوطنية لتخفيف العبء الكبير على المريض وأهله والجهات الضامنة”.
ضومط
أما نقيبة الممرضات والممرضين فقالت: “انطلاق حملة التوعية من أمراض القلب له أهميته ورمزيته من الناحية العلمية ومن ناحية الإجراءات والمعالجات التي يعهد بها إلى الفريق الصحي، وأحد أركانه الممرضات والممرضون. وفي أقسام الطوارىء والعناية المركزة يكتسب دور العاملين في التمريض في أقسام أمراض القلب، أهمية كبرى شأن دورهم في التوعية والتثقيف والإسعاف والإنقاذ”. وأكدت أن “قطاع التمريض، ورغم حاجته للحصول على حقوقه، سيبقى دائما بجانب كل مبادرة وكل حملة توعية، وسيسعى دائما إلى تطوير قدراته ومؤهلاته من أجل أن يواكب كل تطور وتقدم”.
سركيس
بدوره أوضح رئيس جمعية أطباء القلب تفاصيل حملة التوعية، لافتا إلى أنها “ستشمل التثقيف الدوري لأطباء القلب وللأطباء المتمرنين ومحاضرات توعية للمرضى عبر الأطباء في كل المناطق ونشاطات طبية تتضمن فحوصات دم ومعاينة مجانية وصورا صوتية لعضلة القلب وحملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن مقابلات قصيرة مع أطباء القلب، إضافة إلى توزيع كتيبات مبسطة تشرح مخاطر هذه الإصابة وطرق التعامل معها”. ولفت إلى أن “الجمعية ستقوم بنشاط رمزي رياضي من خلال السير في الجبال في منطقة الشوف بمشاركة عدد من المصابين الذي يعالجون من مرض قصور القلب، وذلك للتشجيع على ممارسة هذه الرياضة وتسليط الضوء على فوائدها”.
واختتمت الحملة بإطلاق فيلم توعوي سيتم نشره عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
العوارض والإجراءات
وتشمل عوارض قصور القلب زيادة في الوزن وارهاقا مزمنا وضيقا في التنفس وصعوبة في النوم وسعالا مزمنا وتعبا وإرهاقا وشعورا بالاحباط وتورما في الكاحلين أو القدمين أو البطن وفقدان الشهية والغثيان وتسارع دقات القلب.
أما أبرز الإجراءات الوقائية فتتركز على اتباع خطوات محددة باعتبار أن الإصابة بقصور عضلة القلب لا تعني عدم القدرة على التمتع بالحياة اليومية والقيام بوظائفه الاعتيادية، بل تعني أنه يجب إدخال بعض التعديلات على أسلوب الحياة بما يناسب حاجات القلب. أما الإجراءات الوقائية فهي الحد من كمية السوائل التي يتم تناولها واتباع نظام غذائي صحي يراعي وضع القلب وتجنب العادة السيئة بإضافة الملح الى الطعام وتناول الأدوية بشكل منظم ووفق وصفة الطبيب للحصول على أفضل النتائج من العلاج، ومن المهم جدا اتباع إرشادات الطبيب أو الممرض/ة بتناول الدواء كعدد حبات الدواء يوميا ومعدل تكراره وما إذا كان يتم تناوله مع وجبات الطعام أو لا. كما على المصاب بقصور عضلة القلب أن يقيس وزنه يوميا واعلام الطبيب بحال زاد الوزن كيلوغراما ونصف الكيلوغرام الى كيلوغرامين في يومين.
كما يجب فحص الضغط يوميا ومعدل ضربات القلب والامتناع عن التدخين، والتوازن بين الراحة والنشاط أو الحركة كحل هو الأنسب لمريض ضعف عضلة القلب وتجنب كثرة الكحول.