إقرأوا هذا الكلام، هل تذكرونه؟
To think that waste incineration is part of the solution is baffling; Lebanon doesn’t need more problems, more cancer patients, more fuel consumption, more polluted air, and more wasted innovation; it needs a change of perspective.
“إنّ حرق النفايات هو أبعد ما يكون عن الحلّ المناسب. فلبنان يعاني ما يكفيه من مشاكل، ولا ينقصه المزيد من مرضى السرطان، ولا المزيد من كميّات الوقود المستهلكة، ولا المزيد من التلوث في الهواء، ولا المزيد من الأدمغة المهاجرة. يحتاج لبنان إلى النظر إلى المشكلة من منظور جديد”.
في قلب رأس بيروت
هذا الكلام يعود إلى الجامعة الأميركية في بيروت وتحديداً الى صفحة AUB Nature Conservation Center بتاريخ 1 تشرين الثاني عام 2018 . لا شك أن هذا الكلام يثبت موقف الجامعة الأميركية الرافض لموضوع محارق النفايات في بيروت، وهو موقف تلتقي فيه مع غالبية الجمعيات والمنظمات البيئية الساعية إلى خفض مستوى التلوث في بيروت.
ولكن أنْ تُناقض الجامعة الأميركية نفسها، وتحوي محرقة للنفايات في حرمها، على مرأى من سكان المنطقة في قلب بيروت، فذلك لا يمكن تسميته سوى بـ”الجريمة”.
وبالتفاصيل فقد حصلت “المدن” على فيديو مصور من خلف مستشفى الجامعة الأميركية – منطقة الجيفينور، (الفيديو المرفق)، يُظهر الدخان الأسود الخانق والصادر من المحرقة، وبعد تقصي المعلومات تبيّن أن الدخان يعود فعلاً إلى محرقة في حرم مستشفى الجامعة الأميركية، تُحرق فيها المخلفات الطبية العائدة إلى المستشفى، ويتم تشغيلها يومياً، بعد الساعة السابعة مساء وحتى ساعات الصباح الأولى، من دون مراعاة أدنى الشروط البيئية أو الصحية. هذا الأمر يحدث على الأقل منذ سبعة أشهر!
تدخل وزارة البيئة
واللافت أن شكاوى السكان وبعض الأساتذة والأطباء في الجامعة الأميركية، وفق معلومات “المدن”، لم تردع الإدارة عن اعتماد المحرقة بشكل يومي.
وزير البيئة، فادي جريصاتي، لم يقف مكتوف الأيدي بعد مشاهدته فيديو المحرقة، فعمد إلى إرسال كتاب إلى إدارة الجامعة الأميركية، حسب ما أوضح لـ”المدن”، يحذرها فيه من مخاطر الاستمرار بالمحرقة، طالباً معالجة الأمر سريعاً، وهو ما استدعى من إدارة الجامعة التحرك فوراً، لحل أزمة المحرقة “الفضيحة”.
وفي إطار تحرك إدارة الجامعة لحل أزمة المحرقة، حسب ما أكدت مديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت، نجاة عون صليبا، في حديث إلى “المدن”، بدأ التحرك على أعلى مستوى في الجامعة الأميركية، وتم تشكيل لجنة لوضع حد لهذه المحرقة. إذ “من غير المقبول أن يصدر ذلك عن مستشفى الجامعة الأميركية”، على حد قول الدكتورة صليبا.
بدأت اللجنة الطارئة بالبحث عن الحلول طويلة الأمد، لوقف الانبعاثات السامة في المنطقة. وقد تحفظت صليبا عن ذكر الإجراءات المنوي اتخاذها، واعدة بالإعلان عن نتائج إيجابية، وخطة نهائية مطلع الأسبوع المقبل. وذلك، بهدف تجنب أي أثر سلبي على الصحة العامة يعود مصدره إلى مستشفى الجامعة الأميركية.