جمالي مثلت الحريري في مؤتمر عن التلوث الكهرومغناطيسي: ستحتل البيئة حيزا واسعا من نقاشاتي في البرلمان

رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالمرشحة إلى الانتخابات الفرعية في طرابلس الدكتورة ديما جمالي، المؤتمر العلمي عن “التلوث الكهرومغناطيسي وأثره على صحة المجتمعات”، الذي نظمته نقابة المهندسين في طرابلس – رابطة الاتصالات والمعلوماتية بالتعاون مع IEEE Lebanon.

حضر المؤتمر النائب فيصل كرامي ممثلا بالمهندسة ريان نجار، الوزير السابق محمد الصفدي ممثلا بالدكتور مصطفى الحلوة، نقيب المحامين محمد المراد، نقيب المهندسين بسام زيادة، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، النقيب السابق المهندس ماريوس بعيني، ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان نهال الحمصي، المنسق العام ل “تيار العزم” في عكار الدكتور هيثم عزالدين ومنسقة قطاع المرأة في التيار جنان مبيض ومدراء جامعات وكليات واساتذة وطلاب وعدد من المهندسين والمهتمين.

بداية النشيد الوطني وكلمة تقديم من المهندسة غنى الولي، ثم ألقى منسق المؤتمر الدكتور علي هرموش كلمة رأى فيها أن “ما نواجهه اليوم خطر إشعاعي لا وزن له ولا رائحة ينتشر بسرعة الضوء، يرانا ولا نراه يخترق أجسادنا وجدران منازلنا وغرف نوم أطفالنا بدرجات متفاوتة، مما يجعل من معدلات امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية لجسم الإنسان في تزايد مرعب نظرا لما تحدثه هذه الإشعاعات من تغييرات بيولوجية واضطرابات في أداء أجهزة الجسم المختلفة وخصوصا الجهاز الدوري والتناسلي وكذلك المخ والأعصاب وغيرها”.

وشدد على أن “الأخطر انتشار الهواتف الذكية بين مختلف فئات المجتمع، مما زاد من ارتفاع مستوى التعرض الشخصي لهذه الموجات ليس فقط من ناحية الكم بل أيضا من ناحية الفترة الزمنية التي يكون فيها الإنسان عرضة لهذه الإشعاعات، لذا أضحى من الضروي زيادة الاهتمام بدرس معدلات امتصاص اجسادنا لهذه الموجات واستقراء العواقب الناجمة عنها والعمل على وضع ضوابط تكفل وقاية الأفراد من احتمالات المخاطر، ولأهمية هذا الموضوع أقمنا هذا المؤتمر بهدف إثراء الثقافة الصحية في هذا المجال وإيجاد الحلول من خلال النقاش”.

ملاط
وكانت كلمة للمهندس فادي ملاط بإسم الهيئة الإدارية لرابطة الإتصالات والمعلوماتية، لفت فيها إلى أن “موضوع التأثيرات الكهرومغناطيسية بقي إلى حد ما بعيدا من ثقافة ومعلومات الناس إلا ما هو قليل مما يتناولونه عن هذه التأثيرات، من هنا، التمعن في معاينة فوائد ومضار التأثيرات الكهرومغناطيسية، حاجة إنسانية هامة وواجبة لكل فرد بسبب تأثير ذلك عضويا ونفسيا على الإنسان وعلى الكائنات الأخرى وفي كل مجريات الحياة”.

وأشار إلى أن “المؤتمر ينقسم إلى ثلاثة محاور أساسية، الطبي والتقني والقانوني، وستصدر في نهايته توصيات تساهم في الحد من هذه المخاطر، وذلك حرصا من رابطة الاتصالات وتقنية المعلومات على إيضاح الحقائق عن المفاهيم الخاطئة التي أخذت تنتشر في أوساط المجتمع عما إذا كان التعرض للموجات اللاسلكية التي تصدر من محطات البث للهواتف المتنقلة وغيرها يشكل خطرا على صحة الإنسان”.

الحسن
ثم ألقى رئيس جمعية خبراء الكهرباء والإلكترونيات المهندس بشار الحسن كلمة قال فيها: “بدأت دراسة الموجات الكهربائية في مطلع القرن التاسع عشر مع أبحاث فارادي وغوث وهنري وتبلورت هذه الدراسات بمعدلات ماكسويل ثم جاء العالم الألماني هريتز الذي نجح في 13 نوفمبر 1886 في نقل الموجات الكهرومغناطيسية من مرسل إلى مستقبل، ثم جاء بعده العالم الإيطالي ماركوني وكرت السبحة بعدهم، فازداد استعمال الموجات الكهرومغناطيسية”.

ولفت إلى أن “التلوث الكهرومغناطيسي الناجم عن زيادة النشاط البشري في مجال إستخدام الطاقة الكهربائية والكهرومغناطيسية يزداد دون تقدير كبير للآثار المترتبة عليه وفي ما يعجب ويدرك الجميع الفوائد المستمدة من الأجهزة والأنظمة الكهربائية والإلكترونية عالية التقنية، فإن قلة فقط من المستخدمين يدركون المخاطر الحقيقية او غير المتوقعة منهم، وهذا التلوث لا يمكن رؤيته او سماعه او تذوقه او شمه ولا يؤثر فقط على الإنسان بل على جميع المكونات البيئية كالنحل والطيور ومع نمو المدن وتوسعها يتم استخدام مزيد من التقنيات لتحسين نوعية الحياة وازدياد التلوث الكهرومغناطيسي، لذلك من الضروري ان يلتزم مشغلو الاتصالات النظم والمعايير الدولية وان يكونوا على دراية بخلفية EM الحالية عند نشر مواقع جديدة”.

ورأى أن “هناك العديد من الحلول الهندسية التي تساعد في الحد من خطر هذا التلوث، منها رسم خريطة أجهزة استشعار التلوث الكهرومغناطيسي بحيث يمكن للمجتمع رؤية مستويات التلوث في كل المدينة وإيجاد مجموعة توصيات وتشريعات عن مستويات الحقول الكهرومغناطيسية ونشر المعلومات عن طرق التعامل مع الأجهزة الإلكترونية، والخيار الأخير هو تضمين اخبار او معلومات عن الابحاث والتقدم في مراقبة التلوث، وهناك أكثر من 8 اقسام في IEEE يدخل هذا الموضوع في صلب اختصاصها”.

زيادة
وتحدث نقيب المهندسين فقال: “يواجه العالم اليوم وخصوصا منذ النصف الثاني من القرن الماضي، أنماطا من التلوث البيئي لم تكن معهودة نتيجة الطفرة التكنولوجية التي نشهدها في الوقت الراهن، وأضحى ناقوس الخطر يهدد الحياة البشرية وأصبح هذا التلوث ملازما لحياة الإنسان، وبدأنا نسمع بأمراض لم تكن موجودة في العصور الماضية، فالتلوث الكهرومغناطيسي هو من الأنواع والأشكال الحديثة للتلوث البيئي وينشأ عادة من وجود الموجات الكهرومغناطيسية اللاسلكية بصورة عشوائية وترددات وقيم مختلفة وتلازم حركة الإنسان من مكان إلى آخر”.

وأشار إلى أن “الكرة الأرضية أصبحت مليئة بمصادر التلوث الكهرومغناطيسية فخطوط التوتر العالي يقدر طولها اليوم بملايين الكيلومترات والهوائيات التي تبث ذبذبات راديوية تقدر بالملايين إضافة إلى مليارات الهواتف المحمولة، إلى عدد لا يحصى من الأدوات الكهربائية في المنازل التي تكون عند تشغيلها حقولا كهربائية ومغناطيسية، ولو كانت هذه الحقول ترى بالعين المجردة لرأيناها تحيط بنا كما مياه البحار تحيط بالأسماك السابحة، ولربما يصبح هذا التلوث مشكلة العصر في السنوات المقبلة”.

أضاف: “ربما من الأفضل ان نسأل عن مدى خطورة هذا التلوث إذ يدور حاليا صراع على الصعيد العالمي، طرفاه انصار البيئة من جهة واصحاب الشركات الصناعية من جهة ثانية، ويتهم أنصار البيئة اصحاب الشركات النافذة بإخفاء الحقيقة الكاملة عن المواطنين، مع العلم بأن منظمة الصحة العالمية لا تشير إلى مخاطر الحقوق المغناطيسية وتأثيرها على صحة الإنسان، إلا أنها تطالب بتوسيع الدراسات العلمية عن هذا الأمر والحد من تعريض الناس لهذه الحقول. والسؤال الذي يطرح بعد هذا العرض عن سبب الضجة بالنسبة إلى هذا الموضوع والاهتمام به، فإذا لم تكن للحقول المغناطيسية تأثيرات على صحة الإنسان، هل كانت لتسن قوانين وقيود عالمية لإبعادها عن بيوت الناس في كثير من الدول التي تحترم حقوق مواطنيها في الصحة والحياة؟ الكل مقتنع بأن التلوث الكهرومغناطيسي يشكل خطرا على صحة المواطنين لكن مجرد الإعتراف الرسمي بذلك من شأنه ان يفرض على الدولة اتخاذ إجراءات فورية لا تستطيع تنفيذها دفعة واحدة، فالتكاليف العالية جدا قد يعجز عنها الكثير من الدول بمن فيها الغنية ايضا”.

وختم: “العلم أثبت تأثير الحقول المغناطيسية على جسم الإنسان على المستوى النوعي، ويبقى عليه ان يحدد المستوى الكمي وهذا يتطلب سخاء في التمويل للدراسات والتجارب والقياسات الدورية في المنازل والمدارس والجامعات السكنية، فالثقافة البيئية تعطي المواطن سلاحا معرفيا يساعده على حماية نفسه من الأخطار غير المنظورة، وفي المقابل أي محاولة للتعمية تزيده خوفا وتدفعه إلى توتر غير مبرر، فهي بذلك لا تحل أي مشكلة بل تعقد الأمور، وكلنا يأمل بأن يخرج مؤتمركم بتوصيات فنية وصحية وقانونية تساعدنا للتخفيف من هكذا مخاطر والحد منها”.

جمالي
ختاما كانت كلمة لجمالي قالت فيها: “يسعدني أن أنقل إليكم تحيات الرئيس سعد الحريري، راعي هذا المؤتمر وراعي عدد كبير من المؤتمرات التي لها فوائد صحية وإقتصادية وإجتماعية وبيئية، واليوم ايضا اود ان أشكر لنقيب المهندسين والنقابة استضافتها هذا المؤتمر ومؤتمرات عديدة لها فوائد كبيرة وكان لي شرف المشاركة في عدد منها. أتمنى أن تخرج ورشة العمل هذه بتوصيات يمكننا ان نعتمدها كأسس لتشريعات في الفترة المقبلة وأتمنى لمؤتمركم النجاح”.

وختمت: “على الرغم من أني اليوم في خضم الحملة الإنتخابية، إلا أنني فضلت ان اقتطع هذا الوقت نظرا إلى أهمية الموضوع، وخصوصا أنني أعمل على شق آخر في موضوع البيئة ولكن لا بأس من التعاون لتكون الحلقة مكتملة بيننا، وفي حال وصولي إن شاء الله إلى الندوة البرلمانية مجددا، أؤكد أن الموضوع البيئي سيحتل حيزا واسعا من نقاشاتي داخل أروقة البرلمان لتفادي الكوارث الصحية على مواطنينا وعلينا ككل، فنحن لا نريد فقط طرابلس المدينة الأكثر بيئة نظيفة بل كل منطقة في لبنان نريدها كذلك”.

المادة السابقةإيطاليا توقع صفقات مع الصين قيمتها 2.5 مليار يورو
المقالة القادمةوزير النفط العماني: سعيدون بالمشاركة في مشروع مصفاة بسريلانكا