جولة على الأسواق التجارية لأستطلاع الواقع خلال “الأعياد” حركة ناشطة وممتازة بالاجمال في معظم المناطق اللبنانية …

تأتي الأعياد هذا العام في ظل تحسن ملموس للأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية ، لكن ببطء وحذر. فالمناكفات السياسية مستمرة سيما على أبواب الإنتخابات النيابية، أما الوضع الإقتصادي فيبدو أنه بدأ يشهد تحسناً مع إقرار الحكومة لبعض الإصلاحات وآخرها إقرار “قانون الفجوة المالية” ،ألا ان الموضوع الأهم هو الوضع الأمني وأستمرار الإعتداءات الإسرائيلية بشكل يومي على مناطق الجنوب والبقاع.

لكن بالرغم من كل هذا أبى اللبنانيون إلا أن يعيشوا بهجة العيد التي لا تكتمل إلا بوجود المغتربين الذين أتوا بكثرة لقضاء العيد مع أهاليهم وأقاربهم وأصدقائهم.

الديار قامت بجولة على الأسواق ألتجارية في مختلف المناطق اللبنانية للإطلاع على النشاط ألاقتصادي خلال عيد الميلاد وحجوزات رأس السنة بحيث أجمع رؤساء جمعيات التجار بأن الحركة أفضل من العام الماضي ولكنها متفاوتة بين منطقة و وأخرى، والأمر اللافت أن منطقة الجنوب سجلت حركة لا بأس بها بالرغم من الإعتداءات الإسرائيلية اليومية .

في النبطية :الحركة من جيدة الى متوسطة قياساً بالعام الماضي

رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية والجوار محمد بركات جابر قال للديار” في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد عمومًا والجنوب خصوصًا شكّلت فترة أعياد الميلاد ورأس السنة هذا العام محطة لافتة في الحركة التجارية في أسواق مدينة النبطية حيث يمكن القول إن الحركة كانت أفضل نسبيًا من العام الماضي، الذي جاء مباشرة بعد حرب ضارية تركت آثارًا نفسية واقتصادية عميقة على الناس والأسواق، لافتاً أنه هذا العام، ورغم استمرار الاعتداءات والواقع الأمني الضاغط شهدنا حركة تجارية نشطة مقارنة بالسنة الماضية ويعود ذلك إلى مجموعة أسباب أبرزها الروح العالية لدى أبناء الجنوب الذين يحبّون الحياة والفرح ويتمسكون بمظاهرها رغم أنهم يعيشون في جغرافيا ملاصقة لعدو شرس لا يعرف الرحمة مؤكداً ان الجنوبيين بطبيعتهم يرفضون الاستسلام للخوف ويصرّون على الاستمرار بالحياة وهذا ما انعكس مباشرة على الأسواق”.

أما لجهة الإقبال والسياح والمغتربين، فلفت جابر إلى أن هناك حضورا للمغتربين والسياح لكنه ما زال خجولًا ومحدودًا مقارنة بالسنوات الطبيعية، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة والاعتداءات المتكررة، التي تحدّ من حركة السفر والقدوم، خصوصًا من الخارج، “ومع ذلك، فإن مجرد وجود هذا الحضور ولو بنسبة محدودة يُعد مؤشرًا إيجابيًا ورسالة ثقة بالمدينة وأسواقها”.

وفي ما يتعلّق بموسم الأعياد هذا العام وصفه جابر “بالموسم المتواضع – الجيد، وهو أفضل من الموسم الماضي دون شك، مع آمال بأن تشهد المرحلة المقبلة تحسّنًا إضافيًا إذا ما ساد هدوء نسبي واستقرار أمني، لأن الأسواق بطبيعتها تتفاعل سريعًا مع أي مناخ إيجابي”.

أما على صعيد افتتاح المؤسسات الجديدة فقال جابر: “منذ بدء وقف إطلاق النار تشهد مدينة النبطية حركة ملحوظة في افتتاح المحال والمؤسسات والمكاتب والعيادات والمراكز المختلفة، وهذا الأمر لافت ومشجّع، ويؤكد مجددًا على أهمية النبطية كمركز تجاري وخدماتي أساسي، نظرًا لموقعها الاستراتيجي الذي يخدم أكثر من 42 قرية محيطة، ما يجعلها قلب الحركة الاقتصادية في المنطقة”.

وبالنسبة إلى الأسعار، أشار جابر إلى “أن معظم التجار حرصوا على مراعاة الأوضاع المعيشية الصعبة، فكانت الأسعار مدروسة إلى حدّ كبير، وتناسب شرائح واسعة من المواطنين، مع تفاوت طبيعي بحسب نوع البضائع وجودتها. “وقد لمسنا حرصًا واضحًا من التجار على الحفاظ على زبائنهم، وعدم تحميلهم أعباء إضافية”.

وقال: “شهدت الأسواق برامج عروضات وتخفيضات خاصة بالأعياد، شملت مختلف القطاعات، من الألبسة والأحذية إلى الهدايا والحلويات والمطاعم، في محاولة لتحريك السوق وتشجيع الشراء، ولإبقاء نبض الحياة حاضرًا في المدينة”.

وختم جابر بالقول: “رغم كل التحديات، تثبت النبطية مرة جديدة أنها مدينة لا تنكسر، وأن أسواقها وأهلها وتجارها يشكّلون خط الدفاع الأول عن الاقتصاد المحلي، و نحن نؤمن بأن الاستقرار هو المفتاح الحقيقي لازدهار الأسواق، ونأمل أن تحمل المرحلة المقبلة مزيدًا من الأمان، لأن هذه المدينة تستحق الحياة، وأهلها يستحقون الفرح”.

*في صور: الحركة ممتازة رغم استمرار الاعتداءات الاسرائيلية

نائب رئيس جمعية تجار صور حسن ضاهر أشار إلى “أنه بالرغم من الإعتداءات الإسرائيلية على الجنوب كانت الحركة في صور خلال فصل الصيف ممتازة و كان هناك نسبة عالية من المغتربين أحدثوا فرقاَ في الأسواق التجارية وفي المطاعم في مدينة صور، لافتاً أن الجمعية أقامت في نهاية فصل الصيف عيد الوحدة الإسلامية في ذكرى المولد النبوي الشريف واستمرت الاحتفالات والنشاطات والأسواق التقليدية في ساحة صور لغاية شهر أيلول”.

وعن تحضيرات عيد الميلاد تحدث ضاهر عن “القرية الميلادية التي قامت بتحضيرها بلدية صور بالتنسيق مع جمعية التجار “.

لافتاً إلى “أن الحركة كانت رائعة على مدى ١٣ يوما في فترة الميلاد و كان هناك إقبال جديد من القرى المجاورة على أسواق مدينة صور سيما ساحة القسم وشارع المرفأ والحارة وشارع الكنائس”.

ولا ينفي ضاهر” بأن الحركة تتأثر بالضربات الإسرائيلية لكن بالرغم من أن الجنوب ما زال محاصراً ويتعرض لقصف يومي الحركة جيدة لكن من المؤكد أنها ستكون أفضل في حال انتهاء الحرب”.

*في جونية: نسبة الحجوزات في المطاعم والفنادق قد تبلغ 100 %

رئيس جمعية تجار جونية جاك الحكيّم قال للديار: “بدأت الحركة في الأسواق منذ إطلاق مهرجانات جونية ونشطت مع عيد الميلاد وهي مرشحة للإرتفاع سيما في الأسواق والمرافق السياحية في أعالي كسروان والفتوح مع تساقط الثلوج، مؤكداً أن أصحاب المؤسسات حاضرون لاستقبال كل الضيوف”.

ورداً على سؤال عن نسبة الحجوزات لفت الحكيم إلى “أنها وصلت إلى حدود ٨٠ % و قد تصل في رأس السنة إلى مئة بالمئة”مشيراً إلى “أن الحركة في الأسواق ناشطة سيما في جونية والكسليك حيث حصل نقلة نوعية بعد مجيئ المغتربين بأعداد كبيرة هذا العام”.

وقال: نحن جهزنا الأسواق كي تكون حاضرة لاستقبال الوافدين مع أسعار مدروسة لاستقطاب كل الناس، لافتاً ان الحركة هذا العام أفضل من السنة الماضية بنسبة تتراوح بين ٤٠ و ٥٠ % تقريباً والأفضل منذ العام ٢٠١٧”.

وأشار الحكيم رداً على سؤال “أن عدد السياح العرب والأجانب قليل وأغلبية الرواد هم من اللبنانيين المقيمين والمغتربين بنسبة ٨٠% تقريباً، لافتاً أن الحجوزات في المطاعم ( مفولة) لغاية رأس السنة، مؤكداً أن جمعية تجار جونية كسروان الفتوح قامت بتحضير السوق لاستقبال الأعياد من حفلات ومهرجانات ودرس للأسعار في الأسواق التجارية كي تكون مناسبة للجميع، متمنياً أن تستقر الأوضاع الأمنية والسياسية ” ونحن كفيلون بان نُحدث نقلة نوعية في الأسواق التجارية في جونية وكسروان الفتوح”.

*في طرابلس: الحركة خجولة مع تراجع القدرة الشرائية

رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري اعتبر “موسم الميلاد من أهم الأشهر التي نعتمد عليها كتجار لكن بعدما أتحفتنا الحكومة بإقرار قانون الفجوة المالية وقانون الإيجارات تعرضنا لأزمة كبيرة فالدولة تعمد إلى فرض ضرائب دون تقديم خدمات في المقابل لافتاً، أنه لم يتبق قوة شرائية في المنطقة واذا استمر الوضع على ما هو عليه فنحن ذاهبون إلى أزمة كبيرة جداً”.

ورداً على سؤال حول الحركة في الميلاد قال الحريري: “الحركة كانت مقبولة وهناك نسبة جيدة من الإغتراب والمشكلة تكمن في انعدام القوة الشرائية في المنطقة وعدم تمويل للقطاع التجاري والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، معتبراً أن شهر الميلاد هو شهر أساسي من أشهر العام لأنه يغطي مصاريف كل السنة “.

وإذ رفض الحريري الضرائب التي تُفرض على المواطنين، قال : “اليوم نحن نعتمد على المغتربين وليس على الأسواق الداخلية والحركة الإقتصادية الداخلية، مشدداً على ضرورة أن تقدم الدولة خدمات للمواطنين وأن تعيد النظر بقانون الفجوة المالية”.

*في البترون:نسبة عالية من الحضور الأغترابي والحركة ناشطة ومشجعة

رئيس جمعية تجار البترون وقضائها جيلبر سابا قال للديار:

“مع إقتراب عيد الميلاد شهدت أسواق البترون حركة ناشطة وملحوظة مقارنة بالأشهر السابقة، و يمكن القول إن نسبة الإقبال كانت جيدة إلى مرتفعة، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع، مع حضور واضح للمغتربين الذين توافدوا لقضاء الأعياد في مسقط رأسهم، إضافة إلى زوار من مختلف المناطق اللبنانية وعدد لا بأس به من السياح الأجانب.” معتبراً “أن هذا التنوّع أعطى الأسواق دينامية إيجابية وساهم في تحريك العجلة الاقتصادية”.

ووصف سابا موسم الأعياد هذا العام “بالمشجّع والواقعي في آنٍ معاً، فرغم الظروف الاقتصادية العامة، هناك تحسّن نسبي في المزاج العام وثقة أكبر لدى المستهلك مقارنة بالعام الماضي. والمؤشرات الحالية تدلّ على حركة أفضل من موسم الأعياد السابق، سواء من حيث عدد الزوار أو التفاعل مع الأسواق والمطاعم والمقاهي، ما يعكس قدرة المدينة على الصمود والتجدد”.

ولفت سابا إلى أن هناك عدداً من “المؤسسات الجديدة التي بدأت أو ستبدأ بالافتتاح خلال فترة الأعياد ومطلع العام المقبل، لا سيما في قطاعات المقاهي، المطاعم، المحال الحرفية والتجارية الصغيرة”.معتبراً “أن هذا الأمر يعكس ثقة المستثمرين المحليين بالمدينة وبقدرتها على الاستمرار كوجهة سياحية وتجارية، رغم كل التحديات”.

ورداً على سؤال حول الأسعار وهل تناسب مختلف الطبقات؟

أكد سابا “أن الأسعار في أسواق البترون تراعي إلى حدّ كبير واقع القدرة الشرائية، مع حرص معظم التجار على تقديم خيارات متنوعة تناسب مختلف الفئات، وهناك توازن بين الجودة والسعر، إضافة إلى عروض مدروسة تتيح للزبائن التسوّق براحة أكبر خلال فترة الأعياد”.

وقال: “رافق موسم الأعياد هذا العام برنامج متكامل من العروضات والأنشطة، شكّل مهرجان Batroun Capitale de Noël محوره الأساسي. هذا المهرجان لم يكن مجرد حدث احتفالي، بل منصة جامعة هدفت إلى تحريك الأسواق، دعم المؤسسات التجارية، وتعزيز صورة البترون كمدينة نابضة بالحياة خلال فترة الأعياد وصلت أصداؤها الى العديد من دول العالم، و تخلّل المهرجان سلسلة فعاليات امتدّت على عدة أسابيع، شملت عروضاً فنية وموسيقية حيّة، نشاطات مخصّصة للأطفال والعائلات، أسواق ميلادية، وزينة وإضاءة أضفت طابعاً احتفالياً مميّزاً على شوارع المدينة القديمة والسوق التجاري، مشيراً إلى أن هذه الأجواء شجّعت الزوّار على تمضية وقت أطول في المدينة، ما انعكس إيجاباً على الحركة التجارية والمطاعم والمقاهي”.

وبالتوازي، أطلقت العديد من المؤسسات التجارية عروضاً خاصة بالمناسبة، شملت باقات هدايا، وعروضاً ترويجية صُمّمت لتناسب مختلف الشرائح الاجتماعية، مع الحفاظ على جودة المنتجات والخدمات.

ورأى سابا أن “هذا التكامل بين الفعاليات الثقافية والتجارية خلق تجربة متكاملة للزائر، حيث اجتمع التسوّق بالترفيه والاحتفال، مشيراً إلى أن جمعية تجار البترون وقضاءها تواصل العمل على مبادرات وبرامج جديدة للفترة المقبلة، انطلاقاً من رؤية تهدف إلى تحويل المناسبات الموسمية إلى محطات اقتصادية وسياحية مستدامة، على أن يتم الإعلان عن التفاصيل في الوقت المناسب”.

في الأشرفية :انتعاش في حركة الاسواق التجارية والمطاعم

رئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد قال للديار: “الحركة في فترة عيد الميلاد كانت جيدة نسبياً وتحسنت عن السنة الماضية بنسبة تتراوح بين ٢٥ و ٣٠% ، لافتاً أن عدد المغتربين كان جيداً وكذلك كان هناك عدد لا بأس به من السياح”.، مشيراً إلى “أن الأسعار في لبنان إن كان في المطاعم أو الأسواق التجارية أصبحت مقبولة مقارنةً مع البلدان المجاورة وهذا ما أدى إلى انتعاش الأسواق نوعاً ما” .

*في بربور:نسبة التحسن في المبيعات بلغت 25 %

رئيس جمعية تجار بربور رشيد كبير لفت في حديث للديار : “أن الحركة كانت ناشطة في الأسواق التجارية في فترة الميلاد سيما بعد زيارة البابا إلى لبنان التي بردت الأجواء وأعطت أملاً بأن يحصل نوع من الحل للأزمات في لبنان ، مؤكداً ان هذه الإيجابية كان لها انعكاس على الأسواق .

ورداً على سؤال حول الحركة في عيد الميلاد قال الكبير : “الحركة كانت جيدة في قطاع الألبسة والكماليات التي تحسنت بنسبة ٢٥% عن السنة الماضية، معتبراً أن هذه خطوة إيجابية .

وتمنى أن لا تحصل إنتكاسة أمنية سيما وأننا قادمون على شهر رمضان وأعياد الفطر والأم، متوقعاً أن تتحسن الحركة بنسبة ٣٥% “.

وإذ تأمل الكبي “أن تسير الأمور السياسية والأمنية والإقتصادية بطريقة إيجابية تنعكس إيجاباً على الأسواق التجارية، أشار إلى مشكلة يعاني منها التجار وهي إقرار قانون الإيجارات الغير سكنية، لافتاً إلى أن هناك تفاوضا مع أصحاب الأملاك ، متأملاً أن تصبح الأمور أفضل ونطوي صفحة قديمة ونبدأ صفحة جديدة سيما في الوضع الإقتصادي والمالي”.

مصدرالديار - أميمة شمس الدين
المادة السابقةالنقابات نحو التحرك ضد قانون الفجوة المالية
المقالة القادمةوزارة الزراعة: مشاريع دعم ألقطاع الزراعي بلغت كلفتها 320 مليون دولار خلال 10 أشهر