انتقل وزير الاقتصاد، أمين سلام، بتكليف من الحكومة، إلى مرحلة البحث عن بدائل وحلول ممكنة لبناء إهراءات للقمح والحبوب، في ظل التباينات القائمة حول آلية هدم إهراءات مرفأ بيروت.
وفي خطوة أولية، زار سلام طرابلس، أمس الأربعاء 9 آذار، حيث تسلم من رئيس غرفة التجارة والصناعة توفيق دبوسي دراسة جدوى حول مشروع تشييد إهراءات القمح والحبوب في حرم مرفأ طرابلس، “بهدف توفير الأمن الغذائي الاستراتيجي”، وفق دبوسي.
ولاحقًا، توجه سلام إلى مرفأ طرابلس، حيث التقى مدير عام المرفأ، أحمد تامر، وأطلعه على الخطط الإنمائية الاستراتيجية، وحركة الملاحة التجارية البحرية؛ كما زار المنطقة الاقتصادية الخاصة، واطلع مع رئيسها بالإنابة المهندس حسان ضناوي على المراحل التي قطعتها الأعمال المتعلقة بالمنطقة.
لكن، ماذا عن مشروع بناء الإهراءات؟
يقول أحمد تامر في حديث لـ”المدن”، إن مشروع بناء الإهراءات في مرفأ طرابلس، هو من ضمن المخطط التوجيهي الذي وضع في العام 2017 وجرى تحديثه لاحقًا، وهو ما ركز الوزير عليه باجتماعه، واطلع عليه لدراسة إمكانية تنفيذه.
وحسب تامر، فإن بناء إهراءات في مرفأ طرابلس قد يشكل خطوة تنافسية عالية، لأن كل الأمور اللوجستية جاهزة لتنفيذ المشروع، على مساحة أرض تبلغ نحو 36 ألف متر مربع، وعمق المياه الملاصقة يبلغ نحو 15 مترا، أي يمكن استقبال بواخر ضخمة وكبيرة إذا بنيت هذه الاهراءات.
ويتحدث تامر عن جهوزية مرفأ طرابلس بالكامل لبناء الإهراءات، مذكّرًا أن هدم صوامع مرفأ بيروت قد يستغرق وقتًا ومسارًا طويلًا، ماديًا ولوجستيًا وتقنيًا، خصوصًا أن الأرض هناك تحتاج لفحوص كثيرة، بعد تداول معطيات عن عدم صلاحيتها لبناء إهراءات جديدة، بسبب الأضرار الكبيرة التي أصابت تربتها جراء الانفجار، وفقه.
ويُعد مرفأ طرابلس أحد الخيارات الأساسية التي تبحث فيها اللجنة الحكومية (المتابعة للملف)، لبناء إهراءات جديدة، خصوصًا بعد اشتعال الحرب الروسية على أوكرانيا، ومواجهة لبنان لمصاعب كبيرة، كسائر دول المنطقة التي تستورد قمحها من أوكرانيا ومحيطها. لكن المعضلة الخاصة بلبنان هي عدم قدرته على التخزين منذ انفجار 4 آب 2020.
ويلفت تامر إلى أن بناء اهراءات بسعة 100 ألف طن من الحبوب والقمح في مرفأ طرابلس، قد يحتاج نحو 15 مليون دولار. ورغم أن المبلغ ليس كبيرًا برأيه، لكن المشكلة تكمن بكيفية توفيره، إذا لم تبادر جهة خارجية إلى تمويل المشروع، سواء بمرفأ طرابلس أو غيره من المرافئ اللبنانية.
وفي السياق، تفقد الوزير سلام 3 سفن في مرفأ طرابلس تفرغ القمح والذرة والأرز.
ويوم أمس الثلثاء، كانت قد وصلت إلى مرفأ طرابلس سفينة من أوكرانيا محملة بـ 11000 طن من القمح جرى تفريغها، ثم عادت إلى أوكرانيا على أن تعود إلى المرفأ بعد تحميل عنابرها بالقمح.
ورغم أن الأمن الغذائي بالمنطقة يواجه تحديات كبيرة بعد الحرب الراهنة، يشير تامر إلى أن المساعي مستمرة لاستقدام مزيد من المخزون الذي يحتاجه لبنان. لكن المشكلة وفقه، هي بعدم وجود إهراءات تحت اشراف الدولة وبوصاية وزارة الاقتصاد، لتوفير الاحتياطي اللازم من القمح والحبوب، ولمنع الاحتكارات بالأفران.
وقال إن الحاجة ماسة لوضع كل الاعتبارات السياسية والمناطقية جانبًا، وللشروع ببناء إهراءات وبمواصفات عالية بعد توفير التمويل لها، “حمايةً للبنانيين وأمنهم الغذائي، ولاستثمار كل المقومات التي تمتلكها المرافئ اللبنانية”.