المطلوب الاسراع في تأمين وصول الهبة الجزائرية وباخرة الوقود العراقية
لم يقف رئيس مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال الحايك موقف “المتفرج “حيال عدم التأخير في امداد العراق للبنان بالغاز اويل، بل ارسل سلسلة من الكتب الى المسؤولين اللبنانيين يعلمهم باحتمال الوصول الى العتمة الشاملة في حال لم يتم تدارك الامر لكن ان تصل الامور الى تحميله كل مآسي الكهرباء وتنصل بقية المسؤولين من تحمل المسؤولية وتقديمه كضحية الكهرباء حيث يعرف القاصي والداني ان ازمة الكهرباء ليس هو سببها بل ثلاثة امور :اولها البيروقراطية الادارية التي تتحكم بكل شرايين ادارات الدولة وثانيها التجاذبات السياسية التي قضت على اي امل بالمعالجة رغم الخسائر المادية التي وصلت الى ٤٠ مليار دولار وثالثها تحكم امراء ومافيات اصحاب المولدات الخاصة بكل مفاصل الازمة الكهربائية ورابعها تدخل مجلس الوزراء مباشرة في اي اتفاق او تمويل او شراء او مناقصة لمؤسسة الكهرباء وخصوصا في ما يتعلق بقوننة مجلس النواب الاتفاق الذي تم مع الحكومة العراقية .
وكان مجلس ادارة الكهرباء برئاسة الحايك قد لفت إلى أن “مؤسسة كهرباء لبنان ومنذ شهر أيار 2024 وهي تراسل بصيغة ”عاجل وهام جدًا” جميع المعنيين من أجل تدارك مسألة أي خلل من شأنه أن يؤثر في ديمومة إنتاج الطاقة ومما سيؤدي إلى توقف معملي الزهراني ودير عمار عن الإنتاج قسريًا، إذ إنها قد أرسلت إلى كل من وزير الطاقة والمياه (مع إبلاغ نسخة إلى المديرية العامة للنفط):
• الكتاب رقم 2898 تاريخ 25/06/2024 • الكتاب رقم 3464 تاريخ 29/07/2024 وجانب المديرية العامة للنفط (مع إبلاغ نسخة إلى معالي وزير الطاقة والمياه): • الكتاب رقم 3197 تاريخ 16/07/2024 • الكتاب رقم 3463 تاريخ 29/07/2024 • الكتاب رقم 3516 تاريخ 31/07/2024 • الكتاب رقم 3541 تاريخ 05/08/2024 • الكتاب رقم 3595 تاريخ 13/08/2024
ولم يردها أي جواب رسمي خلال الشهرين الماضيين وذلك لغاية ورود قرار مجلس الوزراء رقم 49 تاريخ 14/08/2024ومن ثم كتاب وزير الطاقة والمياه رقم 135/ت/23 تاريخ 14/08/2024علمًا أنه كان يقتضي أن تتم معالجة المسائل المثارة في مراسلات المؤسسة السبع والإجابة عليها في حينه. تجدر الإشارة الى سلسلة الاجتماعات التي تم عقدها مع مختلف المعنيين خلال الشهرين الماضيين حيث كان يتم التأكيد والتطمين خلالها على أنه قد تم تذليل العقبات أمام مسالة توريد شحنات الغاز أويل وذلك بموجب اتفاقية المبادلة العراقية وهذه الاجتماعات موثقة جميعها”.
ولعل السبب في كتاب ميقاتي الى التفتيش المركزي يعود الى عدم انعقاد مجلس ادارة الكهرباء لان رئيسه كان في اجازة ادارية معترف بها ولكن كتاب ميقاتي لم يذكر الكتب التي ارسلها الحايك الى وزير الطاقة ومجلس الوزراء عن تحذيره من العتمة الشاملة في حال لم تصل الشحنة العراقية بسبب تلكوء السلطة اللبنانية في الايفاء بالتزاماتها.
وبات معروفا أن المشكلة المتفاقمة منذ فترة، هي أن الاتفاق مع العراق يحتاج إلى قوننة في مجلس النواب اللبناني لتخصيص اعتمادات في الموازنة، تتيح لمصرف لبنان أن يسدد ثمن الشحنات في الحساب .
ويبدو ان مشكلة الكهرباء هي مشكلة المشاكل والتي من خلالها اهدرت الاموال الطائلة بسبب التجاذبات السياسية المستمرة منذ اكثر من عشر سنوات رغم ان وزير الطاقة اعد خطة طوارىء بقيت حبرا على ورق ولم ينفذ منها اي شيء، ولعل المواطن يسأل اليوم لماذا العتمة الشاملة في الوقت الذي ندفع فيه اعلى تعرفة التي باتت تقارب تعرفة المولدات الخاصة واين الاموال المجباة خلال الاشهر الماضية ولماذا يستمر هذا التقنين القاسي الذي وصل الى العتمة الشاملة واين الحملة التي قامت بها مؤسسة كهرباء لبنان بموازرة القوى الامنية لازالة التعليقات وتخفيف الهدر من السرقات على الشبكة .
كل هذه الاسئلة يطرحها المواطن ولا يجد جوابا مع الاستمرار في تحمل الاعباء المالية دون النظر في امكان تفعيل التغذية الكهربائية التي وجدت املا جديدا تمثل في الهبة الجزائرية التي ستساعد المؤسسة ليس على تطبيق نظام التغذية اربع ساعات بل زيادتها الى ست ساعات او اكثر، اضافة الى تنفيذ السلطات العراقية توقفها عن امداد لبنان بالمحروقات .
كل هذه العوامل تعطي املا في هذا الظلام الدامس الذي منه يجب الانطلاق ولكن في ضوء التحقيقات التي سيقوم بها التفتيش المركزي وان كان احساس المواطنين عدم توقيف اي مسؤول عن هذا الملف .
نعود الى السؤال الاساسي: متى تعود التغذية الى المواطنين؟
عن هذا السؤال يرد وزير الطاقة وليد فياض :
بالنسبة لاعادة التغذية بالكهرباء بشكل متدرج، فاليوم لدينا 200 ميغاوات من مخزون الديزل الذي تم أخذه من المنشآت بطريقة الإعارة وهذا سيستمر معنا حتى نهاية الاسبوع، واذا تمت الحاجة الى اكثر من ذلك فيمكن عندئذ “فتح الحنفية “، وشركة الكهرباء يمكنها اعادة هذه الكميات، ومن المتوقع ان يكون تم فتح الاعتماد من قبل مصرف لبنان ومن شركة كهرباء لبنان وبالتالي ليس هناك اي عوائق ويمكن تعبئة “سبوت كارغو” التي ستتم تعبئتها في مصر وستكون متوافرة في 26 آب في لبنان، وعندئذ ترتفع التغذية تدريجيا الى 600 ميغاوات، وهذا ما كان متوافرا لدينا في السابق في ظل استقرار نسبي للطاقة اي بحدود 5 الى 6 ساعات” .