إيجابية مفرطة ميّزت لقاء وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار بعدد من فاعليات عكار أمس في سرايا حلبا الحكومي، خلال اليوم الأول من زيارته إلى المحافظة التي تستمرّ يومين إضافيين. لم يبرّر الأخطاء واستمع بعناية إلى الشكاوى الكثيرة معلناً عن إلغاء خطوة ملء الاستمارة عبر منصة IMPACT أو مراجعة الخط الساخن 1747، للاستفادة من برنامجي «أمان» و«الأسر الأكثر فقراً». وأكد أن الوزارة ستتولى بنفسها الكشف اللازم والزيارات المنزلية لتحديد من هم الأكثر فقراً.
وكان مخاتير المنطقة توجهوا إلى اللقاء محمّلين بعشرات الشكاوى والانتقادات بعدما «طفح الكيل من الاستنسابية والتمييز واللاعدالة في انتقاء المستفيدين من تقديمات برامج وزارة الشؤون الاجتماعية». برأي متابعين «من المفترض أن يلتفت البرنامجان بداية إلى غير المنتسبين للجهات الضامنة، وغير الموظفين أو المتقاعدين. فمن غير المنطقي أن يستفيد المتقاعدون من خدمات الوزارة، في حين يئنّ العجزة وأصحاب الاحتياجات الخاصة، أو من يحملون بطاقة «إعاقة» صادرة عن الوزارة من الفقر والجوع والعوز».
يقول مختار بلدة مشحا لقمان علوش «هناك أسر تتقاضى رواتب بالدولار الفريش تسجلت، فيما استبعدت أخرى معدومة من دون أي تبرير، كما جرى شطب أعداد كبيرة من الأسر المستفيدة من دون وجه حق، وهذا يطرح تساؤلات عن كيفية تسيير عمليات التسجيل والقبول والاستفادة في ظلّ الشكوى المتفاقمة من قبل فقراء عكار، واللافت أنه حين نقوم بزيارة مراكز الشؤون لتقديم شكوى وطلب الكشف، لا تتم الاستجابة لنا»، مؤكداً «وجود عائلات معدمة، وهناك مكفوفون يعيشون على الإحسان فيما وزارة الشؤون غائبة وتقول إنها غير معنية!».
بدوره يشكو مختار بلدة الشيخ طابا يعقوب جريج لـ«الأخبار»، من أن غالبية الأهالي الذين يحملون بطاقات من وزارة الشؤون «يشعرون بأن لا قيمة لها، ولا يتم الاعتراف بها، نحن نفهم أن 80% من المواطنين هم فقراء في ظلّ هذه الأزمة ولكن هناك معدومون، ومنهم المرضى وأصحاب الإعاقة الجسدية الذين لا يجدون إمكانية لتلقي العلاج في المستشفيات بعدما كان أصحاب بطاقات الإعاقة معفيين من رسوم الاستشفاء».
تلقف حجار هذه الشكاوى وغيرها برحابة صدر، خلال لقائه رؤساء اتحادات بلديات عكار وعدد من النواب والمخاتير في سراي حلبا الحكومي، في حضور محافظ عكار عماد لبكي، قاطعاً الطريق على أي احتجاج، معترفاً بالأخطاء التي ارتكبت من قبل بعض البرامج.
اعتراف الوزير، والإيجابية المطلقة في تلقي كلّ الانتقادات وعدم محاولة التبرير، صدم الحاضرين الذين تعبوا من المراجعات المتكررة على مدار سنتين، من دون أي نتيجة، وسط إقفال العديد من مراكز الشؤون (22 مركزاً موزعة على مختلف اتحادات المحافظة) في البلدات، وتذرّع الموظفين بأنهم غير معنيين بما يجري.
ليس خبر إلغاء المنصة، أو التخلص من الخط الساخن، الأمران الإيجابيان في زيارة حجار، وإنما إعلانه بأن العمل سيتركز على إعادة تفعيل مراكز الخدمات في المحافظة واستعادة وزارة الشؤون لدورها، وتحديداً لجهة تلقي شكاوى المواطنين وإجراء الكشف اللازم والزيارات المنزلية لتحديد من هم الأكثر فقراً. مؤكداً أن «الزيارات ستنطلق خلال شهر شباط لكلّ من برنامج «أمان» و«الأكثر فقراً»، بما يزيد على 80 ألف زيارة بشكل سريع، على أمل استكمال هذين البرنامجين عبر تعزيز المستفيدين وأعدادهم، والبدء فوراً بتقديم المساعدات اللازمة لمدة سنة، مع تأكيده على أن الأولوية ستكون لكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وعلى المراكز الموجودة في عكار القيام بهذه الخطوة وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت من قبل بعض البرامج والتي تجاوزت وفقاً للقانون وزارة الشؤون، ولذلك نعمل اليوم على استعادة هذا الدور وتأمين المقومات الأساسية لسير عمل هذه المراكز».
كما تطرق حجار لموضوع النازحين، وأكد «أننا سنطلع على أوضاع النازحين الإنسانية مع التأكيد على ضرورة إعادتهم إلى بلادهم فهذا الأمر أولوية بالنسبة لنا».