أثار رئيس لجنة الاقتصاد النيابية #النائب فريد البستاني قضية #تخزين بطاريات الليثيوم في #مرفأ بيروت في ظل انعدام شروط السلامة العامة ما قد يعرّضها للانفجار. فما حقيقة مخاطر تلك البطاريات وما علاقتها بقانون إعفاء المواد المستخدمة لإنتاج الطاقة الشمسية من الجمارك؟
لمرفأ بيروت المنكوب منذ الرابع من آب عام 2020 جرح نازف ولا تزال الأنظار متجهة الى مسرح أكبر انفجار دمّره وتسبب بنكبة بيروت، وحتى لا تتكرر تلك المجزرة بحق لبنان وجب التنبيه إلى أي خطر محتمل.
يشرح البستاني لـ”النهار” أن “هذه البطاريات تُستورد بمستوعبات حديد بطبيعة الحال وعبر ما يعرف بـINCO وهي طريقة تستوجب توفير شروط التخزين وغيرها حتى لا تكون سبباً لانفجار والوصول الى كارثة نحن بغنى عنها”.
ويُذكر أن تلك البطاريات لا تُستورد عبر الطائرات لعدم توفر الشروط الملائمة، ويلفت البستاني الى “أن هذه البطاريات لا تزال تحت أشعة الشمس وبالتالي تبقى إمكانية انفجارها قائمة”.
لا يدّعي رئيس لجنة الاقتصاد النيابية أنه خبير في تلك المسألة ولكنه أثارها مع مدير مرفأ بيروت ورئيسة المجلس الأعلى للجمارك ريما فياض مكي، لإجراء المقتضى والإسراع في إخراج تلك البطاريات من حرم المرفأ.
بيد أن البستاني يكرر أنه حذر من تلك المخاطر ويجب أن يصار إلى إجراء المقتضى فقد حصلت انفجارات في أكثر من دولة ولا سيما في الخليج لبطاريات الليثيوم بسبب الحرارة المرتفعة وعدم مراعاة شروط التخزين، ويشير الى أن “فعالية تلك البطاريات بعد تعرّضها لتلك الحرارة المرتفعة في المستوعبات ستكون أقل والمشكلة لا تنتهي في المرفأ بل في تخزينها لاحقاً في المستودعات في حال انعدام شروط السلامة العامة”.
لكن هل من رابط بين قانون إعفاء الأجهزة والمعدات التي تعمل على الطاقة الشمسية من الضريبة على القيمة المضافة ومن الرسوم الجمركية، والتباطؤ في إخراجها من المرفأ لأن القانون صالح لآخر العام الحالي؟
يعتقد البستاني أنه يمكن ان يكون هناك رابط لأن مندرجات أحكام المادة 72 الواردة في القرار 640 من قانون الموازنة العامة لعام 2022 تنتهي في 31 كانون الأول ، ويوضح أنه “ينظر الى الأمر من ناحيتي الاقتصاد والسلامة العامة، فضلاً عن أن شركات التأمين لديها أيضاً شروط لتغطية الأضرار في حال انفجار تلك البطاريات وهي لا تغطي تغطية كاملة الأضرار المحتملة في حال غياب شروط السلامة العامة”.
ولكن هل الأمر مرتبط بمصالح تجارية وبالتالي لإخراجها ومن ثم بيعها بعد انتهاء فترة الإعفاء من الرسوم الجمركية ما لم يتم تعديل المادة 72 من قانون موازنة العام 2022؟
يجزم البستاني بأنه أثار قضية البطاريات من منطلق الخشية من حدوث أي انفجار.
بحسب إرشادات السلامة العامة يجب تخزين بطاريات الليثيوم في بيئة يمكن التحكم في درجة حرارتها. والحرارة لا يجوز أن تتخطى 40 أو 45 درجة مئوية، ولكن بطاريات الليثيوم في المرفأ موجودة في مستوعبات حديدة بطبيعة الحال وتلك المستوعبات تحت أشعة الشمس، ما يعني أن حرارتها حكماً ستكون أعلى من حرارة الطقس في هذه الأشهر وهي أصلاً موجودة في المرفأ منذ فترة ليست قصيرة.
تلك الأسئلة والهواجس التي طرحها البستاني يجب أن تكون الإجابات عنها من إدارة مرفأ بيروت والجمارك وما إن كان ثمة تحقق من تلك المخاطر المحتملة، ولا سيما أن الطرفين حضرا اجتماع لجنة الاقتصاد النيابية واستمعا الى ذلك الشرح والتحذير.