أثّرت الحرب الدائرة على قطاع غزّة كثيراً على لبنان، شظاياها طالته حتى الساعة بشكل غير مباشر وأصابته في صميم الاقتصاد والقطاع السياحي، الذي كان جيّداً لا بل هو من أفضل السنوات التي معها بدأت البلاد مرحلة النهوض.
طبعاً مع ما يحصل في غزّة من دمار وخسائر في المدنيين لا يُمكن المقارنة، ولكن لبنان عانى ما عاناه منذ العام 1975 وصولاً إلى 1989، وصولا الى الاحتجاجات التي بدأت في العام 2019 وأدّت إلى أزمة إقتصادية حقيقية دفعت باللبنانيين إلى الهجرة.
اليوم، وبعد أن بدأ القطاع السياحي يستعيد عافيته اندلعت الحرب في غزّة، وبدأت الدول تطالب رعاياها بمغادرة لبنان، الأمر أثر على الحركة السياحية. وحتى الأسبوع الماضي، كان المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن يؤكد أن “حركة المغادرة من مطار بيروت لا تزال طبيعيّة بالمقارنة مع المواسم السابقة”.
وهنا يشير أمين سر نقابة المطاعم خالد نزهة إلى أن “موضوع الأحداث في غزة ترافق مع انتهاء الموسم السياحي وكنا نتمنى ألاّ يحدث ما حدث”، لافتاً إلى أن “حركة المطاعم تراجعت بنسبة 80%، والسبب الأساسي هو الدعوات التي وجهت إلى رعايا الدول لمغادرة لبنان، اضافة إلى ايقاف شركات الطيران وتقنين الميدل ايست لرحلاتها”.
ويوضح نزهة أن “إعتمادنا الأساسي هو على اللبنانيين القادمين من الخارج، وكنا ننوقع وجود سياحة مستدامة لحين الوصول الى فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، ولكن للأسف إذا إستمرت الأمور هكذا فإن كل ما قمنا به في فترة الصيف سيضيع، واليوم من فتح على سبيل المثال مطعماً سيواجه وضعاً صعباً للاستمرار، وكل الأمور مرتبطة بالمستقبل وبمتى ستنتهي الحرب”.
ويذهب نزهة أبعد من ذلك ليتحدث عن قطاع السهر، حيث يعتبر أنه “إنضرب” لأن الناس التي تدفع الأموال وتأتي الى لبنان للسهر غادرت”، ويضيف: “هناك أشخاص يحضرون فقط أسبوعياً، في نهاية الاسبوع للسهر، ولن يتجرأوا أبداً على العودة”.
بدوره، يشدد نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر، على أننا “كنا سندخل إلى موسم خريف واعد جداً يكون تكملة للجهود التي قام بها القطاع الخاص، حيث استطعنا أن نصل إلى صيف كان ممتازاً، وكانت الوتيرة مستمرة وشعرنا أن هناك نمواً بقدوم المغترب اللبناني الذي لبّى النداء، وأيضاً هناك عدد لا بأس به من السوّاح الّذين دخلوا البلد، ولكن ومع الحرب في غزة هذه كلها لم تعد موجودة ودخلنا من جديد في مرحلة ركود لأن الوضع معدوم”.
ويؤكد الأشقر أنّ “حجوزات بعض الفنادق هي صفر غرف، وما بين 3 إلى 5% في المؤسّسات الكبرى، فيما بعض المؤسسات خارج بيروت أقفلت أبوابها لأنّها عادت مؤسسات موسمية”.
في المحصّلة، أثرت الحرب في غزّة على القطاع السياحي في لبنان، على أمل أن تنتهي قريبًا ولا تتوسع أو تتطور فتكون الخسائر أكبر.