الخوف سيّد الموقف… فالوضع تغيّر رأساً على عقب بعد اندلاع حرب غزة، وإن لم تكن التطورات وصلت بحماوتها إلى لبنان، لكن التردّد والقلق يعرقلان نشاط القطاعات كافة ليسود الترقّب والحذر انتظاراً لما ستحمله الأيام المقبلة، أقلّه على المدى القريب.
حالة من الخوف والتردّد والتساؤل تسيطر على أصحاب حجوزات السفر، بفعل تطورات الساحة الفلسطينية الساخنة ووصول نيران حربها المشتعلة الى الجنوب اللبناني… ولأن مصير هذه الحرب المندلعة لا يزال ضبابياً ولا مؤشرات حتى الآن على توقّفها، يبقى مصير حجوزات الطيران على أهبة الإلغاء في حال استمرّ التوتّر الأمني على حماوته.
“حتى اليوم لم نتلمّس أي تداعيات سلبيّة من حرب غزة على حركة الحجوزات…” يطمئن نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود عبر “الديار”، ويقول: لم يمرّ أسبوع على الأحداث الأمنية المستعرة في غزة والتي تشمل جنوب لبنان، وبالتالي من السابق لأوانه الحديث عن إلغاء حجوزات في حركة الطيران في اتجاه لبنان، ولا حتى عن قطع مدة الرحلة ومغادرة لبنان بصورة سريعة… كل ذلك لم يحصل حتى الآن.
لكنه يؤكد أن هذا الوضع “أحدث جواً من القلق وأثار الخوف في صفوف أصحاب الحجوزات الذين باتوا يقفون متردّدين متسائلين ما إذا كان الأنسب إلغاء الحجز أم لا! إنما بطبيعة الحال، في حال تمادى التوتّر الأمني وتطوّرت رقعة الاشتباكات بوتيرة خطرة ومفتوحة، فبالتأكيد ستترك ارتدادات سلبية جدا على البلاد عموماً وقطاع النقل الجوّي خصوصاً، وبالتالي سيتم إلغاء كثير من الحجوزات ويتراجع عدد الوافدين إلى لبنان إن كانوا أفراداً أو مجموعات… فمَن يريد السياحة في لبنان، يفتّش عن الأمن الذي يخلق لديه الطمأنينة وراحة البال في جولته السياحية في المناطق اللبنانية كافة”.
وينفي عبود أن يكون أحدٌ قد قطع إجازته أو رحلته في لبنان وغادر على عَجَل كردّة فعل تلقائية على أحداث غزة، ويوضح أنه “حتى الآن لا تزال البوصلة في نصابها، إلا في حال استمرت الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية ووصلت إلى ما لا يُحمّد عقباه، عندئذ ستتبدّل طبيعة حركة السفر ووضعيّة الحجوزات إلى الأسوأ، إن بالنسبة إلى حركة السفر إلى لبنان أو حركة المغادرة منه”.
ما قبل أحداث غزة: الحركة ناشطة
وفي العودة إلى مرحلة ما قبل أحداث غزة، يكشف عبود عن “تسجيل حركة حجوزات ناشطة مع نهاية موسم الصيف، على عكس السنوات السابقة حيث كانت تتراجع مع انتهاء شهر أيلول من كل سنة… لكن حتى تاريخ 2 و3 تشرين الأول الجاري كانت حركة الحجوزات لا تزال ناشطة، حيث يصل ما يقارب 12 و13 ألف راكب يومياً عبر مطار بيروت، وتقصد لبنان مجموعات سياحية من كل البلدان، أوروبا والعراق والأردن… إلخ. كذلك هناك طلب على الحجوزات حتى آخر العام، وليس فقط لشهرَي تشرين الأول وتشرين الثاني”.
ويكرّر أن “قبل الأحداث الفلسطينية كانت الحركة أفضل من اليوم وفي الوقت ذاته أفضل من الفترة ذاتها من العام 2022، حتى شعرنا وكأن موسم الصيف لم ينتهِ بعد! لكن للأسف هذه الحركة مهدَّدة اليوم، ولا نعلم ماذا سيكون مصيرها!”.
حجوزات الأعياد متنامية…
وعن حجوزات أعياد الميلاد ورأس السنة، يقول عبود: لم تتظهَّر الصورة بعد، لكن حجوزات موسم الأعياد تزداد يوماً بعد يوم، إنما لم نصل إلى مرحلة الذروة بعد لأن الوقت لا يزال مبكراً.