كشفت دراسة حديثة أن الضغط البسيط على الذراع والساق قد يفيد الدماغ، وأن الضغط الإضافي قد يساعد في تنظيم تدفق الدم إلى الدماغ، كما يزيد مستويات الجزيئات الواقية من السكتة الدماغية.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يضعون جهاز ضغط الدم المحمول على الذراع أو الساق لعدة دقائق، فإنهم يختبرون سيطرة أكبر على تدفق الدم إلى أدمغتهم، وفقا لما نقله موقع “لايف ساينس” عن دراسة أجراها مجموعة من الباحثين ونُشرت في مجلة “طب الأعصاب” الأربعاء.
وأفاد الباحثون أن هذه الطريقة زادت أيضا من مستويات الجزيئات الواقية في الدم، والتي سبق أن ذكرت دراسات أنها تلعب دورا وقائيا في الدماغ، مثل منع السكتة الدماغية.
وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن “تدريب” أعضاء الجسم عن طريق تقييد تدفق الدم، وبالتالي الأكسجين، إليها من خلال الضغط بشكل دوري على الذراعين والساقين، قد يجعلها أكثر مرونة عندما تنشأ مشاكل.
على سبيل المثال، قد يكون القلب المدرب أكثر مقاومة للتغيرات في تدفق الدم خلال نوبة قلبية.
وقال الباحثون إن مثل هذا التدريب قد يسمح للدماغ بتنظيم تدفق دم العضو بشكل أفضل، على الرغم من التغيرات في ضغط الدم، وهي عملية تسمى “التنظيم الذاتي للدماغ”.
وقال طبيب الأعصاب في المستشفى الأول بجامعة جيلين في الصين، الباحث في الدراسة، الدكتور يي يانغ: “من المعتقد عموما أن ضعف التنظيم الذاتي للدماغ قد يزيد من خطر إصابته بالسكتة الدماغية.. ولا يوجد حاليا أي تقرير عن كيفية تحسين التنظيم الذاتي للدماغ من أجل تقليل المخاطر”.
ويشعر الباحثون بالتفاؤل بأن هذه الضغوط البسيطة على الذراعين والساقين قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث قبل أن يتم التوصل إلى أي استنتاجات حول الوقاية من السكتة الدماغية.
منع السكتة الدماغية
وقال الباحث يانغ لموقع لايف ساينس: “على الرغم من أننا لا نستطيع استخلاص استنتاجات مفادها أن هذا التدخل يمكن أن يمنع السكتة الدماغية… فإننا ما زلنا متفائلين”.
وقال أستاذ طبيب الأعصاب بكلية طب جامعة جونز هوبكنز، بول نيكويست، والباحث في جامعة لودفيج ماكسيميليانز في ميونيخ، ماريوس جورجاكيس، إن هذه الدراسة “تعطينا نظرة فريدة من نوعها تتعلق بالطريقة التي تُمكن بعض مرضانا الذين يعانون من عوامل متعددة من خطر السكتة الدماغية، تجنب الضرر الذي قد يأتي مع السكتة الدماغية الحتمية”.
وعلى الرغم من التوصية، فقد لاحظ الباحثون أن هذه الدراسة أجريت على الشباب الأصحاء نسبيا وأنه لا ينبغي استقراء النتائج على كبار السن أو المصابين بأمراض الأوعية الدموية.
وقالوا: “الأفراد المصابون بأمراض الأوعية الدموية الدماغية والذين قد يستفيدون بالفعل من هذه النتائج، قد لا يكون لديهم استجابة ملحوظة لعملية ارتداء جهاز ضغط الدم”.
غير أن يانغ وفريق البحث، طالبوا بإجراء دراسات متابعة لفهم ما إذا كانت هذه الضغوطات قد تساعد أيضا المرضى أو الأشخاص الذين يعانون من زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.