حريق أوكرانيا يمتدّ إلى لبنان واستعداد لـ”حرب الخبز”

ليس العالم وحده يحبس انفاسه من الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا، أيضا لبنان. فما إن وضعت اوزارها حتى بدأ الحديث عن إرتفاع اسعار وفقدان وسلع، وكأنه لم يكن ينقصه سوى مزيد من التخبط الإقتصادي والمعيشي، اذ لم يتنفس الصعداء بعد من حرب الاسعار التي شنّها ضدّه التجار بكل مشاربهم، حتى يستعدّ لخوض معركة غلاء جديدة، وهذه المرة بسبب الحرب البعيدة المدى، وليس بسبب الدولار والمازوت والنقل والاشتراك وغيرها.

صحيح ان الوضع ما زال تحت السيطرة في ظل تطمينات اركان السلطة، الا ان المواطن بات لا يصدق شيئاً، وهذا ما تؤكده أم يوسف وقد بدأت تخزن الزيت والطحين وما امكنها، خشية رفع الاسعار. لا تتردد بالقول: «عدنا الى زمن الحرب، هذه المرة نتلمسها اكثر، وبما اننا ذقنا ويلاتها سابقاً، نتحضر لها وأبرز اسلحة المواجهة الطحين والغاز، لذا اجهد في تأمين ما أمكن».

الكل يخزّن ويشتري ما تيسّر له، الطحين اختفى من رفوف السوبرماركات، والزحف نحو متاجر بيعه يرتفع، ومن المتوقع ان يشهد تهافتاً ملحوظاً بداية الأسبوع، خشية رفع سعره اضعافاً مضاعفة.

الكل بدأ يستعدّ لجولة جديدة من المعركة الاقتصادية في لبنان، فالغلاء سيكون عنوان الاسابيع المقبلة، التي ستتفتح بإرتفاع اسعار المحروقات وستليها أسعار الطحين والزيت والسلع الغذائية وقد تنسحب على اسعار الدجاج واللحوم، وستنعكس الازمة على سعر المنقوشة، ولا يستبعد علي صاحب فرن رفع سعرها في ما لو ارتفع سعر الطحين «وربما نصل الى حد الاقفال في ما لو فقد الطحين، وبالتالي خسارة عملنا، فالطحين يدخل في سلع عديدة ولو انقطع مواطنون كثر سيصبحون بلا عمل وقطاعات قد تتوقف».

الى الطابونة در، وتخزين القمح، تقول فريال، وقد اشترت طابونة وصاجاً صغيراً استعداداً لاي أزمة طارئة، وتؤكد انها ستعدّ الخبز في المنزل في ما لو وقعت حرب الخبز الذي يجري الحديث عنها، «فنحن بلد فارط اقتصادياً لا نملك مخزون قمح ولا محروقات وكل سلعنا مستوردة، لو كنا بلداً صناعياً وزراعياً متطوراً لما كنا تأثرنا بالحرب هكذا، بل على العكس اقله تمكنا من المواجهة».

على طول الازمة التي عصفت بلبنان منذ قرابة السنتين لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من وضع خطة طوارئ، ولم تضع سياسة اقتصادية تقي الناس شر الاحتكار والغلاء، على العكس، أبقت القديم على قدمه من دون حلول او معالجات، ومع بدء حرب الروس والاوكران، كان الشعب اللبناني اول المتأثرين بها، فهو يرزح تحت وطأة ازمة اقتصادية خانقة بالإضافة الى الحرب التي ستعري الدولة اكثر وتفقد المواطن آخر اوراق المواجهة.

 

مصدرجريدة الأخبار - رمال جوني
المادة السابقةراشد: أصول الدولة… من الشعب وإلى الشعب تعود
المقالة القادمةخسائر مصرف لبنان راهناً 71 مليار دولار… وتزيد كل يوم!