حشد القوى البحثية والابتكارية لتفعيل «الكربون الدائري» في السعودية

بدأت في السعودية الجهات العلمية الدخول على خط التفاعل مع مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون الذي تتبناه المملكة عالميا، ويمثل ثورة في تقليص الانبعاثات وتحويلها إلى مواد فاعلة، حيث أطلقت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» – غرب المملكة – مبادرة الكربون الدائري في خطوة لتعزيز توجهات «رؤية المملكة 2030».

وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لدى افتتاحه أمس للمبادرة أن جامعة «كاوست» مجهزة بكامل الاحتياجات والمتطلبات لتفعيل مبادرة الكربون الدائري، والتي تأتي تدعيما لرؤية قادة المملكة ومجموعة العشرين ورؤية البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون.

ويتمثل الهدف النهائي لمبادرة الكربون الدائري، التي أعدتها الجامعة، في تسخير وحشد نقاط قوة أبحاث الجامعة وابتكاراتها، لتطوير ونشر حلول تقنية جديدة تدعم جدول أعمال الاقتصاد الدائري للكربون ونشر حلول تكنولوجية جديدة.

وأكد توني تشأن «رئيس كاوست» في بيان صدر أمس أن الجامعة تسعى إلى أن تكون رائدة عالمية بمساهماتها في تقديم حلول فعالة للتحديات الوطنية والعالمية، بينما أفاد نائب رئيس «كاوست» للأبحاث دونال برادلي بالقول: «نسعى إلى إحداث أثر من خلال الشراكة مع الأوساط الأكاديمية والقطاعات المنتجة والحكومية، لضمان تطبيق أبحاث الجامعة في الوقت المناسب لتحقيق المنافع الاجتماعية والسياسية»، مشيرا إلى أن مبادرة الكربون الدائري تنسجم مع كثير من نقاط قوة الجامعة.

ومنذ تأسيسها في عام 2009، خصصت كاوست استثمارات استراتيجية في البنية التحتية لمراكز الأبحاث والمختبرات الأساسية، وعدد كبير من الموهوبين، الأمر الذي يمثل الأسس التي ترتكز عليها محفظة الجامعة الخاصة بحلول الاقتصاد الدائري للكربون بعناصره الأربعة وتشمل حلولاً طبيعية وتقنيات لفصل واحتجاز ثاني أكسيد الكربون، وتوليد الطاقة المتجددة واستخدامها واستغلال ثاني أكسيد الكربون في المحروقات والمواد الجديدة.

ويضيف برادلي «مع إطلاق مبادرة الكربون الدائري في (كاوست) سنبني شبكة أقوى من الباحثين في جميع المراحل المهنية، لاختبار التقدم العلمي والهندسي وتحسينه بشكل شامل والمساهمة بشكل كامل في الجهود المستمرة للمملكة لتنفيذ البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون».

وتعمل «كاوست» على تعزيز التعاون مع الأوساط الأكاديمية والصناعية والجهات الحكومية لتطوير ونشر حلول علمية وهندسية جديدة عبر خمسة مجالات استدامة موضوعية؛ هي مدينة المستقبل حيث تعمل على التقنيات الموفرة للطاقة إلى جانب الذكاء الصناعي، وتحسين التخطيط والعمليات الحضرية، بجانب زراعة المستقبل حيث تستخدم الزراعة المستدامة والذكية والنفايات العضوية المعاد تدويرها، بالإضافة إلى الحلول القائمة على الطبيعة من خلال العمل على مناهج الكربون الأزرق بتقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

ومن بين مجالات البحث في «كاوست» محطة وقود المستقبل التي تهدف إلى أن يعاد إنتاج الوقود في المستقبل باعتبار تعريف ثاني أكسيد الكربون مادة قيمة تتضمن تقنيات تطوير الوقود الإلكتروني، كذلك إغلاق دورة ثاني أكسيد الكربون الذي يتم التقاطه وتخزينه في الغلاف الجوي للحد من آثار تغير المناخ.

وتمت المصادقة على منصة الاقتصاد الكربوني الدائري في إعلان قادة مجموعة العشرين، الذي صدر في القمة للمجموعة التي عقدت في الرياض في 22 نوفمبر الماضي. وتم الاعتراف بالمنصة على أنها «نهج شامل ومتكامل وعملي» لإدارة الانبعاثات مع تعزيز الإشراف البيئي وتوفير مسارات جديدة نحو التنويع الاقتصادي والنمو.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقة“سيلزفورس” توقع إتفاقاً لشراء “سلاك” مقابل 27.7 مليار دولار
المقالة القادمةهل سيتضاعف سعر الدواء خمس مرات!؟