حلحلة «حذرة» في مفاوضات رفع سقف الدين العام الأميركي

«اجتماعات بناءة»، هو الوصف الذي أطلقه المفاوضون من الطرفين الجمهوري والديمقراطي على المحادثات الهادفة للتوصل إلى اتفاق لرفع سقف الدين العام الأميركي.

فبعد اللقاء الثاني من نوعه خلال أسبوعين بين الرئيس الأميركي جو بايدن و«مجموعة الـ4» في الكونغرس المؤلفة من زعيمي الحزبين في مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب، بالإضافة إلى زعيم الديمقراطيين في المجلس، خرج هؤلاء يتحدثون عن «تفاؤل حذر» من سير المفاوضات، لكن من دون التوصل إلى اتفاق أو تسوية بعد.

وتحدث بايدن عن «ثقته» بأن الطرفين «سيستمران في تحقيق تقدم لتجنب التخلف عن السداد»، مشيراً إلى أن فرق التفاوض ستستمر في الاجتماع خلال زيارته إلى اليابان هذا الأسبوع، للمشاركة في اجتماعات مجموعة الـ7.

وأعلن الرئيس الأميركي، في خطوة تسلط الضوء على أهمية اللحظة الراهنة وجديتها، أنه قرر إلغاء زيارته إلى أستراليا وبابوا غينيا الجديدة التي كانت مقررة بعد زيارته اليابان، على أن يعود إلى واشنطن يوم الأحد لاستكمال اللقاءات.

أما رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، وهو الوجه الأبرز في هذا الجدل نظراً لموقفه الرافض لأي رفع للسقف من دون تخفيضات للإنفاق، فقد دخل الاجتماع متشائماً، ليخرج منه ببعض التفاؤل، خاصة بعد تعيين بايدن لفريق من المفاوضين المتمرسين في الملف، لمحاولة رسم أطر اتفاق. فقد اختار الرئيس الأميركي مديرة مكتب الإدارة والموازنة شالاندا يونغ، وكبير مستشاريه ستيف ريتشيتي لتمثيله في المفاوضات، بينما سيمثل الجانب الجمهوري النائب غاريت غرايفز.

ورحّب مكارثي بهذه الخطوة في تغيير لافت في لهجته، معتبراً أن «هذا الخط من التواصل يعطينا أسساً لنكون أكثر إنتاجية، وأمامنا وقت قصير لتحقيق ذلك».

وتابع مكارثي: «أعتقد أننا جهّزنا قاعدة لمحادثات مستقبلية. أمامنا 15 يوماً فقط. ويجب أن نجد طريقة للتخفيف من الإنفاق ورفع سقف الدين وتعزيز اقتصادنا… ويجب أن نقوم بهذا في وقت قصير… أتمنى لو أننا بدأنا بهذا منذ 100 يوم فهذا ما طلبته حينها».

وبالفعل هذا هو التحدي الأكبر أمام المفاوضين. فعلى الرغم من بدء النقاش «البناء»، بحسب وصف الأطراف المشاركة، فإن الوقت ليس حليفها. فتحذيرات وزارة الخزانة من تخلف الولايات المتحدة عن السداد في أوائل الشهر المقبل، يترك أقل من 15 يوماً أمام المفاوضين للتوصل إلى اتفاق والتصويت عليه.

والعائق الأساسي هنا، هو أن مجلسي الشيوخ والنواب سيتوقفان عن العمل الأسبوع المقبل، الذي يصادف عطلة «يوم الذكرى» الأميركي. لكن مكارثي لم يستبعد التوصل إلى اتفاق في نهاية هذا الأسبوع، قائلاً: «من الممكن أن نتوصل إلى اتفاق في نهاية الأسبوع، هذا أمر ليس بغاية الصعوبة».

وهذا ما وافق عليه زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي قال: «ليس لدينا الكثير من الوقت، لكن التخلف عن السداد هو أسوأ الاحتمالات».

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةماسك يحذر من اقتصاد عالمي «صعب»
المقالة القادمةالأسواق عالقة في مربع «سقف الدين»