عادت أزمة غياب مادّة المازوت في المطاحن لتنعكس مرّة أخرى على إنتاج وتوزيع الطحين على الأفران لصناعة الخبز… تسأل من هو معني فيؤكد أن القضية على طريق الحلّ، مشيرا الى أنّنا “حذّرنا مسبقاً أننا سنصل الى أزمة إذا فقدت مادة المازوت”، لافتاً الى أن “الصهاريج حملت اليوم الكميات اللازمة للمطاحن، وقد تم رصد 300 ألف ليتر لمدّة أٍسبوع للمطاحن”. هذا الكلام يؤكده أيضا نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان طوني سيف الذي شرح لـ”النشرة” أن “هناك مطاحن استلمت المادة وحالياً نضع آلية لتسليم المطاحن لها ولتسليم الافران الطحين والمازوت”.
يعود أحمد حطيط ليشير الى أننا “طلبنا أن تتسلم المطاحن الكميات المطلوبة لمدة شهر ولكن تم الاتفاق على تسليمها لمدة أسبوع”. بدوره أنطوان سيف يشدد على أن “الحلول أتت عبر فتح منشآت طرابلس وتسليم مادة المازوت من هناك”، مضيفا: “الأفران أيضا ستتسلمها من اليوم حتّى الاثنين، وهي فقط لصناعة الخبز، وذلك بحسب كمية الطحين المخصّصة لكل مطحنة وكلّ فرن سيحصل على قسيمة مازوت وقسيمة طحين”.
وتابع ان مشكلة إرتفاع سعر المحروقات وعدم وجود الكمّيات الكافية لتسيير القطاعات الحيويّة أمر سيستمرّ ولن يتوقّف عند هذا الحدّ، إذ لا يمكن أن ننسى ما حدث الشهر الماضي مع عدم فتح اعتمادات للمحروقات وفقدان مادة المازوت وعدم قدرة الافران على صناعة الخبز، وهذا الأمر أدى الى أزمة حقيقية، فتهافتت الناس على الافران لشراء الخبز وفي نفس الوقت لم تعد تستطيع إنتاج الكمّيات الكافية لتلبية حاجيات السوق فانخلطت الأوراق ودخلنا في مشكلة حقيقية.
المشهد حالياً يتكرّر فمن نصدق؟ موزّع الطحين الذي يؤكد عدم تسلمه الطحين من المطاحن أم المسؤول عن هذه القطاعات والذي يشدد على أنه وجد الحل للأزمة لمدّة أسبوع في الوقت الراهن؟!… هنا الانظار تتجه الى الايام المقبلة بعد غياب مادة المازوت من الاسواق وفي ظلّ “الكباش” السياسي الحاصل على اعتماد سعر لفتح الاعتمادات له، فمن سيدفع الثمن عندها؟.
أكثر من ذلك، فإنّ سعر ربطة الخبز كان في السابق 1500 ليرة وتصاعد ليتأرجح حاليا بين 4000 الى 4500 ليرة لبنانية، وفي بعض الأماكن وعند توقف الافران عن تسليم الخبز بسبب عدم فقدان المازوت من الأسواق، وصل سعرها الى 11 الف ليرة على مبدأ أنّ الربطة فيها 13 رغيفًا، وأمام هذا كلّه يبقى السؤال الاهمّ “كيف سيستمرّ المواطن”؟.